هل تعيد خسارة البايرن أمام مونشنغلادباخ الإثارة للدوري الألماني؟

للمرة الأولى منذ عشر سنوات، فرَّط بايرن ميونيخ في تقدمه بهدفين نظيفين ليخسر أمام مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 2-3 في افتتاح المرحلة الخامسة عشرة من الدوري الألماني، ما قد يفتح الباب لمزيد من الإثارة في سباق القمة.
وبينما لا يمكن اعتبار هذه الهزيمة مؤثرة بشكل جاد على فقدان الفريق البافاري السيطرة على المسابقة في الموسم الحالي الذي يدافع فيه عن لقبه، فإنها أثارت بالتأكيد عديداً من المخاوف، بعدما شهدت المباراة مهرجاناً آخر للأخطاء الدفاعية من فريق بايرن.
وتجنب بايرن، للمرة الأولى في آخر ثماني مباريات خاضها، اهتزاز شباكه أولاً قبل هز شباك المنافس، ولكن التقدم بهدفين الذي أثار شعوراً بأن المباراة ستشهد نتيجة كبيرة لصالح بايرن تبدد، وانقلبت المباراة رأساً على عقب؛ حيث خسر الفريق أمام مضيفه بعدما ارتكب اللاعبون عديداً من الأخطاء الدفاعية المثيرة للدهشة.
وقال هانزي فليك المدير الفني لبايرن: «في نهاية اليوم، علينا أن نلوم أنفسنا فقط... الهزيمة جزء من كرة القدم. ما زلنا نقدم بداية جيدة للغاية في الموسم الحالي».
ولا يمكن اعتبار الهزيمة تهديداً لسطوة بايرن في «البوندسليغا» بعدما أحرز لقب البطولة في المواسم الثمانية الماضية على الترتيب، ولكنه يمثل جرس إنذار كبير للفريق. ويمكن التغاضي عن الأخطاء الدفاعية عندما تصدر من الفرق الصغيرة أو الضعيفة؛ لكن مونشنغلادباخ برهن على أن ذلك يحدث أيضاً بالنسبة لبايرن الذي يمتلك فريقاً كبيراً ومميزاً. وبغض النظر عن سبب الخسارة، سواء كان الإجهاد أو افتقاد التركيز أو أي شيء آخر، فإن لاعبي بايرن ظهروا خلال هذا اللقاء كما لو كانوا يركضون من دون خطة أو ترابط.
وقال ليون جوريتسكا لاعب بايرن: «التفريط في المباراة بهذا الشكل بعد التقدم 2- صفر أمر مؤلم... كانت هناك أخطاء فردية، ولكن كان من الممكن أن يحافظ الفريق على الأداء بشكل أفضل حتى لا تصبح هذه الأخطاء مدمرة بهذا الشكل. تستقبل شباكنا عديداً من الأهداف في الوقت الحالي».
ودخل النادي البافاري اللقاء وهو عالق في مشكلة لازمته في مبارياته الثماني الماضية في الدوري؛ حيث اضطر لتعويض تخلفه والعودة؛ لكنه نجح فيها بتحقيق خمسة انتصارات مقابل ثلاثة تعادلات. ويبدو أن التوبيخ الذي ناله اللاعبون من المدرب هانزي فليك بين الشوطين خلال المباراة أمام ماينز الأحد الماضي أدى لقلب تأخرهم بهدفين إلى فوز 5- 2، وكان يتوقع استمراره أمام مونشنغلادباخ بعد تقدمه بهدفين؛ لكن مضيفه قلب الطاولة عليه ووضع في النهاية حداً لمسلسل المباريات المتتالية للبايرن من دون هزيمة عند 20 ضمن جميع المسابقات، وتحديداً منذ الخسارة ضد هوفنهايم 1- 4 في 27 سبتمبر (أيلول) ضمن المرحلة الثانية. وقال فليك: «بإمكاني أن أرفع صوتي، لا مشكلة، هذا أمر تتعلمه على مر السنوات، في بعض الأحيان الأمر يتعلق بقول الأمور بوضوح تام».
ويدين مونشنغلادباخ بفوزه الثاني توالياً والسادس هذا الموسم ما رفع رصيده إلى 24 في المركز السابع، إلى يوناس هوفمان الذي سجل هدفين، ومرر كرة الهدف الثالث، بينما تجمد رصيد البايرن عند 31 نقطة. وقال هوفمان: «نحن سعداء. كانت معركة قوية. لا أعتقد أن كثيراً من الناس توقعوا أنه باستطاعتنا تحقيق ذلك؛ لكننا سجلنا هدفينا بالطريقة التي خططناها». وتابع: «كنا نعلم بأن بايرن يدافع جيداً. عقَّدنا الأمور على أنفسنا في البداية؛ لكن كان من الرائع أن نخطف التقدم بعد الاستراحة».
ويبدو أن الإجهاد أصبح عاملاً مؤثراً في أداء بايرن هذا الموسم، مع خوض مباراة كل ثلاثة أيام، بسبب روزنامة المباريات المزدحمة التي قد تتضاعف بسبب مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية، المقررة في قطر الشهر المقبل.
ويلتقي بايرن مع هيرتا برلين في «البوندسليغا» في الخامس من فبراير (شباط) المقبل، قبل ثلاثة أيام فقط من خوض مباراته الأولى في مونديال الأندية. وأكد حسن صالح حميديتش المدير التنفيذي للبايرن، أن النادي لن يبرم أي صفقات لضم لاعبين جدد في يناير (كانون الثاني) الحالي، وهو ما أكده المدرب فليك أيضاً. وقال حميديتش: «انتقالات يناير؟ بالطبع لن نفعل أي شيء. لدينا فريق رائع ولديه عديد من البدائل. نعلم مدى صعوبة الوضع المالي لكل أندية العالم».