القوة السعودية الناعمة

لم يكن غريباً رؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يحضر سباق الفورميولا إي في الدرعية وهو الذي وضع بلاده على خريطة الرياضة العالمية من خلال رؤية 2030 والذي أصر على التنفيذ السريع والمدروس لبنودها، ولهذا وخلال أقل من سنتين فقط شاهدنا المملكة تستضيف بطولات ومنافسات وأحداثا من الصعب جداً مجرد تخيل أنها يمكن أن تقام خلال فترة واحدة وفي دولة واحدة...
أن تستضيف الفورميولا إي وسط جائحة كورونا وقبلها كأس السعودية للفروسية وتجلب الخيول من أقصى بقاع الأرض ثم السيارات الغالية والمكلفة والتقنيين والسائقين خلال فترة صعبة من تاريخ العالم والكرة الأرضية، فهذا اعتراف كبير بمكانة المملكة وقيادتها، وهي القيادة التي دفعت ديون الأندية السعودية كلها ثم وضعت لها قانون الكفاءة المالية، وهي التي جعلت من الدوري السعودي الأقوى في القارة لوجود أسماء محترفة يمكن وصفها بالقوة الكروية الناعمة التي تضاف إلى سلسلة كبيرة من القوى الناعمة للمملكة إعلامياً وثقافياً ورياضياً وجماهيرياً وعبر وسائل التواصل ومن خلال من زاروا المملكة خلال السنتين الماضيتين وقد تحولوا تلقائياً إلى سفراء متجولين ينقلون لبلادهم ما لمسوه وشاهدوه من تخطيط وتنظيم وتنفيذ ومن سياحة وآثار ومرافق ومنشآت، والأهم ما لمسوه من أمن وأمان وتطور يليق باسم السعودية ومكانتها في العالم.
وأعتقد جازماً أن إقامة سباق الفورميولا وان في المملكة سيكون علامة فارقة لأن مشاهديه بمئات الملايين وسيكون دعاية كبيرة لا تقدر بثمن للتطور المذهل والسريع الذي طرأ على كافة نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والإنمائية والاجتماعية والإنشائية والرياضية والسياحية، وبهذا تكون الرياضة قوة ناعمة (قوية جداً) تخدم المملكة.. وهذا الكلام هو جواب لكل من سأل: لماذا نستضيف أحداثاً عالمية قد لا تكون صاحبة جماهيرية كبيرة في منطقتنا وقد لا يكون لنا فيها انتصارات وإنجازات مثل الغولف والسيارات والراليات والملاكمة والشطرنج والفورميولا وان وتأكدوا أن شبان المملكة سيشاركون قريباً بشكل تنافسي في كل هذه الرياضات وسيرفعون علم بلادهم وهم الذين يرفعونه كل يوم بأفعالهم وطموحهم وسعيهم نحو إعلاء مكانة بلادهم.