الجيش الألماني يبدأ سحب آخر جنوده في أفغانستان عبر جورجيا

بدأ الجيش الألماني سحب آخر جنوده المتبقين في أفغانستان عبر جورجيا. وحسب معلومات وردت لوكالة الأنباء الألمانية، نقلت طائرة نقل عسكرية أول دفعة من الجنود إلى العاصمة الجورجية تبليسي، أول من أمس، ومن هناك إلى ألمانيا على متن طائرة مدنية مستأجرة.
ومن المنتظر أن يواصل الجيش نقل الجنود المشاركين في عملية «الدعم الحازم» التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) من أفغانستان لألمانيا عبر تبليسي حتى نهاية عملية سحب القوات. ولا يزال من غير المعروف بعد موعد سحب آخر جندي ألماني من أفغانستان. كانت الولايات المتحدة أعلنت منتصف أبريل الماضي اعتزامها استكمال الانسحاب من أفغانستان في موعد أقصاه الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) المقبل، (ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر) بعد مضي 20 عاماً على وجود القوات الأميركية هناك. وتردد أن موعد إتمام الانسحاب الأميركي من أفغانستان قد يكون الرابع من يوليو (تموز) المقبل، الموافق للعيد الوطني في الولايات المتحدة. وربطت دول الحلف الأخرى خططها للانسحاب بالخطط الأميركية.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية الألمانية أن 3394 أفغانياً دخلوا إلى ألمانيا في إطار برنامج تم إطلاقه عام 2013 لاستقبال الموظفين الأفغان الذي عملوا مع مؤسسات ألمانية وأسرهم. وأوضحت الوزارة أن ألمانيا منذ ذلك الحين استقبلت 798 معاوناً أفغانياً بأفراد أسرهم، الذين بلغ إجمالي عددهم 2596.
وحسب الوزارة، تم أيضاً تقديم تعهدات عبر إجراءات مُعجلة باستقبال 405 معاونين مع 1515 فرداً من أسرهم. وأوضحت الوزارة أن هذه الإجراءات المعجلة بدأت الآن، لأن مهمة تدريب الناتو «الدعم الحازم» تنتهي هذا الصيف. وقال متحدث باسم الوزارة لوكالة الأنباء الألمانية إنه من المتوقع وصول هؤلاء الأشخاص في يوليو المقبل. ويمكن لأي شخص عمل لدى القوات الألمانية أو الخارجية الألمانية أو مؤسسات التعاون الإنمائي الألمانية أو لدى الشرطة الاتحادية الألمانية في العامين الماضيين التقدم بطلب لاستقباله في ألمانيا. ويمكن لكل شخص حصل على موافقة على طلبه أن يصطحب أطفاله وزوجته أو زوجه. ولا يُسمح بقدوم زوجة ثانية معهم. ومن المثير للجدل سياسياً ما إذا كان يجب فحص طلبات مقدمة من معاونين سابقين عملوا مع مؤسسات ألمانية في أفغانستان في فترة سابقة عن العامين الماضيين.
وأدى الانسحاب السريع لقوات «الناتو» إلى خلق وضع جديد. وحث علماء ودبلوماسيون سابقون في خطاب مفتوح على قبول سريع للموظفين السابقين، حيث تعتبرهم حركة «طالبان»، «مؤيدين لنظام احتلال عسكري»، وبالتالي أصبحوا في خطر. وقال متحدث باسم الداخلية الألمانية رداً على استفسار إن الوزارات الألمانية المعنية بهذا الأمر وافقت على مدة السنتين هذه قبل سنوات، مضيفاً أن «هذا الإجراء أثبت جدارته».