سالم الوهيبي: أتمنى تأهل السعودية وعُمان معاً إلى المونديال

أكد الشيخ سالم الوهيبي رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم، أن العلاقات الرياضية السعودية العمانية مترسخة وقوية، وأن المنافسات التي تجمع منتخبات وفرق البلدين الشقيقين تأخذ بالاعتبار العلاقة الأخوية بينهما وتحت عدة منظومات، من بينها منظومة دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال الوهيبي في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط»، إن العلاقة بين الاتحادين السعودي والعماني في لعبة كرة القدم حققت نتائج إيجابية كبيرة، من أبرزها احتراف عدد من نجوم الكرة العمانية في الأندية السعودية، والمساهمة في تحقيق نتائج مميزة على كافة الأصعدة، مشيراً إلى أن التنسيق كان وسيستمر في هذا الجانب من أجل الظفر بالمزيد من النتائج لصالح الكرة في الدولتين. وتطرق الوهيبي أيضاً إلى وقوع المنتخبين السعودي والعماني في مجموعة واحدة في طريق التصفيات النهائية المؤهلة إلى مونديال «2022»، متمنياً أن ينجح المنتخبان سوياً في العبور إلى مونديال 2022، الذي سيقام للمرة الأولى في منطقة الخليج، تحديداً في دولة قطر، فإلى ثنايا هذا الحوار:
> كيف ترى العلاقات الرياضية بين المملكة وسلطنة عمان، خصوصاً في مجال كرة القدم؟
- العلاقات الأخوية بين السلطنة والمملكة هي علاقة متميزة على جميع الأصعدة والمستويات سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. كما أن رسوخ العلاقات بين قادة البلدين والشعبين الشقيقين قد انعكس بالإيجاب في كل مجالات التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات في شتى المجالات، بما في ذلك المجال الرياضي عامة، وفي كرة القدم على وجه الخصوص، وتجسدت هذه العلاقة المتميزة عبر الدور الفاعل لقادة البلدين في دفع مسيرة مجلس التعاون الخليجي، وكذلك من خلال الزيارات المتبادلة والتشاور المستمر، كما أن زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، لأخيه الملك سلمان بن عبد العزيز دليل على عمق العلاقة بين بلدينا وشعبينا الشقيقين. والأكيد أن لهذه الزيارة معاني ودلالات على الآفاق المستقبلية الواعدة لهذه العلاقات المتينة. ولقد حرص الاتحاد العُماني لكرة القدم على تعزيز أسس التعاون والتنسيق مع نظيره السعودي من خلال تبادل الخبرات، وتنسيق المواقف على المستوى القاري والدولي. وكذلك بالدعم المتبادل في كل المجالات. وإنني أتطلعُ إلى دفع نسق التعاون نحو المستويات الأعلى في مجال إعداد الكوادر الإدارية والفنية، وفي مجال التحكيم والتأهيل والتدريب وبرامج المنتخبات الوطنية والاستفادة من التجارب الناجحة في كلا البلدين.
> كيف تنظرون للرياضة السعودية وفرقها، وهل تعتقدون أن التجربة الاحترافية السعودية ناجحة وملهمة في منطقة الخليج وآسيا على الأقل، وهل لديكم خطط من أجل اعتماد الاحتراف في كرة القدم في السنوات المقبلة، خصوصاً أن المنتخب العماني بات ضمن المنتخبات التي تنافس للوصول لمونديال 2022 في قطر؟
- إن تاريخ الرياضة السعودية حافلٌ بالإنجازات القارية والمشاركات العالمية، وهو دليل على الخطوات العملاقة والأشواط المهمة التي قطعتها الرياضة السعودية نحو المزيد من التطور والازدهار. ونحن في الاتحاد العُماني لكرة القدم ننظرُ باحترام كبير لتجربة الأشقاء بالمملكة العربية السعودية في هذا المجال. كما أن الاستراتيجيات الطموحة التي اعتمدها الدولة في دعم الأندية الرياضية السعودية عامة، وتعزيز الدعم المقدم لأندية الدوري السعودي للمحترفين، وربط كل ذلك بتطوير حوكمة تلك الأندية إدارياً ومالياً، بما يضمن ديمومة نشاطها وقدرتها على تعزيز إيراداتها الذاتية سيكون له بكل تأكيد الأثر الطيب على المسابقات، وعلى نتائج المنتخبات الوطنية للوصول إلى أعلى المستويات العالمية بإذن الله. أما فيما يتعلق بالاحتراف في كرة القدم، فإن للاتحاد العُماني لكرة القدم رؤية طموحة وواقعية في الوقت ذاته، حيث إن لدينا قناعة تامة بأن بلوغ الاحتراف التام يتطلبُ التخطيط المحكم وفقاً لخطوات مدروسة. وقد حرصنا كل الحرص للتأسيس السليم لنظام الاحتراف الكروي في السلطنة معولين في ذلك على الدعم الحكومي، وتعزيز الإيرادات الذاتية للأندية والاتحاد بشراكة فعلية وحقيقية مع القطاع الخاص، كما أننا اعتمدنا على تطبيق نظام تراخيص الأندية كدعامة أساسية وعملية للارتقاء بعناصر المنظومة الكروية العمانية إلى أعلى المعايير الدولية في إطار خطة زمنية محددة. وهو أمر يستدعي تطوير كرة القدم ووضع الخطط لدعم جوانب القوة ومعالجة القصور في أنظمة الاحتراف المطبقة، واختيار النموذج الأكثر ملائمة لخصوصية الأندية العمانية.
> كيف ترى التنسيق بين الاتحادين السعودي والعماني على كافة الأصعدة، سواء الخليجية أو القارية والدولية في مجال الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص؟
- كما ذكرت سابقاً، العلاقة بين الاتحادين السعودي والعماني هي علاقة متميزة ومتينة تعكس عمق العلاقة بين بلدينا الشقيقين. كما تجسدت هذه العلاقات الرياضية في أكثر من مناسبة سواء في مستوى البرامج والخطط المعتمدة على المستوى الخليجي أو في مستوى التنسيق، وفي توحيد المواقف وتبادل الدعم في المحافل الإقليمية والدولية.
> هناك عدد من نجوم الكرة العمانية احترفوا في المملكة من بينهم علي الحبسي وعماد الحوسني وفوزي بشير وأحمد حديد وأحمد كانو، كيف ترى تلك التجارب، وهل يمكن أن نرى أسماء جديدة في دوري المحترفين السعودي؟
- الدوري السعـودي يعد من أقوى الدوريات عربياً والأشهر في منطقة الشرق الأوسط ككل. كما أن المملكة تعد من أوائل الدول التي طبقت الاحتراف في المنطقة منذ فترة طويلـة. وقد حظي اللاعب العماني بالثقـة للاحتراف في هذا الدوري من خلال مشاركة عديد من اللاعبين. وقد كان لتلك التجربة الأثر الطيب على رفع مستوياتهم الفنية، وانعكس ذلك على نتائج ومردود المنتخب الوطني. ومن دلائل نجاح هذه التجربـة وثرائها مشاركة ما يقارب 15 لاعباً عمانياً في فترات مختلفة في التجربة الاحترافية بالسعودية. وتجربة احتراف اللاعب العماني بالدوري السعودي مثلت نقطة فارقة في تاريخ الاحتراف الكروي العماني، حيث فتحت هذه التجربـة أبواب الاحتراف لبقيـة اللاعبين حتى وصل عدد المحترفين العمانيين خارجياً في عام 2006، 18 لاعبـاً دفعـة واحـدة. وتشهد الكرة العمانية حالياً طفرة متميزة من اللاعبين المتميزين على غرار حارس المنتخب فايز الرشيدي الذي احترف مؤخراً بنادي العين السعودي. ولعل التصفيات القادمة للمنتخب ستكون فرصة مهمة للاعبين لإبراز مهاراتهم وقدراتهم للفوز بثقة الأندية السعودية، ونذكر منهم على سبيل المثال العلوي وجميل اليحمدي ومحمد المسلمي وأكثر من لاعب آخر يمتلكون كل المقومات للاحتراف الخارجي. ونتطلع بكل صدق بأن يكون لهم حظ في الدوري السعودي.
> كيف تصف البنية التحتية لكرة القدم العمانية وإمكانية تطويرها مستقبلاً؟
- لقد شَهدت البنية الأساسية لقطاع الرياضة بالسلطنة تطوراً ملحوظاً ونقلة نوعية في كافة المنشآت والمرافق والتجهيزات اللازمة لممارسة النشاط الرياضي والشبابي، حيث تتوزع بشكل متوازن لتغطي جميع المحافظات. وتُعتبرُ المجمعات الرياضية في السلطنة من أهم المنشآت الرياضية، حيث تكمن أهميتها فيما تقدمه من خدمات تلبي المتطلبات الرياضية والشبابية من خلال استخدام مرافقها المختلفة من قبل الاتحادات والأندية الرياضية. وتجدر الإشارة هنا لأن بالسلطنة عشرة مجمعات رياضية متكاملة موزعة على معظم محافظات، كما تم افتتاح المجمع الرياضي بالرستاق. كل ذلك يعتبر إنجازاً مهماً يُسجل لرصيد الرياضة العمانية، ويعكس الاهتمام الكبير والمتواصل الذي توليه الحكومة الرشيدة لقطاعي الرياضة والشباب. كما تم تخصيص دعم مالي قدره مليون ريال عماني لكل نادٍ من أندية السلطنة الرياضية تم تخصيصها للبنية الأساسية شاملة إنجاز ملاعب رئيسية ورديفة لكرة القدم (بالعشب الطبيعي أو الصناعي)، ونحن نتطلعُ لأن يتم جني ثمار هذه الطفرة على مستوى البنية الأساسية في العناية بالفئات العمرية وزيادة جرعاتها التدريبية للتأسيس الفني السليم للاعب العماني.
> بالنسبة لمواجهة المنتخبين السعودي والعماني في مباراتي الذهاب والإياب في التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى مونديال 2022، كيف ترى هاتين المواجهتين وحظوظ كل منتخب في العبور للمونديال؟
- حظوظ جميع منتخبات المجموعة متساوية، خصوصاً وبنظام الذهاب والإياب الذي يحكمه الاستعداد الجيد والانتقال، كما تتخلل مباريات التصفيات مباريات بطولة كأس العرب ودورة كأس الخليج. نأمل التوفيق والنجاح للمنتخبين العماني والسعودي في التأهل سوياً إلى المونديال إن شاء الله.