وزير التعليم السعودي يدعو لانتهاز الجائحة كفرصة للمضي قدماً

دعا وزير التعليم السعودي الدكتور حمد آل الشيخ، اليوم (الثلاثاء)، إلى انتهاز وباء فيروس كورونا المستجد كفرصة للمضي قدماً، معرباً عن الفخر بإنجازات المنظومة التعليمية في التغلب على الجائحة.
وقال آل الشيخ، في كلمته خلال اجتماع وزراء تعليم دول مجموعة العشرين بمدينة كاتانيا الإيطالية: «أقف اليوم هنا متفائلاً بالمستقبل، لقد تغيرت أساليب عملنا، ونَمت رؤيتنا بشكل كبير، ومعظم خبراء التعليم وصنّاع القرار أصبحوا اليوم ملمين بشأن التعامل مع تأثير الجائحة العالمي».
وأضاف: «يجب أن ننظر إلى الوباء العالمي كفرصة وليس مجرد جائحة، وأن نمضي قُدماً»، مشيراً إلى أن «المدارس والمؤسسات التعليمية في جميع أنحاء العالم عانت من أزمة غير مسبوقة، وها نحن اليوم نفخر بإنجازاتنا في التغلّب على هذه الجائحة، والتفكير في مستقبل أنظمتنا التعليمية».
وأوضح وزير التعليم أن «الالتزام المشترك بتزويد المواطنين بالمعرفة، والمهارات، والقيم اللازمة؛ سيسهم في الازدهار العالمي»، مبيناً أنه «من خلال التعاون، ومواصلة الحوار، ومشاركة الاهتمامات، وتوفير حلول مبتكرة، ومراعاة حقوق جميع الطلاب؛ سنمضي قدماً لتحسين وتكييف وتطوير أنظمتنا التعليمية».
واستعرض خلال الاجتماع أفضل ممارسات وزارة التعليم السعودية فيما يتعلق بأولويات مجموعة العشرين هذا العام، ومنها الاستمرار في إجراءات التخفيف من تأثير الوباء، واعتماد تدابير الوقاية والتدخل والتعويض، والاستثمار في تدريب المعلمين، وأنظمة دعم الطلاب وأولياء الأمور، وأدوات التعلّم المبتكرة عن بُعد، بالإضافة إلى تطوير منصة «مدرستي»، وإطلاق 23 قناة تعليمية، وتسهيل مصادر التعلّم عن بُعد للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
ونوّه آل الشيخ بأن الوزارة أعلنت عن تطوير المناهج والخطط الدراسية وتطبيق الفصول الثلاثة، ومسارات الثانوية للعام الدراسي المقبل، لافتاً إلى أن عملية التطوير تمثّل المرحلة الأولى من الإصلاحات التعليمية التي تهدف إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية لـ«رؤية السعودية 2030»، وتعزيز المهارات لدى الطلبة، وتَبنّي أساليب التعلّم المدمج.
وثمّن جهود وزراء التعليم في تعزيز الأنظمة التعليمية لدول المجموعة، من خلال ضمان التعليم الجيد والمنصف للجميع، والحد من مخاطر الفقر التعليمي التي تفاقمت بسبب الجائحة، داعياً إلى تبني مناهج مبتكرة لضمان استمرارية التعليم، والحد من الفقر التعليمي، ووضع سياسات واستراتيجيات للانتقال بشكل أفضل، من التعليم إلى التطبيق.
ويأتي هذا الاجتماع ختاماً لأعمال مجموعة عمل التعليم خلال سنة الرئاسة الإيطالية لمجموعة العشرين، والتي تناولت موضوعات تعليمية متعددة تندرج ضمن أولويتين رئيستين، هما التعليم المدمج واستخدام التقنية كأداة لدعم التعليم الحضوري، بالإضافة إلى الفقر التعليمي الذي فاقمته الجائحة، ويشمل أوجه عدم المساواة في فرص الوصول إلى تعليم عادل وعالي الجودة، والفجوة الرقمية، والرسوب، والتسرب من الدراسة.
وتمثّل الأولويتان امتداداً للأولوية الثالثة لمجموعة عمل التعليم تحت سنة الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين في عام 2020. وهي استمرارية التعليم في أوقات الأزمات، والتي أُضيفت لأولويات مجموعة التعليم نتيجة انتشار فيروس كورونا، وما أعقبه من إغلاق واسع للمدارس والمؤسسات التعليمية حول العالم كجزء من الإجراءات الاحترازية لمواجهة الجائحة.
واستعرض الاجتماع الوزاري أبرز النتائج التي توصلت إليها مجموعة عمل التعليم، والتي قامت السعودية بدور كبير في إعادتها مجدداً على جدول أعمال قمة المجموعة في سنة رئاستها عام 2020، من خلال عقد عشرات الاجتماعات، والاتصالات مع دول مجموعة العشرين، والمنظمات الدولية، ومجموعة التواصل.