«البطولة المطلقة» للفنانات تحقق زخماً مصرياً جديداً

شهد الإقبال على تقديم «البطولة المطلقة» للمرة الأولى، من قبل فنانات مصريات زخماً لافتاً بالآونة الأخيرة، إذ اتجهت فنانات شابات للعب البطولة المطلقة للمرة الأولى في مشوارهن الفني على غرار مي عمر، وهنا الزاهد، بالإضافة إلى فنانات سبق لهن المشاركة في عشرات الأعمال الدرامية خلال العقدين الماضيين في مقدمتهن روجينا، ووفاء عامر. ورغم عدم ضمان استمرار هؤلاء الممثلات في صدارة الأفيشات خلال الشهور والسنوات المقبلة، بحسب نقاد ومتابعين، فإن بعضهن أكدن أن تقديم البطولة المطلقة أخيراً سوف يكون بمثابة بداية المشوار الفعلي لنجوميتهن.
مسلسل «في بيتنا روبوت» كان من بين أكثر المسلسلات رواجاً خلال الأيام الماضية، الذي تتصدر بوستره، الفنانة الكوميدية شيماء سيف لأول مرة في مشوارها الفني والذي تجسد فيه دور «روبوت»، ولقي تفاعلاً من الجمهور حيث اعتبره كثيرون أنه عمل كوميدي جيد موجه للأطفال.
وعن مدى نجاح تلك الأسماء في بطولاتهن الأولى، يرى نقاد مصريون من بينهم طارق مرسي أن «جودة السيناريو هي الفيصل في تقييم أدوار هؤلاء الفنانات»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إذ كان مكتوباً بحرفية وعمق سوف يكون مرتكزاً للإتقان والتألق، ومن هنا فهو البطل الأساسي في أي عمل فني، والمخرج المتمكن هو الذي يحول هذه التفاصيل إلى كائن حي على الشاشة»، مؤكداً أن «البطلة مهما كانت إمكانياتها أو اسمها أو جماهيريتها كبيرة، لا تستطيع بمفردها تحمل عبء الشخصية التي تقدمها».
ويعرض حالياً مسلسل «حلوة الدنيا سكر» للفنانة هنا الزاهد في أولى بطولاتها المطلقة، عبر تقديم عدة شخصيات متنوعة في 8 حكايات، وتعد الزاهد بحسب نقاد الأكثر حظاً بين بنات جيلها لحصولها على فرصة البطولة المطلقة بعد مشوار قصير بالمجال الفني.
ورغم تقديم الفنانة وفاء عامر بطولة إحدى حكايات مسلسل «إلا أنا»، وتصدرها بوستر مسلسل «سكن البنات» أخيراً، فإنها ترى أن «الدور الجيد هو الذي يفرض نفسه على الجميع ويكون دليلاً على نجاح الممثلة». مؤكدة في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أنها «لم تبحث عن البطولة المطلقة طوال مشوارها، بقدر حرصها على انتقاء الشخصية المؤثرة بالعمل»، مشيرة إلى أنها لا تحسب الأمور بالطريقة التي يكرسها البعض، فهي ترى نفسها «بطلة ولو في مشهد واحد» على حد تعبيرها.
في السياق، أحدث تقديم الفنانة الشابة مي عمر البطولة المطلقة عبر مسلسل «لؤلؤ» صدى واسعاً في مصر أخيراً، إذ اعتبر كثيرون من جمهور «السوشيال ميديا» أنها تعجلت البطولة المطلقة بمساعدة زوجها المخرج محمد سامي، لكنها ردت في تصريحات تلفزيونية عقب انتهاء عرض المسلسل، قائلة: «نعم إنه ساعدني كثيراً في أعمالي السابقة، ولا يوجد أي حرج في مساعدة زوجي لي».
وتقول الناقدة الفنية ماجدة موريس لـ«الشرق الأوسط»: «قد يجذب اسم البطلة المشاهدين في البداية، ولكن حين يكتشفون ضعف السيناريو وعدم منطقية الأحداث سوف ينصرفون عن العمل، فالقصة والسيناريو والحوار هي العمود الأول للدراما، والإخراج القوي والمبدع هو العمود الثاني، خصوصاً عندما يختار المخرج بالاتفاق مع السيناريست الممثلين الأفضل للتعامل مع الشخصيات الدرامية».
واستكمالاً لمسيرة البطولة المطلقة للفنانات المصريات، يشهد موسم رمضان المقبل عدداً من التجارب الجديدة، إذ تقدم الفنانة روبي بطولة مسلسل «شقة 6... العين الثالثة» ويشاركها العمل الفنان أحمد حاتم، فيما تقدم روجينا مسلسل «بنت السلطان» بمشاركة الفنان باسم سمرة، وحنان مطاوع في مسلسل «ورد».
ويؤكد طارق أن ظاهرة «تفصيل السيناريو» عادة فنية قديمة، مشيراً إلى أن «الفنانات اللاتي لعبن البطولة المطلقة أخيراً هي الأسماء المتاحة حالياً في الساحة الفنية لو نظرنا للأمر بشكل واقعي، وكل واحدة منهن لها لونها الفني وشخصيتها، فوفاء عامر يليق بها التراجيديا، فيما يليق الشكل الرومانسي على مي عمر والفنانة اللبنانية نور، بينما لا يليق الكوميدي إلا على شيماء سيف».