15 ولاية تونسية مهددة بتفشٍ جديد للوباء

حذرت نصاف بن علية، مديرة «المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة» بوزارة الصحة التونسية، من تواصل انتشار فيروس «كورونا» بشكل جدي في عدد من جهات تونس، وأكدت أن الأوضاع الصحية تزداد خطورة في عدد من الولايات (المحافظات) التي انتقلت إلى مستوى مرتفع جداً من الإصابات بعد أن تجاوزت نسبة الإصابات في أغلبها المائة إصابة لكل 100 ألف ساكن.
وأوضحت بن علية في تصريح إذاعي أن كثيراً من الولايات «تشهد حالة وبائية خطيرة، وهي مصنفة على (القائمة الحمراء) التي تضم 15 من إجمالي 24 ولاية، وهي: تونس العاصمة وأريانة ومنوبة وباجة والكاف وسليانة وسوسة والمهدية وصفاقس والقصرين وقابس ومدنين وتطاوين وقبلي وتوزر».
وأكدت بن علية على ضرورة تشديد الإجراءات الوقائية في هذه الولايات والمناطق، وتحدثت عن منع التنقل منها وإليها، عادّةً أن عدم توحيد الخطاب والتراخي في تطبيق الإجراءات الوقائية من قبل التونسيين ساهم في تعكر الوضع الوبائي بعد تقلص نسبة انتشار الفيروس خلال الفترة الماضية.
ونتيجة للازدياد السريع في عدد الإصابات والوفيات، والضغط الكبير الذي تعرفه مستشفيات عدة؛ خصوصاً في أقسام الإنعاش والأكسجين، فقد بلغ عدد المقيمين بالمستشفيات 2270؛ أي أكثر من العدد المسجّل في يناير (كانون الثاني) الماضي. وتجاوزت الحالات طاقة استيعاب أسرة الإنعاش في بعض المستشفيات إلى ما فوق 100 في المائة، وبلغت في مستشفيات أخرى 80 في المائة، وهو ما ينذر بتعطل المنظومة الصحية.
ومن انعكاسات هذا الوضع الوبائي الخطير أن ولايات وجهات عدة اتخذت إجراءات استثنائية للحد من الوباء، على غرار الإغلاق ومنع التنقل منها وإليها، وشملت حتى الآن مناطق: العامرة (صفاقس)، وتبرسق (باجة)، وطبربة (منوبة). وأعلن بعض المناطق مستوى «إنذار خطير»؛ إذ فاقت فيها نسبة الانتشار عتبة 300 إصابة لكل 100 ألف ساكن، على غرار تونس المدينة والسيجومي وطبربة وتبرسق وتاجروين والكريب والروحية وسيدي وبوعلي وهبيرة والعامرة.
في غضون ذلك، زادت قرارات بعض الدول المتعلقة بالمنع أو التحذير من السفر إلى تونس في تسليط الضوء على خطورة الوضع الوبائي في تونس، بما في ذلك الولايات المتحدة التي دعت مواطنيها إلى تجنب السفر إلى تونس، والمغرب الذي قرر تعليق الرحلات الجوية من تونس وإليها بداية من يوم أمس.
يذكر أن وزارة الصحة التونسية قد أعلنت عن تسجيل وفاة جديدة بالفيروس أمس، وهو ما يرفع إجمالي الوفيات منذ ظهور الجائحة إلى حدود 9480 وفاة. كما سجّلت الجهات الصحية 2123 إصابة جديدة بـ«كورونا»، ليبلغ العدد الإجمالي للإصابات 276727 حالة مؤكدة.