توقعات مصرية بتركيز إدارة بايدن على «قضايا الحريات»

تباينت تقديرات دبلوماسيين مصريين بشأن انعكاس بدء عمل الإدارة الأميركية الجديدة على العلاقات بين واشنطن والقاهرة وعلى الملفات الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط. ففيما ذهب وزير الخارجية المصري السابق محمد العرابي، إلى أن الرئيس جو بايدن سيركز على الأرجح على «قضايا الحقوق والحريات بالمنطقة»، رأى دبلوماسي مصري سابق عمل في سفارة بلاده بواشنطن أن مؤسسات أميركية أخرى، بخلاف الإدارة، ستتولى متابعة هذه الملفات عبر آليات عدة منها عقد جلسات استماع في المؤسسات التشريعية (الكونغرس).
وتوقع الوزير الأسبق محمد العرابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «ينصبّ اهتمام بايدن خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عهده على ترتيب البيت الأبيض والشؤون الأميركية الداخلية، خصوصاً في ظل (تداعيات) تفشي فيروس (كورونا) المستجد» وجهود التصدي له. وقال العرابي الذي مارس العمل الدبلوماسي سابقاً في سفارة بلاده في واشنطن، إن بايدن ستكون له «سياسة خاصة مختلفة عن سلفه دونالد ترمب، وكذلك عن باراك أوباما. سيركز في سياسته بالمنطقة على حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية».
لكن مصدراً دبلوماسياً مصرياً سابقاً عمل في سفارة بلاده في واشنطن، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الملف الحقوقي لن يتم تحريكه من خلال إدارة بايدن نفسها، ولكن عبر آليات مثل مجلسي النواب والشيوخ». ومع ذلك لم يستبعد المصدر أن «ينعكس ذلك على الإدارة الأميركية في صورة ضغوط تدفعها لاتخاذ مواقف».
وذكّر المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، بأن «وسائل الإعلام الأميركية صاحبة المواقف ضد ترمب والتي دعمت مجيء بايدن، لديها مواقف واضحة تجاه مصر تحديداً، وربما تقوم بدور في هذا الشأن، ومن ثم يمكن أن تُظهر الإدارة الأميركية قدراً من الاستجابة».
ودلل المصدر على إمكانية اتخاذ ردود أفعال من إدارة بايدن تجاه مصر في الملف الحقوقي بناءً على ما تثيره وسائل الإعلام، بالقول: «لدينا ما جرى خلال واقعة توقيف ثلاثة نشطاء من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إذ قدمت كريستيان آمانبور الإعلامية الشهيرة في (سي إن إن) حلقة كاملة عن الموضوع، وأعقب هذا قيام أنتوني بلينكن (مساعد بايدن حينها، والمرشح حالياً لتولي وزارة الخارجية الأميركية) بنشر تغريدة انتقد فيها حبس النشطاء الثلاثة».
أما على صعيد العلاقات الثنائية، فقد استبعد العرابي «أن يكون هناك تغيير جذري في السياسة الخارجية الأميركية، بما يؤدي إلى أن تخسر واشنطن حلفاءها الاستراتيجيين ومن بينهم مصر التي تنظر إليها كمحور لاستقرار المنطقة»، مشككاً بالوقت نفسه في إمكانية زيارة بايدن لمنطقة الشرق الأوسط «خلال الشهور الأولى من ولايته».
وقدّر الدبلوماسي المصري السابق أن «شكل الإدارة الجديدة يعكس قدراً من التفاهم ويوحي بتغيير (مقبل) في ملفات مثل إيران وأوروبا والصين»، مستدركاً: «أما فيما يتعلق بالمنطقة العربية، فإن الرجل جاء من داخل المؤسسات السياسية التي تدرك قيمة وجذرية العلاقات مع المنطقة. وصحيح أنه يصعب توقع أن تكون بنفس حميمية العلاقات مع ترمب، لكنها لن تصل إلى درجة التناقض». واتفق العرابي مع هذا الرأي، مؤكداً أن «بايدن سيعتمد سياسات هادئة بالمنطقة، وسيترك الملفات لتفاعلاتها الدولية والإقليمية أولاً، ثم تقييم الدور الأميركي فيها».