تراجع غير متوقع للطلب الصناعي في ألمانيا

أظهرت بيانات وزارة الاقتصاد الألمانية الصادرة أمس (الثلاثاء) تراجعاً غير متوقع للطلب على إنتاج المصانع في ألمانيا خلال مايو (أيار) الماضي، وهو ما يشير إلى بداية غير مستقرة للتعافي الاقتصادي في البلاد.
وذكرت وزارة الاقتصاد الألمانية أن الطلب على المصانع تراجع بنسبة 3.7 في المائة، وهو ما تجاوز تقديرات المحللين، وفق «بلومبرغ»، وذلك على خلفية ضعف الطلب على صادرات السيارات الألمانية بعد ارتفاعه في الشهر السابق. وكان الطلب المحلي قد سجل خلال مايو (أيار) الماضي نمواً بمعدل 0.9 في المائة.
وتعاني الشركات الألمانية مع مشكلات غير مسبوقة في سلسلة التوريد نتيجة الارتفاع المفاجئ في النشاط العالمي بعد رفع إجراءات الإغلاق بسبب فيروس كورونا المستجد، وهو اتجاه أدى أيضاً إلى ارتفاع الأسعار، في ظل المنافسة على مستلزمات الإنتاج والمواد الخام. وفي حين أن بعض هذه الاختناقات ربما بدأت في التراجع، فإن تجاوز هذه الاضطرابات قد يستغرق بعض الوقت.
ومن ناحية أخرى، يتوقع المحللون أن تظهر البيانات الصادرة غداً (الخميس) ارتفاع الناتج الصناعي في ألمانيا خلال مايو (أيار) الماضي بنسبة 0.5 في المائة. وفي الوقت نفسه، يتوقع البنك المركزي الألماني نمو اقتصاد ألمانيا، وهو أكبر اقتصاد في أوروبا، بنسبة 3.7 في المائة خلال العام الحالي.
وشكا قطاع التصنيع في ألمانيا من قيود السفر التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية. وقال العضو التنفيذي في اتحاد الصناعات الألمانية، فولفجانج نيدرمارك، وفق وكالة الأنباء الألمانية، إن قيود السفر التي فرضتها السلطات الأميركية تشكل عقبة أمام الشركات الصناعية الألمانية.
وأضاف أنه «ينتظر عدد من الشركات الألمانية بشكل عاجل السماح لموظفيها بدخول الولايات المتحدة لإجراء أعمال صيانة وإصلاحات وخدمات أخرى متعلقة بالإنتاج... الإنتاج في الولايات المتحدة الذي تعتمد عليه كثير من الوظائف الأميركية يعاني نتيجة القيود المفروضة على الدخول».
وقرر الاتحاد الأوروبي تخفيف القيود المفروضة على المسافرين القادمين من الولايات المتحدة، لكن القيود المفروضة على السفر من منطقة الانتقال الحر (شينغن) التي تغطي جزءاً كبيراً من الاتحاد الأوروبي لا تزال سارية.
ودعا نيدرمارك المستشارة أنجيلا ميركل إلى التطرق لهذه القضية خلال لقائها مع الرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن خلال هذا الشهر.
وانتقد نيدرمارك المعاملة غير المتكافئة للمسافرين، مضيفاً أن الاستثناءات التي سمحت بها السلطات الأميركية غير كافية، وقال: «يجب على الإدارة الأميركية تخفيف قيود دخول المسافرين من ألمانيا ومنطقة شينغن قريباً».
وتشكل الشركات الألمانية ثالث أكبر مجموعة لأرباب العمل الأجانب في الولايات المتحدة، حيث توفر نحو 860 ألف وظيفة هناك، بحسب بيانات الاتحاد.
وفي غضون ذلك، أعلن معهد «إيفو» الألماني لأبحاث الاقتصاد تراجع عدد العاملين بنظام الساعات المختصرة في ألمانيا بعد تخفيف قواعد مواجهة فيروس كورونا المستجد.
وبحسب تقدير حديث لمعهد «إيفو»، صدر أمس، بلغ عدد العاملين بنظام الساعات المختصرة في ألمانيا خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي 1.5 مليون شخص.
يشار إلى أن هذا العدد أقل بما يزيد على الثلث عما كان عليه في مايو (أيار) الذي بلغ فيه نحو 2.3 مليون شخص. وبحسب بيانات المعهد، فإن التقديرات تقول إن 4.5 في المائة من العاملين في ألمانيا في الشهر الماضي مدرجون تحت نظام الساعات المختصرة، فيما كانت تبلغ نسبتهم 6.8 في المائة في مايو (أيار) الماضي.