«أونروا» تعلن عن حاجتها إلى 100 مليون دولار في الربع الأول للعام الحالي

اضطر عشرات من سكان منطقة حدودية في قطاع غزة للرحيل مرة ثانية، ولكن ليس بسبب النيران الإسرائيلية، وإنما بفعل المياه التي فتحتها إسرائيل على وادي غزة، مما أغلق العشرات من منازلهم. وفتحت إسرائيل سدود المياه الخاصة ببرك تجميع مياه الأمطار تجاه الوادي الذي فاض بدوره على منطقة المغراقة، وقطع أوصالها مع مخيم النصيرات القريب بعد إغلاق الطريق الرئيسية. وفوجئ السكان بالمياه تتسلل إلى منازلهم من دون سابق إنذار.
وقالت وزارة الداخلية، في وقت مبكر، إن منسوب المياه وصل إلى 3 أمتار ونصف المتر، وهو ما يشكل خطرا على السكان على جانبي الوادي.
وأكدت الأشغال العامة، لاحقا، أنها قامت بتوجيه آليات ثقيلة إلى منطقتي المغراقة ووادي غزة، وأرسلت جرافات وآليات إنقاذ للمنطقتين، لإخراج كثير من الأسر التي غرقت بيوتها وسط القطاع، ولمساعدة المواطنين في هذه المحنة. وقال وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة، إن قيام الاحتلال الإسرائيلي بفتح سدود وادي غزة اتجاه قرى ومدن القطاع، يمثل جريمة كبيرة بحق المواطنين الآمنين.
وأضاف الحساينة في تصريح صحافي مكتوب أمس: «إن قيام الاحتلال بفتح هذه السدود أدى إلى غرق العشرات من منازل وخيام المواطنين في تلك المنطقة، كما أدى إلى تلويث مياه البحر». وتابع: «فتح هذه السدود وغرق منازل المواطنين يضاعف من المعاناة الإنسانية لهؤلاء المواطنين، في ظل الحصار، ومواصلة إغلاق المعابر».
وأكد الحساينة أن آليات وزارة الأشغال العامة والإسكان والدفاع المدني هرعت إلى المكان، وقامت بوضع سواتر ترابية، لمنع استمرار تدفق المياه إلى منازل المواطنين. ولجأ المشردون إلى مدارس «أونروا»، التي تعاني أصلا من اكتظاظ، وسط تراجع الخدمات.
ومنذ توقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في أغسطس (آب) الماضي، يعيش آلاف من النازحين الذين تدمرت منازلهم في مراكز إيواء، بانتظار إعادة إعمار منازلهم من جديد.
وزاد عدد هؤلاء في يناير (كانون الثاني) الماضي، بعد قرار «أونروا» وقف تقديم المساعدات المالية لمن دمرت بيوتهم، أو بدل الإيجارات في قطاع غزة بسبب نقص التمويل. ويبلغ عدد البيوت المدمرة للاجئين الفلسطينيين الذين ترعاهم «أونروا» 96 ألف بيت. ويعيش اليوم نحو 13 ألف نازح من أصحاب المنازل المدمرة في 18 مدرسة في مختلف مناطق القطاع. وزاد عدد هؤلاء عشرات يوم أمس.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إنها بحاجة إلى 100 مليون دولار أميركي بشكل عاجل، لإغاثة متضرري الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.
وقالت «أونروا» في بيان وزعته أمس إنها بحاجة إلى «توفير 100 مليون دولار في الربع الأول من العام الحالي بشكل عاجل، من أجل السماح للعائلات التي تعاني من أضرار جزئية بإصلاح منازلها ودفع الإيجار». وأضافت أنها تشعر بالقلق في حال لم تتمكن من مواصلة توفير إعانات الإيجار، وعودة أعداد كبيرة من العائلات المتضررة للعيش في «مراكز الإيواء». وأشارت إلى أنها تلقت تعهدات بقيمة 135 مليون دولار فقط، وهو ما يعني وجود فجوة تمويلية تصل إلى 585 مليون دولار، وفق البيان. وكانت دول عربية ودولية تعهدت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بتقديم نحو 5.4 مليار دولار أميركي، يخصص نصفها تقريبا، لإعمار غزة، فيما يصرف النصف الآخر لتلبية بعض احتياجات الفلسطينيين. غير أن إعمار القطاع، وترميم آثار ما خلّفته الحرب الأخيرة، لم يبدأ بفعل خلافات فلسطينية داخلية على السيادة على قطاع غزة.