أول تسجيل صوتي لرحلة «إنجينيويتي» على سطح المريخ

للمرة الأولى، تنشر (ناسا) تسجيلا لصوت شفرات مروحية «إنجينيويتي» المصغرة التي قامت برحلتها الخامسة فوق المريخ، التقطه الروبوت الجوال «بيرسيفيرنس».
وكانت قد نشرت «ناسا» على حسابها في «تويتر» صورا جديدة التقطها الروبوت ذو العجلات الست من رحلة «إنجينيويتي» في 30 أبريل (نيسان)، مصحوبة هذه المرة بمقطع فيديو مع صوت. يبدأ الفيديو الذي تبلغ مدته حوالي ثلاث دقائق، بالرياح التي تهب فوق فوهة جيزيرو حيث هبط «بيرسيفيرنس» في 18 فبراير (شباط) في مهمة للبحث عن آثار الحياة القديمة. ثم تطير «إنجينيويتي» بعيدا ويسمع صوت شفراتها وهي تدور بسرعة تبلغ نحو 2400 دورة في الدقيقة لرحلة ذهابا وإيابا تبلغ مسافتها الإجمالية 260 مترا، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ولم يكن مهندسو «ناسا» متأكدين مما إذا كان يمكن تسجيل الصوت أم لا إذ كان «بيرسيفيرنس» على مسافة حوالي 80 مترا من موقع الإقلاع والهبوط. وتبلغ كثافة الغلاف الجوي للمريخ المكون من 96 في المائة من ثاني أكسيد الكربون، 1 في المائة فقط من كثافة الغلاف الجوي لكوكب الأرض، ما يجعل الضوضاء غير مسموعة بشكل كبير.
وقال ديفيد ميمون أستاذ أنظمة الفضاء وعلوم الكواكب في المعهد العالي للملاحة الجوية والفضاء في «تولوز» في جنوب غربي فرنسا «إنها مفاجأة جميلة جدا». وأضاف «لقد أجرينا اختبارات وعمليات محاكاة جعلتنا نعتقد أن الميكروفون بالكاد يلتقط صوت المروحية، لأن الغلاف الجوي للمريخ يحد من انتشار الصوت». و«بيرسيفيرنس» مزود بـ«سوبر كام» لديها القدرة على تحليل الصخور بالليزر للمساعدة في تحديد التركيب الكيميائي والمعدني لسطح الكوكب الأحمر. وتحتوي هذه الأداة على ميكروفون يسجل صوت الليزر عندما يصطدم بأهدافه، ما ينتج عنه رؤى إضافية للخصائص الفيزيائية للأهداف مثل مدى صلابتها.
وقال ديفيد ميمون إن تسجيل رحلة «إنجينيويتي» هي «منجم ذهب لفهم الغلاف الجوي للمريخ». وحسنت وكالة «ناسا» نوعية الصوت من خلال عزل الضوضاء عند 84 هيرتز ثم تقليل الأصوات إلى أقل من 80 وما فوق 90 هيرتز مع رفع الأصوات بين هذين الترددين. وبالنسبة إلى سورين مادسن، مدير تطوير «بيرسيفيرنس» في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة «ناسا»، فإن هذا التسجيل هو مثال على تكامل الأدوات المرسلة إلى المريخ.