تواصل ردود الفعل الغاضبة على «إساءة» جزائرية لملك المغرب

تواصلت في المغرب، أمس، ردود الفعل الغاضبة ضد «الإساءة» و«التطاول» اللذين تعرض لهما العاهل المغربي الملك محمد السادس في قناة «الشروق» الجزائرية.
وقال الأمين العام لحزب «التقدم والاشتراكية» المعارض نبيل بن عبد الله: «عندما تلجأ أبواق إعلامية مُسخّرة من قِبل أوساط جزائرية يائسة من جراء الهزائم المتتالية التي حصدتها، إلى أساليب بئيسة وسخيفة تستهدف رمز الأمة المغربية، فذاك تعبير دنيء عن الافتقاد إلى الصواب والمروءة».
وتساءل الأمين العام لحزب «الاستقلال» المعارض نزار البركة: «لِمَ كل هذا العداء؟ هل استنفدت الصحافة الموجهة في الجزائر كل مآسي الشعب الجزائري الشقيق وهو يتطلع في ربيعه الديمقراطي إلى الحرية والعيش الكريم والتقسيم العادل لثروات البلاد أم أنها تحاول كعادتها للأسف تصدير الأزمة واختلاق عدو وهمي لتضليل وإلهاء المواطن الجزائري عن همومه الحقيقية ومطالبه المشروعة؟».
وأضاف: «عيب أن تصل الرعونة الإعلامية والسياسية إلى رموز بلد جار تتقاسم وإياه الجزائر الماضي والحاضر والمستقبل».
أما الأمين العام لحزب «الأصالة والمعاصرة» المعارض عبد اللطيف وهبي، فتأسف لما صدر عن القناة الجزائرية الخاصة التي اعتبرها «محسوبة على جهات رسمية، وتموّل من طرف أموال الشعب الجزائري». وندد بمحاولتها «المسّ بمؤسسات تاريخية عريقة صعبة المنال»، معتبراً أن «هذه التصرفات المرفوضة والمدانة لا تخل بالاحترام الواجب لرئيس دولة جارة فحسب، بل تنتهك أبسط القوانين والسلوك المتعارف عليها».
واعتبر «المجلس الوطني للصحافة»، وهو مؤسسة مهمتها التنظيم الذاتي لمهنة الصحافة، أن ما قامت به قناة «الشروق» يعد «تهجماً واضحاً على الشعب المغربي وعلى الملك محمد السادس، من خلال تعابير تحقيرية تحط من الكرامة، ولا تمت بصلة لبرامج السخرية».
ولفت إلى أن البرنامج استعمل «عبارات قدحية في حق جلالة الملك... وهاجم كل اليهود، وهي ممارسة ممنوعة في جل القوانين في العالم؛ حيث لا يمكن التمييز بين البشر بسبب العرق والدين».
ودعا الصحافيين والإعلاميين في الجزائر، إلى «الابتعاد عن كل ما يمكن أن يسيء لعلاقات الأخوة والصداقة بين الشعبين، ونبذ وعزل أولئك الذين يسعون إلى خلق أجواء التوتر والمواجهة وإثارة مشاعر الحقد والكراهية والعنف».
وانتقدت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف»، وهي هيئة تمثل أصحاب الصحف والمواقع الإلكترونية «التهجم الواضح والمنحط» الذي أقدمت عليك القناة الجزائرية واعتبرته «سلوكاً دنيئاً وانتهاكاً فاضحاً لقواعد وأخلاقيات المهنة».
وأدان «المركز المغربي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية في وسائل الإعلام والاتصال» في بيان «المنزلقات الخطيرة والانتهاكات المقصودة» للقناة الجزائرية.
وشجب «الانتهاك الخطير والمقصود الذي اقترفته القناة الجزائرية، لأخلاقيات العمل الإعلامي، من خلال بثها لما سمي برنامجاً ساخراً، تضمن تهجماً سوقياً توهم أصحابه من خلاله أنهم يستطيعون احتقار الشعب المغربي والتطاول على الملك محمد السادس».
وندد بـ«هذا المنزلق المتعمد والخطير»، محذراً من «خطورة ما قد يفرزه من بذور الحقد والكراهية بين الشعوب، وهو ما يتعارض والرسالة النبيلة للصحافة والإعلام». ودعا المنتسبين إلى المجال الإعلامي المغربي إلى «تجنب الانجرار وراء هذه الأساليب الرخيصة والبئيسة التي لا تمت بصلة لمقومات الأمة المغربية».
وبعد أن ذكر بـ«سوابق قناة (الشروق) الذائعة الصيت في مجال إذكاء فتيل الحقد والكراهية والتهجم والسب والقذف»، ناشد «الإعلاميين الجزائريين المتنورين» إعطاء «موقف صريح، انطلاقاً مما تمليه أدبيات العمل الإعلامي الأكاديمي ومرجعياته، من هذه الأساليب الإعلامية المنحطة التي تروم إذكاء فتيل الحقد والكراهية بين الشعبين المغربي والجزائري، وتعبر عن سوء النية».