مدربون: الأصعب لم يأتِ بعد... و«الدور الحاسم» المحك الحقيقي للأخضر

أكد مدربون ولاعبون سعوديون معتزلون أن المنتخب السعودي أظهر قدراته المتعددة من خلال التصفيات الآسيوية المشتركة، التي تأهل على إثرها إلى نهائيات كأس آسيا 2023 وتصفيات آسيا المؤهلة للمونديال، وأجمعوا على أن التصفيات النهائية ستكون أكثر صعوبة، كون المنتخبات الموجودة بها ستكون أكثر تمرساً.
ومن جهته، وصف المدرب عبد العزيز الخالد التأهل إلى الأدوار النهائية بكونه نتاج دوري قوي مدعوم من القيادة السعودية التي ساهمت في جعل هذا الدوري في كرة القدم حيث إن هذا التأهل طبيعي جداً في ظل الدعم الكبير الذي أسهم في تطور الكرة السعودية، والمتابعة من قبل وزارة الرياضة، وكذلك الاتحاد السعودي.
وبيّن أن البدلاء كانوا على قدر المسؤولية في المباريات التي غاب عنها نجوم مميزون مثل محمد البريك وسالم الدوسري وعبد الإله المالكي حيث كان الأداء متوازناً وسلساً، يعتمد على الاستحواذ الإيجابي، الذي يعتمد على التحركات الأساسية الفعلية لكل أفراد المنتخب، بداية من حارس المرمى، لتنتقل إلى الخطوط كافة والتحولات السريعة، ما يؤكد جودة اللاعب السعودي.
وشدد على أن بصمات المدرب ظهرت، ولكن كل ذلك غير كافٍ حيث من المطلوب مضاعفة الجهود والاستعدادات للمرحلة المقبلة الصعبة.
ووصف الخالد المنتخب السعودي بأحد أفضل «3» منتخبات في القارة الآسيوية، ولن يكون الهدف فقط الوصول للمونديال، بل تقديم أداء فني مميز، وكذلك الحصول على البطولة الآسيوية مجدداً، وهو طموح بكل تأكيد وحق مشروع.
وأشار إلى أنه يرى أهمية في مراجعة عدد اللاعبين الأجانب المحترفين في الفرق السعودية ليكون الحد الأقصى 5 لاعبين بدلاً من العدد الحالي الذي يفوق نصف عدد أفراد الفريق، ما يضيق فرص المشاركة للاعبين السعوديين في المباريات في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
ورأى الخالد أهمية أن يكون هناك تقبل للرؤية التي يقدمها ويعمل بها المدرب، الذي يقدم عملاً كبيراً ويختار الأسماء الأكثر جاهزية وجدارة، التي تلعب دقائق أكثر، والتي قد تتأثر بوجود الكم الكبير من اللاعبين الأجانب.
وأكد أن اللاعب السعودي يجب أن يكون ملتزماً من النواحي كافة، بكونه محترفاً، وهذا سيسهم بكل تأكيد في تحقيق الأهداف المقبلة التي يطمح لها جميع السعوديين.
أما المدرب حمد الدوسري فأكد أن المنتخب السعودي بدأ بصورة قوية في مشواره في التصفيات الأولية، ليس من حيث التأهل فقط بالمركز الأول، بل من العمل الفني الكبير والبارز من قبل المدرب إيرفي رينارد، الذي لعب بكل واقعية وحرص على هيبة المنتخب السعودي، من خلال اللعب القوي وعدم التساهل مع أي منتخب، وزرع ثقافة الفوز، وإن كان التعادل كافياً في المباراة الأخيرة ضد منتخب أوزبكستان الذي يعد من المنتخبات الجيدة في آسيا، إلا أن المنتخب السعودي أكد تفوقه مجدداً في مواجهة الإياب، بعد أن تفوق في مواجهة الذهاب في طشقند.
ورأى الدوسري أن الأسماء الفنية في صفوف المنتخب هي الأفضل في الكرة السعودية حالياً، ومن المهم أن تواصل مسيرتها دون التقليل من عطاء وجهد أي منها، وترك العمل للمدرب لعمل ما يراه مناسباً، خصوصاً أنه خبير وله اسمه ولن يجامل أي اسم كان.
وأكد المدرب علي كميخ من جانبه أن المنتخب السعودي يعيش أجمل فتراته الفنية «حيث يقدم المدرب رينارد عملاً رائعاً وكبيراً وسط دعم من وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم والجمهور الداعم للمنتخب والواثق من اللاعبين وقدراتهم».
وبيّن كميخ أن المنتخب السعودية قادر على الوصول لأبعد نقطة في التصفيات النهائية والعبور إلى النهائيات والتأكيد أنه من كبار آسيا، وأنه اسم لا يمكن تجاوزه عند أي منافسة بهذا الحجم.
وقال يوسف عنبر، مدرب المنتخب السعودي الأول سابقاً؛ انتهى الدور الصعب، وبقي الأصعب، باعتبار التصفيات المقبلة هي الفيصل في التأهل للحلم الحقيقي لكل منتخبات العالم التي تتمنى الوجود بها، وخاصة أن المنتخب كان موجوداً في آخر مونديال في روسيا.
وزاد بالقول؛ ما قدمه المنتخب في هذه التصفيات شيء مطمئن للأدوار المقبلة، وذلك من خلال التجانس والأداء المميز الذي قدمه اللاعبون في التصفيات من خلال مباريات الذهاب والإياب، رغم صعوبة المباريات مع بعض المنتخبات، أمثال اليمن وسنغافورة وطرق اللعب التي تنتهجها بعض المنتخبات في اللعب بطرق دفاعية بحتة تجعل المباراة من المباريات الصعبة، وشاهدنا كيف تحققت النتائج في الدقائق الأخيرة من وقت المباراة.
وبين أن إعداد المنتخب في المرحلة المقبلة سيعتمد بشكل كبير على إعدادات الأندية، لأن التصفيات المقبلة ستكون في مطلع الموسم الرياضي 2021، وبالتالي لا بد من إعداد مثالي يواكب قوة التصفيات، خاصة أن التصفيات المقبلة ستكون الأقوى مع الأقوى، خاصة لو علمنا أن المنتخبات المتأهلة لها باع طويل في هذه التصفيات، أمثال منتخب اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران.
وعن مجموعة من اللاعبين الموجودين مع المنتخب، قال عنبر؛ بالنسبة لمجموعة اللاعبين المختارين في الفترة الأخيرة فإنها صفوة نجوم الدوري السعودي، والتصفيات الحالية أعطت لمدرب المنتخب رينارد انطباعاً جيداً وكافياً لاستكمال المقبل من التصفيات بنفس الأسماء التي تشبعت واستوعبت منهجية وفلسفة المدرب الفنية، وعلى استطاعة تامة لتكملة التصفيات المقبلة بنفس الأداء والروح التي شاهدناها.
وأضاف؛ من الصعب على المدرب اختيار عناصر أخرى للمرحلة المقبلة في ظل الانسجام والتناغم الفني الذي أظهره اللاعبون في التصفيات المؤهلة للأدوار المقبلة.
من ناحيته، قال ناصر الفهد لاعب نادي النصر السابق؛ عموماً ذلك لا يمكن أن يكون عائقاً في حال كانت الاستعدادات كما ينبغي من خلال المعسكرات وزيادة التجانس والحرص على تطبيق الاحترافية على اللاعبين من حيث التغذية والنوم وغير ذلك من العناصر التي تساعد على الثبات في الجانب الفني والبدني وتلافي الإصابات المؤثرة.
وبيّن الفهد أن هناك توافقاً حول أن المجموعة الحالية من اللاعبين مميزة إلا أنه رأى أن هناك أسماء يمكن أن تعطي إضافة فنية في المنتخب مثل عبد المجيد الصليهم وخالد الغنام وعلي لاجامي، ومن المهم أن تكون هذه الأسماء ضمن القائمة التي يمكن الاعتماد عليها في النهائيات.
وشدد على أن رأيه مبني على نظره فنية، متمنياً أن يكون الاستعداد للمنتخب السعودي بالصورة التي تتناسب مع صعوبة المرحلة المقبلة، خصوصاً أن المنتخبات القوية في آسيا لديها محترفون في أوروبا، ولديهم الخبرات في التعامل مع المباريات الصعبة في مشوار النهائيات.
أما المدرب علاء رواس، الذي عمل لسنوات طويلة في الأجهزة الفنية في المنتخبات السعودية، فيرى أن المنتخب السعودي عبر بشكل مستحق إلى النهائيات، إلا أن المرحلة المقبلة ستكون أكثر صعوبة وتتطلب عملاً كبيراً وإعداداً قوياً وخوض وديات مناسبة مع المرحلة المقبلة من أجل أن يكون المنتخب في أفضل حالاته، وهو يتصارع مع أقوى المنتخبات على مستوى القارة.
واعتبر أن الأسماء الموجودة في قائمة المنتخب السعودي هي الأفضل حالياً حيث إن هذه القائمة هي التي برزت في الدوري، ويمكن أن يبرز آخرون في الفترة المقبلة، ويتطلب ضمهم حسب الاحتياجات الفنية.
فيما قال المدرب سعد السبيعي: «إن المنتخب الوطني السعودي تجاوز الخطوة الأولى بنجاح، بتجاوزه التصفيات الأولية بكل جدارة، واتضح الفارق الفني بينه وبين باقي فرق المجموعة، ما سهل المهمة للوصول للأدوار النهائية والوصول لمونديال قطر بإذن الله».
وزاد بالقول: «مع الإدراك أن المرحلة المقبلة تختلف بشكل كبير عن السابقة، وسوف تكون الصعوبات أكبر، لوجود منتخبات متمرسة وقوية فنياً، ما يستوجب العمل المضاعف وعدم التساهل بالمرحلة المقبلة».
وعدّ المنتخب يضم أفضل العناصر الموجودة حالياً، والانسجام واضح بين المجموعة، وهذا أمر جيد يعيد بالذاكرة منتخب 2007 الذي انطلق منه نجوم كبار في الكرة السعودية، وحقق نتائج رائعة في ذلك الوقت.
وشدد على أن المنتخب الحالي قادر على تحقيق الطموح والتأهل للمونديال المقبلة والتتويج ببطولة آسيا متى ما وجد التكاتف من الجميع والعمل على المرحلة المقبلة بشكل أكبر والدعم والتفاف الجميع حول منتخب الوطن واللون الأخضر فقط.