السجن 30 يوماً لنافالني تمهيداً لمحاكمته

أصدرت محكمة روسية عقدت على عجل أمس، حكماً بتوقيف المعارض الروسي أليكسي نافالني لمدة شهر، تمهيداً لتقديمه لمحاكمة في عدد من القضايا المرفوعة ضده غيابياً في وقت سابق. واعتقل نافالني لدى وصوله إلى مطار روسي أول من أمس، عائداً من ألمانيا. وكان قد أقام في ألمانيا منذ أواخر أغسطس (آب)، بعدما أصيب بإعياء شديد خلال رحلة العودة من سيبيريا إلى موسكو، في إطار حملة انتخابية، وأدخل المستشفى في مدينة أومسك حيث بقي 48 ساعة، ثم نقل إلى برلين في غيبوبة بعد ضغط مقربين منه. واتهم نافالني السلطات الروسية والرئيس فلاديمير بوتين بشكل مباشر بالوقوف وراء عملية التسميم، وهي اتهامات نفت موسكو صحتها. وأثار اعتقال نافالني لدى وصوله موسكو ردود فعل سريعة لدى الأوساط الغربية، وطالب قادة الاتحاد الأوروبي «بالإفراج الفوري عن السياسي المعارض». فيما لوّحت دول البلطيق بفرض عقوبات إذا لم تلتزم موسكو بهذه الدعوات. وانضمت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، الاثنين، إلى الأصوات المنددة باعتقال نافالني وطالبت بالإفراج عنه. وقالت: «أدين توقيف أليكسي نافالني»، مضيفة: «يتعين على السلطات الروسية الإفراج عنه فوراً وضمان سلامته». وكررت فون دير لايين دعوات الاتحاد الأوروبي لإجراء تحقيق مستقل بشأن تعرض نافالني لمحاولة اغتيال. وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب: «إنه لأمر مفزع أن تعتقل السلطات الروسية أليكسي نافالني الذي وقع ضحية جريمة بشعة. يجب الإفراج عنه على الفور». وأضاف: «بدلاً من اضطهاد نافالني، ينبغي على روسيا تفسير استخدام سلاح كيماوي على الأراضي الروسية».
كما قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أمس، إنه يجب الإفراج عن نافالني فوراً. وأضاف في بيان: «روسيا ملزمة وفقاً لدستورها ولتعهداتها الدولية بمبدأ سيادة القانون وحماية الحقوق المدنية». وتابع: «بالطبع يجب تطبيق هذه المبادئ على أليكسي نافالني أيضاً. يجب الإفراج عنه على الفور». ووصف نائب المستشار الألماني، أولاف شولتز، اعتقال نافالني بأنه غير قانوني، قائلاً إن له الحق في التنقل بحرية في أنحاء روسيا والتقدم بطلب للحصول على تفويضات سياسية.
ورأت ناتاليا زفياغينا، مديرة مكتب منظمة العفو الدولية في موسكو، أن اعتقال نافالني يعد «مؤشراً آخر على أن السلطات الروسية تحاول إسكاته». وشاركت وزارة الخارجية الفرنسية دعوات للإفراج عن نافالني. وقالت المتحدثة باسم الوزارة، أغنيس فون دير مول، في بيان، إن باريس تعرب عن قلقها البالغ إزاء اعتقال زعيم المعارضة، وتراقب الوضع عن كثب، وتدعو إلى إطلاق سراحه على الفور. بينما وصف وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو اعتقال نافالني بأنه «حقيقة خطيرة للغاية».
وانضم وزيرا خارجية النمسا وكندا إلى الدعوة للإفراج الفوري عن السياسي، وأعلن وزير الخارجية التشيكي أنه سيقترح مناقشة قضية العقوبات ضد روسيا في مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي. ووصف جو سوليفان، مستشار الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، اعتقال نافالني بأنه «إهانة للشعب الروسي الذي يريد أن يُسمع صوته». لكن موسكو رفضت الدعوات الغربية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس (الاثنين)، إن حديث الدول الغربية عن غضبها لاعتقال المعارض الروسي أليكسي نافالني يهدف إلى صرف انتباه مواطنيها عن المشكلات الداخلية.
وقال لافروف، خلال مؤتمره الصحافي، إن «القضاء يجب أن يأخذ مجراه»، مشيراً إلى أن قضية نافالني «تم تضخيمها بشكل مصطنع في السياسة الأوروبية». في حين كان رد فعل الكرملين على اعتقال نافالني لافتاً. وقال السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف: «هل اعتقل في ألمانيا؟ أستميحكم العفو. لا معلومات لديّ»، مضيفاً أنه «لم يتابع ما كان يحدث بسبب إجازته». في حين نصحت الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا، الدول الأجنبية بـ«معالجة مشكلاتها بدلاً من التدخل في شؤون البلدان الأخرى».