قمة كويتية ـ أردنية في عمان تبحث العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية

شدد العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، وأمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في محادثاتهما التي جرت في عمان أمس، على سبل تعزيز علاقات التعاون بين الأردن والكويت، وتمتين أواصرها في شتى الميادين، خصوصا السياسية والاقتصادية والعسكرية، وبحثا في تطورات الأوضاع على الساحة العربية.
وتناولت محادثات الزعيمين، الأردني والكويتي، التي جرت في قصر بسمان، في حضور كبار المسؤولين من البلدين، آخر المستجدات على الساحة الإقليمية. وأكد الطرفان خلالها، على ضرورة تكثيف التعاون والتنسيق بين مختلف الدول العربية، في سبيل التعامل مع التحديات التي تواجهها دول المنطقة، خصوصا خطر التطرف والإرهاب، الذي يهدد أمن واستقرار الجميع.
وجرى التأكيد، في هذا الإطار، على ضرورة توحيد الجهود العربية والإسلامية ضد الإرهاب والتطرف، وأهمية دور المؤسسات الدينية في العالم العربي والإسلامي في نشر منهج فكري مستنير، استنادا إلى مبادئ الإسلام السمحة واعتداله وتسامحه ووسطيته.
وأكد الزعيمان، اعتزازهما الكبير بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية، وما تم تحقيقه من خطوات مهمة وفاعلة في سبيل خدمة المصالح الاستراتيجية المشتركة للبلدين، بما يعود بالنفع والخير المتبادل على شعبيهما.
وأعرب الملك عبد الله الثاني، عن تقديره العالي لمواقف دولة الكويت الداعمة للأردن في مختلف الظروف، التي تؤكد المستوى الرفيع الذي ارتقت إليه العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين.
وتقديرا لأمير الكويت ومواقفه المساندة دوما للأردن، وجـّه الملك عبد الله الثاني، بإطلاق اسم أمير الكويت على ميناء الغاز في مدينة العقبة جنوب الأردن، ليصبح «ميناء سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح». كما هنأ العاهل الأردني، باسمه وباسم الشعب الأردني وحكومته، الشيخ صباح الأحمد بالعيد الوطني لدولة الكويت، الذي يصادف غدا، الخامس والعشرين من الشهر الحالي. من جانبه، جدد الشيخ صباح الأحمد موقف بلاده الثابت إلى جانب الأردن في تصديه لخطر الإرهاب والتطرف، وترسيخ رسالة السلام والأمن والإنسانية، التي قضى في سبيلها الطيار معاذ الكساسبة. وقدم الأمير الشيخ صباح الأحمد، تعازي الشعب الكويتي وقيادته باستشهاد الكساسبة.
وفي هذا السياق، أكد الملك عبد الله الثاني، أن قيادة الكويت وشعبها كانوا دائما سباقين في الوقوف إلى جانب الأردن في الأوقات الصعبة والتضامن «معنا».
وأعرب الشيخ صباح الأحمد، عن دعم بلاده التام، قيادة وشعبا، للجهود التي يبذلها الأردن للتعامل بكل حكمة واقتدار مع قضايا المنطقة، ومساعيه في تعزيز الأمن والاستقرار لشعوبها. وجرى خلال جلسة المباحثات، استعراض لمستجدات الأوضاع العربية، خصوصا التطورات على الساحتين السورية والعراقية. وجرى التأكيد على بذل المزيد من الجهود وتنسيقها بما يعزز وحدة الصف العربي، ويخدم القضايا العربية والإسلامية.
وأقام الملك عبد الله الثاني مأدبة غداء تكريما للشيخ صباح الأحمد والوفد المرافق له، حضرها عدد من كبار المسؤولين في البلدين.
ورحبت الحكومة الأردنية بلسان المتحدث باسمها وزير الإعلام محمد المومني بزيارة أمير الكويت التاريخية إلى الأردن. وقال الوزير المومني، إن المملكة الأردنية تقدر وتثمن الزيارة التاريخية لضيف الأردن الكبير. وأضاف أن هذه الزيارة تؤكد القوة والمتانة التي وصلت إليها العلاقات الأردنية الكويتية التي تميزت، بفضل رعاية جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح واهتمامهما.
وعدّ المومني «العلاقات الأردنية الكويتية، نموذجا يحتذى في العلاقات العربية - العربية». وقال إنها «قائمة على التعاون والتنسيق والتشاور في كل المجالات».
وأشاد سيف بدعم دولة الكويت لبلاده، من خلال تمويل مشاريع تنموية ذات أولوية، سواء من خلال المساهمة في المنحة الخليجية أو من خلال المساعدات التي تلقاها الأردن من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والتي ناهزت بمجموعها نحو 1.85 مليار دولار غطت قطاعات ذات أولوية، بالإضافة إلى المساهمات في تنفيذ مشاريع ذات طابع استراتيجي في عدد من القطاعات الحيوية.
من جانبه قال سفير الكويت لدى الأردن، حمد الدعيج، إن الزيارة تجسد المستوي العميق لعلاقات التعاون الأخوي المتينة التي تربط البلدين الشقيقين، وسعي القيادتين للارتقاء بها إلى مستويات أفضل.
وأكد الدعيج حرص أمير الكويت على تبادل وجهات النظر مع جلالة الملك عبد الله الثاني، حول سبل التنسيق لإيجاد الحلول المناسبة لازمات المنطقة والسعي لتوفير الأمن والاستقرار لشعوبها. وقال إن الزيارة تعبر عن انسجام المواقف وعمق العلاقات التي تربط بين البلدين الشقيقين معربا عن تقدير دولة الكويت ممثلة بأميرها وحكومتها وشعبها، للجهود التي يقوم بها الملك عبد الله الثاني ودوره الكبير والبارز في تجاوز المنعطفات الإقليمية الذي يعبر عن توازن سياستها وحكمة الملك.
يذكر أن حجم الاستثمارات الكويتية في الأردن، وصل إلى ما يقارب 8 مليارات دولار، منها مليارا دولار في سوق الأوراق المالية الأردنية. ويشهد حجم التبادل التجاري بين البلدين تزايدا ملحوظا حيث وصل العام الماضي إلى 180 مليون دولار. كما احتل عدد السياح الكويتيين الذين زاروا الأردن العام الماضي، المرتبة الأولى خليجيا والثانية عربيا، حيث بلغ عددهم 140 ألف زائر. ويوجد في الأردن نحو 3 آلاف طالب كويتي يدرسون في الجامعات والكليات الأردنية، مثلما يوجد 3900 معلم ومعلمة من الأردن يعملون في مختلف مدارس الكويت، إضافة إلى 50 أستاذا جامعيا أردنيا يدرّسون في الجامعات الكويتية.