«المرصد»: 6 قتلى خلال احتجاجات ضد «التجنيد» في منبج السورية

قتل 6 أشخاص برصاص قوات الأمن الكردية في مدينة منبج ذات الغالبية العربية ومحيطها، في شمال سوريا، خلال احتجاجات شهدتها المنطقة في اليومين الأخيرين، وفق ما أفاد به «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اليوم (الأربعاء).
وبدأت الاحتجاجات، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن «المرصد»، بمظاهرة، الاثنين، اعتراضاً على مسألة التجنيد الإلزامي الذي تفرضه الإدارة الذاتية الكردية في مناطق سيطرتها في شمال وشمال شرقي سوريا، وتطورت لاحقاً إلى احتجاجات على الأوضاع الاقتصادية المتردية في المنطقة في ظل شح المحروقات ومواد البناء.
وأحصى «المرصد السوري» مقتل «6 متظاهرين خلال الساعات الـ48 الماضية برصاص قوى الأمن الداخلي» الكردية خلال الاحتجاجات التي تخللها هجوم متظاهرين على حاجز لقوات الأمن الكردية في محيط المدينة وقطع طرق.
وأثار سقوط قتلى حالة من التوتر في المنطقة، وفق «المرصد»، وفرض «المجلس العسكري» لمدينة منبج وريفها، التابع لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، حظر تجول، أمس (الثلاثاء)، ما زال مستمراً في المدينة ويتزامن مع إغلاق مداخلها ومخارجها.
وفي بيان أصدره ليل الثلاثاء، حذّر «المجلس العسكري» من أن جهات تسعى إلى «دفع المنطقة نحو الفوضى وبث الفتنة» بين مكوّناتها، وذكّر بأن «واجب الدفاع الذاتي يتم العمل به منذ 7 سنوات دون أي مشاكل».
وتفرض الإدارة الذاتية التجنيد الإجباري في مناطق سيطرتها لفترة تمتد لنحو عام، من أجل دعم صفوف قواتها.
وفي محاولة لاحتواء التوتر، عقد، الأربعاء، اجتماع في منبج ضمّ قيادات عسكرية ومدنية ووجهاء وشيوخ عشائر المنطقة، انتهى، وفق ما قال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، «بوقف العمل بحملة التجنيد الإجباري في منبج وريفها وإحالة الموضوع للدراسة والنقاش»، على أن يتم إطلاق سراح متظاهرين جرى اعتقالهم وتشكيل لجنة «للتحقيق بالحيثيات التي تم فيها إطلاق النار ومحاسبة كل من كان متورطاً».
وتمكنت «قوات سوريا الديمقراطية» عام 2016 من السيطرة على مدينة منبج ذات الموقع الاستراتيجي، بعد دحر تنظيم «داعش» الإرهابي منها وأوكلت إدارتها لمجلس مدني انبثق عنه «المجلس العسكري» المرتبط بالإدارة الكردية.
وتشهد مناطق سيطرة الأكراد، الذين تمكنوا بدعم أميركي من طرد «داعش» من مناطق واسعة، أزمة اقتصادية خانقة، وأشعلت محاولة الإدارة الذاتية رفع أسعار المحروقات قبل أسابيع مظاهرات احتجاجية في مدن وبلدات عدّة، تخللتها مواجهات أوقعت قتيلاً على الأقل وعدداً من الجرحى، مما دفع بها إلى التراجع عن قرارها.