ليفربول يواجه بيرنلي للإبقاء على أمل التأهل لدوري الأبطال... وكلوب متفائل

يتطلع ليفربول للإبقاء على حظوظه في التأهل لدوري الأبطال الموسم المقبل عندما يواجه على مضيفه بيرنلي اليوم ضمن 6 مباريات بالمرحلة 37 قبل الأخيرة للدوري الإنجليزي الممتاز، التي تتركز خلالها الأنظار أيضا على لقاء كريستال بالاس مع آرسنال بعد إعلان مدرب الأول المخضرم روي هودجسون الرحيل نهاية الموسم وربما اعتزال المهنة.
وكان ليفربول قاب قوسين من الخروج من سباق المربع الذهبي والمنافسة على مكان بالبطولات الأوروبية، إلا أن هدف حارس مرماه البرازيلي أليسون في الوقت القاتل بمرمى وست بروميتش ألبيون منحه انتصارا ثمينا 2 - 1 الأحد، وأبقى على حظوظه حسابيا حتى الجولة الأخيرة التي يستقبل فيها كريستال بالاس. وانتفض ليفربول في الأسابيع الأخيرة وحقق سلسلة من 6 انتصارات مقابل تعادلين في آخر 8 مباريات.
وأكد الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول على أن التأهل إلى دوري أبطال أوروبا سيعد من أكبر إنجازات النادي عند الأخذ في الاعتبار مدى معاناة دفاع الفريق هذا الموسم.
وتراجع ليفربول، الذي حصد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، إلى المركز السابع في فترة ما من الموسم، حيث عانى الفريق من تواضع مستوى الدفاع بعد إصابة العديد من لاعبيه الأساسيين، وتعرض لرقم سلبي بالخسارة في ست مباريات متتالية في ملعبه أنفيلد.
لكن بعد سلسلة الانتصارات الأخيرة بات ليفربول خامسا وبفارق نقطة واحدة عن تشيلسي رابع الترتيب وثلاث نقاط عن ليستر صاحب المركز الثالث (قبل مواجهة الأخيرين أمس).
وإذا فاز ليفربول في آخر جولتين سيضمن تقريبا الوجود في المربع الذهبي والتأهل إلى دوري الأبطال وهو الأمر الذي لم يكن متوقعا منذ أسبوعين فقط. وقال كلوب: «الوصول للمربع الذهبي سيكون من أكبر الإنجازات. ضمان اللعب بدوري الأبطال شيء كبير بكل تأكيد، إذا كنت ستكتب كتابا عن موسم وتريد أن تصاب بالاكتئاب بعد ذلك فمن المرجح أن تختار هذا الموسم، بغض النظر عما حدث هذا العام، فنحن نملك فرصة التحكم في مصيرنا قبل خوض آخر مباراتين».
ولا مجال لليفربول للتفريط بأي نقاط في ضيافة بيرنلي صاحب المركز 15 ثم كريستال بالاس صاحب المركز 13 في الجولة الأخيرة يوم الأحد، لتحقيق حلمه بحجز آخر مقعد لدوري الأبطال.
وتبرز أيضا مباراتا توتنهام ووستهام مع كل من أستون فيلا ووست بروميتش اليوم في ظل صراع الأولين لحجز مكان بالدوري الأوروبي. وفوت وستهام فرصة كبيرة للإبقاء على آماله في المشاركة في دوري الأبطال بعد تعادله في مباراتيه الأخيرتين، لكن حظوظه قائمة بالدوري الأوروبي، والأمر ينطبق على توتنهام، علماً بأنهما يملكان 59 نقطة في المركزين السادس والسابع.
ويلعب اليوم أيضا ولفرهامبتون مع إيفرتون، وشيفيلد يونايتد (الهابط) مع نيوكاسل، لكن ربما تتركز الأنظار على المدرب المخضرم روي هودجسون، في ظهوره قبل الأخير مع كريستال بالاس أمام آرسنال بعد أن أعلن أمس أنه سيرحل نهاية الموسم وربما يعتزل التدريب نهائيا.
وأعلن كريستال بالاس، أن هودجسون، 73 عاما، الذي سينتهي عقده الشهر المقبل، سيغادر ملعب «سلهرست بارك» بعد المباراة الأخيرة أمام ليفربول يوم الأحد.
ويذكر أن هودجسون، الذي بدأ مسيرته التدريبية خارج إنجلترا بتوليه تدريب فريق هالمشتاد السويدي عام 1976 نجح في توفير الاستقرار لكريستال بالاس منذ توليه المهمة في سبتمبر (أيلول) عام 2017، وساعد على إبقاء الفريق كعضو راسخ بين كبار الدرجة الممتازة.
وقال هودجسون: «بعد أكثر من 45 عاما في التدريب، قررت أن الوقت بات مناسبا للابتعاد عن تدريب أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، لذلك فإن آخر مباراتين بالموسم الحالي ستمثل نهاية مسيرتي مع كريستال بالاس». وأضاف «لقد كان وجودي مع بالاس في آخر أربعة مواسم بمثابة مكافأة لي على مسيرتي الطويلة، أشعر الآن مع نهاية موسم آخر ناجح للفريق والذي تمكنا فيه من تأمين بقائنا في الدوري الممتاز، أنه الوقت المناسب للتخلي عن مسؤوليتي كمدرب للفريق». وأوضح «لقد تلقيت الكثير من الدعم من زوجتي وعائلتي طوال مسيرتي وفكرت لبعض الوقت في اتخاذ هذا القرار، والآن أعتقد أنه الوقت مناسب للنظر فيه ومعرفة ما يخبئه لي المستقبل». وعندما تم تعيين هودجسون كمدرب لبالاس في أوائل موسم 2017 - 2018 كان الفريق بلا أي نقاط في رصيده كما فشل في تسجيل أي هدف في أول أربع مباريات بالدوري بعد فترة صعبة بقيادة الهولندي فرنك دي بور. ونجح هودجسون في الإبقاء على الفريق في الدوري الإنجليزي وتسلق المراكز إلى الحادي عشر والثاني عشر والرابع عشر، لينجح كريستال بالاس في تأمين أطول فترة ممكنة للبقاء بين الكبار، في حين من المنتظر أن ينهي الفريق الموسم الحالي في منتصف جدول الترتيب أيضا.
وتبرز أسماء إيدي هاو وشون دايك وفرنك لامبارد كمرشحين لخلافة هودجسون في المقعد الذي سيصبح شاغرا في ملعب «سلهرست بارك»، حيث يأمل النادي في أن يتمكن المدرب الجديد من استغلال المواهب الشابة في الفريق وتقليل معدل الأعمار. وبالنسبة لهودجسون الذي سبق له تدريب منتخب إنجلترا، ستكون تلك خطوة نحو المجهول بعد نهاية المباراة الأخيرة للفريق أمام ليفربول يوم 23 الشهر الجاري.
وبدأ هودجسون، المولود في مدينة كرويدون، مسيرته في عام 1976، حينما وافق على تدريب هالمشتاد السويدي وحظي بالكثير من النجاحات في السنوات التالية. وفاز هودجسون بلقب الدوري السويدي سبع مرات، خمس منها مع فريق مالمو، ثم قاد بعد ذلك منتخب سويسرا في بطولتي كأس العالم 1994 وكأس أمم أوروبا 1996، وهي أول بطولتين يشارك بهما المنتخب السويسري منذ كأس العالم 1966 في إنجلترا.
وبعد مهمة لإعادة بناء فريق إنتر ميلان الإيطالي، ولقب دوري آخر مع كوبنهاغن الدنماركي، عرض فولهام على هودجسون فرصة تعزيز سمعته التدريبية في إنجلترا عام 2007، حيث قضى ثلاثة أعوام لا تنسى.
ورغم فشله في ليفربول، لكن تمكنه من قيادة وست بروميتش ألبيون للنجاة من الهبوط منحته فرصة قيادة منتخب بلاده، لكن العرض القوي الذي قدمه الفريق في كأس أمم أوروبا 2012 تم نسيانه سريعا بعد الخروج من دور المجموعات بكأس العالم 2014 في البرازيل، وقلب هودجسون معطيات المنتخب الإنجليزي، حينما منح الفرصة للاعبين الشباب، حيث نجح في تخطي تصفيات كأس أمم أوروبا 2016 بنسبة فوز 100 في المائة، لكن الخسارة الصادمة 1 - 2 أمام آيسلندا في دور الستة عشر أكدت مغادرته منصبه في ظروف صعبة.