برلين تأمل في محادثات فورية مع إدارة بايدن بشأن الغاز الروسي

تأمل ألمانيا أن تبدأ فور تولي الرئيس المنتخب جو بايدن المسؤولية الحديث مع الإدارة الأميركية الجديدة بشأن خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2، المصمم لمضاعفة قدرات خط أنابيب الغاز البحري القائم نورد ستريم الذي يمتد من روسيا إلى ألمانيا إلى مثليها. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في برلين أمس الجمعة: «بالطبع نريد التحدث مع زملائنا في واشنطن حول هذه القضية بمجرد تولي الإدارة الجديدة للسلطة». وتقول الولايات المتحدة إن خط الأنابيب سيزيد اعتماد أوروبا في مجال الطاقة على روسيا وفرضت عقوبات على المشروع. ومن المتوقع ألا تغير الإدارة الجديدة للرئيس الأميركي جو بايدن، الذي سيؤدي اليمين الدستورية الأربعاء المقبل، المسار الحالي.
وعقب إصدار السلطات الألمانية تصريح ببناء آخر جزء من خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» في المياه الألمانية، أكد ماس أنه يود إجراء محادثات مع الحكومة الأميركية الجديدة حول المشروع المثير للجدل. وعلقت المجموعة المعنية بالخط العمل في ديسمبر (كانون الأول) 2019 بسبب تهديدات بالعقوبات من واشنطن.
وأشار ماس إلى أن الولايات المتحدة قررت في ديسمبر (كانون
أول) الماضي إجراء مشاورات على المستوى الحكومي قبل فرض عقوبات جديدة، وقال: «نعتقد أن هذا قرار إيجابي».
وافقت الهيئة الاتحادية الألمانية للملاحة البحرية والشبكات المائية على المواصلة الفورية لمشروع بناء خط أنابيب غاز «نورد ستريم 2» في المياه الإقليمية الألمانية. وأصدرت الهيئة بيانا بالموافقة أمس الجمعة. وكان التصريح السابق يسمح بمواصلة العمل في المنطقة الاقتصادية الخالصة بألمانيا اعتبارا من نهاية مايو (أيار) المقبل.
ومن المقرر أن يضاعف خط أنابيب غاز «نورد ستريم 2» شبه المكتمل حاليا كمية الغاز الطبيعي الروسي المنقولة إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق، بهدف تزويد البلاد بالطاقة بأسعار معقولة، في الوقت الذي تعمل فيه ألمانيا على التخلص تدريجيا من الاعتماد على الكهرباء المولدة من الفحم والطاقة النووية. ولم يدل ماس بمزيد من التفاصيل عن بناء خط الأنابيب نفسه: وقال: «لا يمكنني إعطاء أي معلومات حول كيفية تعامل أولئك الذين سينفذون هذا البناء الآن مع هذا التصريح».
وذكرت صحيفة هاندلسبلات اليومية نقلا عن متحدث باسم ائتلاف نورد ستريم 2 الذي تقوده روسيا إن التحالف لن يستأنف العمل لاستكمال خط أنابيب الغاز البحري إلى ألمانيا. ونقل عن المتحدث قوله «لدينا تصريح من وكالة الطاقة الدنماركية ببدء العمل اعتبارا من اليوم الجمعة. لكن هذا لا يعني أننا سنستأنف مد الأنابيب الجمعة». وقال المتحدث إن التحالف من الممكن أن يعلن على الأرجح في نهاية يناير (كانون الثاني) أو مطلع فبراير (شباط) موعد استئناف العمل.
وانتقد السفير الروسي في برلين، سيرجي نتشاييف، بشدة تدخل الولايات المتحدة في بناء الخط. وقال نتشاييف في تصريحات لصحف شبكة «دويتشلاند» الألمانية الإعلامية الصادرة أمس الجمعة: «محاولات الولايات المتحدة لمنع تنفيذ المشروع من خلال الابتزاز والتهديدات والعقوبات خارج الحدود الإقليمية هي تعبير عن منافسة غير عادلة... نحن نعتبر هذا النهج والحجج المرتبطة به غير مقبولة وغير قانونية وغير مقنعة». ويتهم مؤيدو المشروع الولايات المتحدة بأنها تريد فقط بيع غازها المسال بشكل أفضل في أوروبا.
وتعتزم ولاية ميكلنبورج - فوربومرن الألمانية إبطال مفعول العقوبات التي تهدد بها الولايات المتحدة من خلال مؤسسة بيئية تهدف إلى الصالح العام. وتدرس الولاية شراء مكونات وآلات ضرورية لإتمام المشروع لصالح المؤسسة عبر شركة تجارية وثيقة الارتباط بالمشروع. وقال نتشاييف إن إنشاء المؤسسة «حقا أصيلا لحكومة ولاية مكلنبورج - فوربومرن»، وأضاف: «لا نعتبر أنفسنا مؤهلين للتعليق على هذا القرار».