وفد أممي يبحث في غزة الإعمار وقضايا إنسانية

بحث وفد أممي، ترأسته لين هاستينغز، نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة، مع مسؤولين حكوميين في قطاع غزة، ملف إعادة إعمار القطاع.
وقال وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان بغزة، ناجي سرحان، إنه بحث مع المسؤولة الأممية التي تعد أيضاً منسقة الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة، ملف إعمار القطاع، إلى جانب قضايا إنسانية. وأضاف: «إن اللقاء مهم، ويأتي ضمن اللقاءات المتعددة من الوفود والمبعوثين الأميين إلى قطاع غزة، للاطلاع على الأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة، والتعرف على واقع وجهود الإعمار».
وأكد المسؤول الفلسطيني على أن اللقاء استعرض مجمل القضايا الإنسانية الصعبة في غزة والأوضاع الاقتصادية والفقر والبطالة، وإعداد الوحدات السكنية التي تعرضت للتدمير خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع. وشدد سرحان على أن وزارته تواصل جهودها في أعمال إزالة الركام وحصر وتدقيق الأضرار وتسجيلها، وتجهيز ملفات الإعمار للشروع فيه حال وصول الأموال.
وكانت هاستينعز وصلت إلى غزة، أمس، عبر بيت حانون «إيرز» وأجرت زيارات وجولات ميدانية لكثير من المشروعات الأممية، في ظل ترتيبات تجري من أجل إشراف الأمم المتحدة على تحويل الأموال إلى قطاع غزة، لكن ذلك لم يشمل النقاش حول ملف الإعمار الذي تربطه إسرائيل باستعادة جنود ومواطنين لدى «حماس»، وهو شرط عقّد من المفاوضات بين الجانبين وأجّل دفع جهود التهدئة.
وقال مسؤول مطلع على المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة «حماس» في القاهرة، لموقع «تايمز أوف إسرائيل»، إن الجانبين «في طريقهما» نحو جولة أخرى من القتال، بعد أسابيع فقط من التصعيد الأخير في قطاع غزة.
وأشار المسؤول الذي لم يفصح الموقع عن هويته، إلى الموقف الإسرائيلي المتشدد منذ حرب 11 مايو (أيار) تجاه معبر «كرم أبو سالم» للبضائع؛ حيث سُمح بدخول ضروريات إنسانية محدودة فقط، مثل الغذاء والدواء والوقود، وتم منع جميع الصادرات تقريباً. وقاد وزير الدفاع بيني غانتس سياسة تشترط إعادة إعمار القطاع بعودة مدنييّن إسرائيلييّن ورفات جنديين إسرائيليين تحتجزها «حماس».
كما أشار المسؤول إلى موقف «حماس» الذي ازداد «جرأة» منذ الحرب، التي وصفها يحيى السنوار بأنها انتصار على إسرائيل. وتبع المصدر المسؤول كلامه، إن الواقعين المتنافسين (إسرائيل المتشددة في مواقفها وحركة «حماس» المحفزة) لا يبشران بالخير لمفاوضات تتوسط فيها مصر، والتي بدأت الشهر الماضي في القاهرة.
وأضاف أن الوفد الأمني الإسرائيلي، بعد أن طلب تغيير الطريقة التي يتم بها تحويل مئات الملايين من الدولارات من المساعدات الإنسانية من قطر إلى قطاع غزة بشكل شهري، عبر تحويلها من خلال مراقب دولي مثل الأمم المتحدة، من أجل تحويل الأموال بعيداً عن الحركة بالكامل، فإن «حماس» من شبه المؤكد ستعارض الخطوة، بالنظر إلى أنها تحكم قطاع غزة.
وأكد مصدر ثانٍ مطلع على المباحثات، أنه لم يتم تحقيق أي تقدم في القاهرة، وأن الجانبين غير متفائلين. ومع ذلك، أشار المصدر إلى أن إسرائيل و«حماس» «قد لا تكونان معنيتين بجولة أخرى من العنف بقدر ما تدعيان». وأضاف أنه بينما يسعى رئيس الوزراء نفتالي بينيت لإثبات أنه صارم مع «حماس»، فإنه مهتم أيضاً بتحقيق الاستقرار في ائتلافه الناشئ والمتنوع سياسياً، والذي قد لا يكون قادراً على الصمود في وجه جولة أخرى من العنف بعد فترة قصيرة من تشكيله. بالإضافة إلى ذلك، يقول المرصد، قد لا تحافظ «حماس» على التأييد الشعبي الذي حظيت به بعد الحملة العسكرية الأخيرة إذا تم قصف القطاع مرة أخرى.