فريق دولي ينتقد التعامل الأوّلي للصين و«الصحة العالمية» مع ظهور «كورونا»

رأى فريق تحقيق دولي، في تقرير مؤقت نشره أمس (الثلاثاء)، أن استجابة الصين للحالات الأولى من الإصابة بفيروس كورونا العام الماضي كانت ضعيفة للغاية، وربما كان رد فعل منظمة الصحة العالمية بطيئاً للغاية أيضاً. وكان قد تم تشكيل «فريق الخبراء المستقل المعني بالتأهب للجائحة والاستجابة لها» العام الماضي، بناءً على طلب من دول أعضاء بمنظمة الصحة العالمية، ومقرها جنيف، لتقييم الاستجابة وتحديد الدروس المستفادة من انتشار فيروس كورونا، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وقالت مجموعة الخبراء، بقيادة رئيسة الوزراء النيوزيلندية السابقة هيلين كلارك والرئيسة الليبيرية السابقة إلين جونسون سيرليف، «ما هو واضح للفريق هو أنه كان من الممكن تطبيق تدابير الصحة العامة بقوة أكبر من جانب السلطات الصحية المحلية والوطنية في الصين في يناير (كانون الثاني)». ولفت الفريق إلى أنه لم يتضح سبب انعقاد لجنة الخبراء الطارئة التابعة لمنظمة الصحة العالمية فقط في 22 يناير من العام الماضي، ولماذا لم تتمكن من الاتفاق على وصف الوضع بأنه حالة طوارئ صحية عالمية قبل 30 يناير. وأشار الفريق أيضاً إلى أن منظمة الصحة العالمية لم تصف تفشي الفيروس بأنه جائحة حتى مطلع مارس، رغم أن استخدام هذا المصطلح كان سيساعد في «تركيز الانتباه على خطورة» الوضع.
إلا أن الفريق لم يُحمل الصين ومنظمة الصحة العالمية وحدهما المسؤولية. وأشار إلى أنه رغم كونه واضحاً في يناير من عام 2020 تسجيل حالات إصابة بـ«كورونا» في عدد من الدول، فإن عدداً قليلاً جداً من الحكومات استخدم المعلومات المتاحة لوقف انتشار الفيروس. وأضاف التقرير: «كان ينبغي تنفيذ إجراءات احتواء على الفور في أي دولة لديها حالة محتملة. إلا أن هذا لم يحدث». في المقابل، قالت الناطقة باسم الخارجية الصينية هوا شونيينغ، الثلاثاء، إن بكين ردت بسرعة مع فرض الإغلاق في ووهان منذ 23 يناير، ما أدى إلى «خفض عدد الإصابات والوفيات». وأضافت: «يجب علينا بالطبع أن نسعى جاهدين للعمل بشكل أفضل. يتعين ذلك على كل دولة، ليس فقط الصين، ولكن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وأي دولة أخرى أيضاً، أن تسعى جاهدة لتحسين أدائها». وتابعت: «بالنظر إلى كونها أول دولة تدق ناقوس الخطر العالمي لمكافحة الوباء، فقد اتخذت الصين قرارات سريعة وحاسمة رغم عدم امتلاكها سوى معلومات غير كاملة» عن الفيروس.