كيف استفادت منتخبات إنجلترا واسكوتلندا وويلز من تصفيات مونديال 2022؟

انتهت التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم في كرة القدم 2022 في قطر، وربح فيها من ربح وخسر من خسر، لكن تبقى الدروس المستفادة والخبرات والخيارات لكل من منتخبات إنجلترا واسكوتلندا وويلز. لعبت المنتخبات الثلاثة آخر مباريات قبل الإعلان عن القائمة النهائية للاعبين المشاركين في نهائيات كأس الأمم الأوروبية، فما هو مستوى هذه المنتخبات ومن هم اللاعبون الذين سيتم استدعاؤهم للقائمة النهائية؟

- إنجلترا
> ما هي الدروس المستفادة من التصفيات؟
كان الدرس الأساسي هو إمكانية العودة إلى طريقة 4 - 3 - 3 لقد حاول المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، أيضا تجربة طريقة 4 - 2 - 3 - 1 في المباراة الأولى أمام ألبانيا، لكن هذه الطريقة لم تحقق نجاحا كبيرا. لقد بدا أنه مصمم على طريقة 3 - 4 - 3 ويشعر بأنها أفضل طريقة تساعده على التغلب على نقاط الضعف في حال غياب بعض اللاعبين الأساسيين في بعض المراكز، مثل الظهير الأيسر ومدافع خط الوسط.
لكن عودة لوك شو والتطور المستمر في أداء كالفين فيليبس ساعدا ساوثغيت على التفكير في إمكانية تغيير طريقة اللعب. وعلاوة على ذلك، فإن عودة جون ستونز في قلب الدفاع قد منح ساوثغيت مزيداً من الثقة للاعتماد على أربعة لاعبين في الخط الخلفي، رغم أن مدافع مانشستر سيتي قد ارتكب خطأ قاتلا تسبب في اهتزاز شباك المنتخب الإنجليزي بهدف أمام بولندا. وقال ساوثغيت إن ستونز انتفض بعد الخطأ الفادح أمام بولندا الذي كاد أن يكلف المنتخب الحفاظ على سجله المثالي في تصفيات كأس 2022.
لكن هذا الخطأ كان دون عواقب بعدما هز هاري مغواير الشباك قرب النهاية ليمنح إنجلترا الفوز 2 - 1 وتحقق انتصارها الثالث في ثلاث مباريات في المجموعة التاسعة. وأوضح ساوثغيت «كل لاعب سيرتكب خطأ، بعض الأخطاء ستكلفنا وبعضها لن تكون مكلفة. كان يمكن أن يتسبب ذلك في انهيار جون لكنه تماسك. تدخله الحاسم منح هاري فرصة هز الشباك. كنت سعيدا برد فعله وكان من المهم أن يُظهر الفريق هذا الرد».
وتتصدر إنجلترا المجموعة متقدمة بنقطتين على المجر وتدخل بطولة أوروبا الصيف المقبل بثقة. وقال ساوثغيت إنه راض عن تطور فريقه. وأضاف «أنا سعيد حقا بالأداء الجماعي وكيفية مساندتنا بعضنا البعض. حققنا هدفنا الذي وضعناه بالوصول إلى تسع نقاط وأنا راض بما فعلناه». وتابع «لم يفاجئني أي شيء خلال التصفيات، ما زال هناك مجال لتطور نحن بحاجة إليه لكي نكون فريقا قويا. لكن ما حدث كان اختبارا جيدا لنا». وشعر ساوثغيت أن فيليبس كان يلعب بأريحية كبيرة أمام خط الدفاع أو في مركز محور الارتكاز، رغم أن لاعب ليدز يونايتد يمكن أن يأتي خلف جيمس وارد براوز في ترتيب الخيارات التي يعتمد عليها ساوثغيت في مركز محور الارتكاز. وانتقل كايل ووكر من كونه الخيار الأول على يمين خط دفاع مكون من ثلاثة لاعبين إلى الخيار الأول في مركز الظهير الأيمن، كما أن قدرته على اللعب في أكثر من مركز تزيد من احتمالية اختيار ساوثغيت بين ريس جيمس وكيران تريبيير في قائمة المنتخب الإنجليزي لنهائيات كأس الأمم الأوروبية. وربما يختار ساوثغيت أيضا لاعبا واحدا من كونور كوادي وتيرون مينغز في مركز محور الارتكاز. وقد قدم ديكلان رايس وماسون ماونت وفيل فودين مستويات ساعدت على زيادة فرصهم في الانضمام للقائمة النهائية لكأس الأمم الأوروبية.
ما هي فرصة اللاعبين الذين لم يشاركوا؟
فقد ساوثغيت خدمات عدد من اللاعبين بسبب الإصابة، مثل جوردان بيكفورد وجوردان هندرسون وماركوس راشفورد، الذين سيعودون للقائمة بكل تأكيد فور عودتهم من الإصابة، في حين سيدخل جادون سانشو وبوكايو ساكا وجاك غريليش وربما هارفي بارنز في معركة شرسة فيما بينهم لحجز مكانين في القائمة. ويأمل داني إنغز أو تامي أبراهام في الدخول إلى القائمة إذا كان ساوثغيت بحاجة لضم بديل لكل من هاري كين ودومينيك كالفيرت لوين، لكن راشفورد يمكن أن يوفر هذا الخيار، وبالتالي يقلل من فرص انضمامهما، لأنه يمكنه اللعب كمهاجم وقت الحاجة. ويبدو أن بيكفورد ما زال هو الحارس الأول للمنتخب الإنجليزي، بعد أن قدم نيك بوب مستويات مهتزة في بعض اللحظات، خاصة أمام بولندا. ومع ذلك، يجب الإشارة إلى أنه من الصعب أن نحكم على مستوى بوب من خلال العمل الذي قام به بقدميه، في حين أنه لم يرتكب أي خطأ بيديه. ويشعر ساوثغيت بالقلق بشأن هندرسون، حيث قال المدير الفني الشاب إن قائد ليفربول يدخل سباقاً لاستعادة لياقته البدنية مع اقتراب الموسم من نهايته، بعد خضوعه لجراحة في الفخذ.
ما هو التشكيل المتوقع وطريقة اللعب؟
طريقة اللعب: 4 - 3 - 3 أما التشكيل المتوقع فهو: جوردان بيكفورد، كايل ووكر، جون ستونز، هاري ماغواير، بن تشيلويل، جوردان هندرسون، ديكلان رايس، ماسون ماونت، ماركوس راشفورد، هاري كين، رحيم ستيرلينغ.

- اسكوتلندا
> ما هي الدروس المستفادة من التصفيات؟
من الواضح أن مهاجم ساوثهامبتون، تشي آدامز، هو أفضل خيار في الخط الهجومي لمنتخب اسكوتلندا تحت قيادة المدير الفني ستيف كلارك. ويمتاز آدامز بقدرته على التحركات الذكية داخل الملعب والربط بين خطوط الفريق المختلفة، وهو الأمر الذي كان ملحوظاً حتى قبل الهدف الذي سجله في مرمى جزر فارو في المباراة التي انتهت بفوز اسكوتلندا برباعية نظيفة. وقدم كيران تيرني مستويات رائعة في جميع المباريات الثلاث، وهو الأمر الذي بدد أي مخاوف من إمكانية الاعتماد على لاعب آرسنال في مركز قلب الدفاع ناحية اليسار. لكن عدم مشاركة ديفيد مارشال بشكل مستمر مع ديربي كاونتي يمثل مصدر قلق بالنسبة لكلارك. وجاء التصدي المذهل لكريغ جوردون في الشوط الأول ضد جزر فارو كتذكير لنا جميعا بأنه ما زال الحارس الأكثر موهبة في كرة القدم الاسكوتلندية، حتى مع بلوغه الثامنة والثلاثين من عمره.
> ما هي فرصة اللاعبين الذين لم يشاركوا؟
من الواضح للجميع أن كلارك يثق تماما في المجموعة الحالية من اللاعبين. ومع ذلك، من المعروف أن كلارك من أشد المعجبين بإمكانيات وقدرات لاعب بولونيا، آرون هيكي، ولاعب خط وسط تشيلسي، بيلي غيلمور. لكن يتعين على كل من هيكي وغيلمور أن يشاركا بشكل منتظم في المباريات مع الفريق الأول خلال الفترة من الآن وحتى شهر مايو (أيار) إذا كان يريدا الانضمام للقائمة النهائية لمنتخب اسكوتلندا. ويعاني لاعب سيلتيك، لي غريفيث، من نقص في اللياقة البدنية ويقدم مستويات مهزوزة في الآونة الأخيرة، لكنه يظل خيارا قويا في خط هجوم المنتخب الاسكوتلندي. وفي حال عدم معاناة أي من اللاعبين الأساسيين من الإصابات، سيكون من المفاجئ أن يقوم كلارك بإجراء الكثير من التغييرات على القائمة، خاصة أنه من نوعية المديرين الفنيين الذين يبحثون عن الاستقرار والثبات.
> ما هو التشكيل المتوقع وطريقة اللعب؟
اعتمدت اسكوتلندا على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي في الآونة الأخيرة، ويعود السبب في ذلك بصورة جزئية إلى إيجاد مكان لكل من تيرني وأندرو روبرتسون في التشكيلة الأساسية. ومن المؤكد أن هذين اللاعبين، بالإضافة إلى كل من سكوت ماكتوميناي، وتشي آدامز، وجون ماكجين قد حجزوا مكانهم في التشكيلة الأساسية، إذا قرر كلارك اللعب بطريقة 3 - 4 - 3 أو 3 - 5 - 2 ومع ذلك، أظهر الفريق مرونة كبيرة عندما لعب بطريقة 4 - 2 - 3 - 1 في الشوط الثاني أمام إسرائيل. ومن المعروف أن كلارك من أشد المعجبين بقدرات وإمكانيات قلب الدفاع غرانت هانلي، كما ساعد كلارك نجم نيوكاسل يونايتد، ريان فريزر، على استعادة مستواه وتقديم مستويات مثيرة للإعجاب. ومن المعروف أن كلارك مدير فني عملي، وهو الأمر الذي قد يكون ضرورياً في النهائيات ضد الفرق الكبرى. ومع ذلك، يقدم لاعبو اسكوتلندا مؤشرات مستمرة على أنهم يفتقرون إلى الإيمان بقدراتهم وإمكانياتهم. وبالتالي، يتعين على كلارك أن يوازن بين قيادة هذه المجموعة من اللاعبين الموهوبين وبين خططه الفنية والتكتيكية. طريقة اللعب المتوقعة: 3 - 5 - 1 - 1 والتشكيل المتوقع: مارشال، هانلي، كوبر، تيرني، أودونيل، ماكغريغور، ماكتوميناي، ماكغين، روبرتسون، فريزر، آدامز.

- ويلز
> ما هي الدروس المستفادة من التصفيات؟
قاد روبرت بيج وألبرت ستويفنبرغ الفريق كمدربين أساسيين، لكنهما كانا على تواصل مستمر مع المدير الفني رايان غيغز طوال الوقت، وهو نفس الأمر الذي حدث في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وكان من الواضح أن غيغز، الذي راقب المباريات عن بعد، كان سعيدا بعروض فريقه المفعمة بالنشاط والحيوية. ورغم وجود بعض الاحتفالات داخل الفريق - وبالتحديد بسبب خوض كريس غونتر لمباراته الدولية رقم 100 - فقد كانت هناك بعض المشاكل التي كان يتعين على بيج إيجاد حلول لها، حيث تم إعادة ثلاثة لاعبين إلى بلادهم لخرقهم البروتوكولات المتعلقة بمكافحة فيروس «كورونا»، واضطر اتحاد كرة القدم في ويلز لمناشدة السلطات الألمانية للسماح لمدافع سانت باولي، جيمس لورانس، للمشاركة في المباراة التي فازت فيها ويلز على التشيك. وكان لورانس أحد أبرز اللاعبين في هذه المباراة، كما يبدو أن مستوى جو رودون يتطور بشكل مذهل من مباراة لأخرى. وأقر دانيال جيمس، الذي سجل هدف المباراة الوحيد لويلز في شباك التشيك في كارديف، بأن مسيرة منتخب بلاده في تصفيات كأس العالم لا تتحمل سقوطا آخر، في المجموعة التي تضم أيضا منتخبي بيلاروسيا وإستونيا. وتسببت الهزيمة أمام بلجيكا 1 - 3 في أول مباراة للفريق في مشواره بالتصفيات، في تعرض الفريق للضغوط مبكرا.
لكن التعادل بين التشيك وبلجيكا، كان بمثابة نقطة إيجابية بالنسبة لمنتخب ويلز، الذي سيواجه في سبتمبر (أيلول) - المقبل كلا من بيلاروسيا خارج ملعبه وإستونيا على ملعبه. وأوضح جيمس: «كان هذا فوزا رائعا، العودة إلى البلاد بنقطة واحدة أو من دون نقاط سيكون أمرا محبطا لنا جميعا». وأضاف «نحن على بعد نقطة واحدة فقط من منتخب التشيك، هذا فوز كبير لنا». ويحتل منتخب ويلز المركز الثالث برصيد ثلاث نقاط، بفارق نقطة خلف منتخب التشيك صاحب المركز الثاني، فيما يتصدر المنتخب البلجيكي الترتيب برصيد سبع نقاط. وإذا لم يتم توضيح موقف غيغز - الموقوف عن قيادة منتخب بلاده بسبب مشكلة قانونية بعد اعتدائه على شريكته - بحلول الشهر المقبل، فقد تعتمد ويلز على المدير الفني المؤقت، بيج، لقيادة الفريق. وعقب الفوز على التشيك، أيد جيمس تولي بيج القيادة الفنية، حيث قال: «لقد كان هو وألبرت رائعين في إيصال التعليمات إلينا، وهو الأمر الذي يظهر خلال المباريات».
> ما هي فرصة اللاعبين الذين لم يشاركوا؟
في الحقيقة، يتعين على الجمهور الويلزي أن يشعر بالتفاؤل في هذا الصدد. لقد فازت ويلز على المكسيك، المصنفة التاسعة على مستوى العالم، بفريق من اللاعبين غير الأساسيين، وتسير بشكل جيد في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، حتى دون آرون رامزي وبن ديفيز وجو ألين، الذين خاضوا فيما بينهم 176 مباراة دولية، أو حتى في ظل غياب الجناح المميز ديفيد بروكس بسبب الإصابة. ومن المتوقع أن يلعب ديفيز في مركز الظهير الأيسر، لكن هناك مخاوف بشأن اللياقة البدنية لألين ورامزي، رغم أن الأخير قد عاد للمشاركة في التدريبات مع يوفنتوس، لكنه لم يشارك في التشكيلة الأساسية لمنتخب ويلز سوى مرتين فقط في آخر 21 مباراة. وإذا استعاد هؤلاء اللاعبون الثلاثة لياقتهم البدنية، فمن المؤكد أنهم سيلعبون دورا كبيرا مع منتخب ويلز هذا الصيف بعد أن حقق إنجازا كبيرا ووصل إلى الدور نصف النهائي للبطولة في عام 2016 وعلاوة على ذلك، يتابع بيج مهاجم بليموث، لوك جيفكوت، الذي سجل 16 هدفاً في دوري الدرجة الثانية بإنجلترا هذا الموسم. ودائما ما كانت ويلز تعاني من عدم وجود مهاجم جيد قادر على إحراز الأهداف واستغلال أنصاف الفرص، وبالتالي فإن وجود لاعب مثل جيفكوت سوف يكون بمثابة إضافة كبيرة للفريق.
> ما هو التشكيل المتوقع وطريقة اللعب؟
تحقق ويلز نتائج جيدة للغاية في ظل الاعتماد على طريقة 4 - 2 - 3 - 1 لكن يبدو أنها ستواصل اللعب بثلاثة لاعبين في الخط الخلفي، بعدما أثبتت هذه الطريقة نجاحا كبيرا منذ نوفمبر الماضي. ويبدو أن بيج يفضل الاعتماد على طريقة 3 - 4 - 3 لأنها تساعد ظهيري الجنب على المساعدة بشكل قوي للغاية في النواحي الهجومية، كما تسمح لغاريث بيل باللعب ناحية اليمين في خط هجومي مكون من ثلاثة لاعبين. وسيتوقف الأمر على ما إذا كان المدير الفني سيستمر في الاعتماد على مهاجم وهمي بنفس الطريقة التي يلعب بها منذ مارس (آذار) الماضي - وهي الطريقة التي حققت نتائج متذبذبة في ظل الاعتماد على هاري ويلسون كمهاجم وهمي - أو الدفع بمهاجم صريح مثل كيفر مور. طريقة اللعب المتوقعة: 3 - 4 - 3. التشكيل المتوقع: وارد، أمبادو، رودون، لورانس، روبرتس، موريل، رامزي، ديفيز، بيل، مور، جيمس.