نصف سكان المنطقة لا يملكون ترف اتباع نظام غذائي صحي

ذكر تقرير أممي، صدر أمس (الخميس)، أن أكثر من نصف سكان منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا ليست لديهم القدرة المالية لتغطية تكاليف اتباع نظام غذائي صحي، محذّرا من تفاقم انعدام الأمن الغذائي في السنوات المقبلة.
ويمثل التقرير الصادر بعنوان «نظرة إقليمية عامة حول حالة الأمن الغذائي والتغذية في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا لعام 2020»، ثمرة تعاون حثيث بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، والإطار الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الصحة العالمية. ويلقي الضوء على البيانات المتاحة قبل تفشي جائحة (كوفيد - 19) التي أثرت على المنطقة والعالم كله في عام 2020.
وتشير البيانات إلى أنه بحلول عام 2019، كانت المنطقة العربية فعلياً خارج المسار الصحيح المطلوب لتحقيق مقصدي هدف التنمية المستدامة الثاني بشأن القضاء على الجوع وتحسين التغذية بحلول عام 2030. ورغم إحراز تقدم جيد خلال العقود الماضية، تزايد عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية في المنطقة بشكل مطرد خلال الفترة 2015 - 2017. فقد وصل عدد السكان الذين عانوا من الجوع في عام 2019 إلى 51.4 مليون شخص، يمثلون ما نسبته 12.2 في المائة من مجموع سكان المنطقة.
وفي حال استمرت هذه الاتجاهات، وبصرف النظر عن التأثير المحتمل للجائحة، فإن عدد من يعانون من نقص التغذية في المنطقة سيتجاوز حاجز الـ75 مليون شخص بحلول عام 2030. ويسلط التقرير الضوء أيضاً على حقيقة أنه في عام 2019 لم يكن لدى حوالي ثلث سكان المنطقة، أي 137 مليون شخص، إمكانية الحصول على طعام كاف ومأمون ومغذٍ بشكل مستمر، إذ بات انعدام الأمن الغذائي، الذي يؤثر على جودة النظام الغذائي وكميته يفرض تحديات كبيرة أمام تحقيق أهداف التغذية العالمية.
وكانت الاتجاهات المذكورة في الجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية مدفوعة إلى حد كبير بالنزاعات والعنف في المنطقة، فضلاً عن فشل النظم الغذائية الحالية في تشجيع الناس على تبني عادات وأنماط غذائية صحية.
وكما يشير التحليل الوارد في التقرير، فإن أكثر من نصف سكان المنطقة ليست لديهم القدرة المالية التي تغطي تكاليف اتباع نظام غذائي صحي. ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن جودة النظام الغذائي الذي يتبناه الناس لها آثار كبيرة لا تقتصر فقط على الأمن الغذائي والتغذية، ولكن أيضاً على صحة الإنسان والبيئة.