تريساكو: أخطاء الحكام ليست متعمدة وتشبه الفرص التي يهدرها المهاجمون

أكد الإسباني فرناندو تريساكو رئيس لجنة الحكام بالاتحاد السعودي لكرة القدم، أن أداء الحكام خلال مباريات كأس خادم الحرمين الشريفين والجولات السابقة من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين كانت أفضل من توقعات اللجنة، رغم الأخطاء التي شهدتها بعض المباريات.
وقال «تريساكو» قبل انطلاق مباريات الجولة التاسعة من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين إن الخطأ في قرارات الحكام طبيعي كونهم بشراً؛ فمهما بلغ اجتهادهم وعملهم الجاد خلال المباريات، لافتاً إلى أن الأخطاء التحكيمية جزء من اللعبة.
وأضاف أن أداء الحكام في الدوري السعودي للمحترفين كان أفضل في المتوسط من أداء نظرائهم في الدوريات الأخرى، مستشهداً بما رصدته لجنة الحكام الإسبانية من أخطاء خلال 12 جولة هذا الموسم، حيث أقرت بارتكاب 199 خطأ في ركلات الجزاء والتسلل والبطاقات، رغم وجود تقنية VAR، مبيناً أن «التقنية أضيفت للإسهام في تقليل الأخطاء، لكن لن تكون كافية أبداً، فجميع الدوريات القوية توجد بها التقنية، ومع ذلك هناك أخطاء. وهذا ليس عذراً كون هذه التقنية جديدة».
وأشار تريساكو إلى أنهم يعملون بشكل كبير لتلافي ذلك وتطوير مستوى الحكام أكثر، ونحن نطمح كباقي المتابعين لتلافي ذلك، وسنواجه أخطاءنا بوضوح وشفافية، لأن هدفنا هو النجاح، مطالباً بضرورة الأخذ في الاعتبار أن معظم الحكام المحليين لم يخوضوا مباراة واحدة في دوري المحترفين لمدة عامين أو ثلاثة. الأمر الذي دفع اللجنة لتنظيم عدد كبير من الدورات التدريبية من أجل تطوير أداء الحكم المحلي، حيث خضع الحكم المحلي لدورات تدريبية خلال الأشهر الستة الماضية أكثر من نظرائه في العديد من دول العالم.
ووجه رئيس لجنة الحكام رسالة إلى الإعلام والجماهير والأندية أكد فيها أن أخطاء الحكام ليست متعمدة؛ فهي تشبه تلك التي يمكن أن يرتكبها اللاعب عند إهدار فرصة سهلة للتسجيل أو التسبب في هدف على فريقه، حيث إن اللاعب في هذه الحالات لا يكون متعمداً الضرر بفريقه، لكن الخطأ جزء من كرة القدم، مشدداً في الوقت ذاته على أن أي قرار سيتخذه الحكم لن يرضي الجميع، ومن هنا تأتي الآراء الجدلية حول قرارات الحكام.
ولفت إلى أن أخطاء الحكام تعتبر ظاهرة عالمية في كل الدوريات العالمية، ويمكن للجميع النظر إلى البطولات الأوروبية ويرى أن الأخطاء هي حقيقة واقعية عالمية، بغض النظر عن مستوى المنافسة، ويجب أن نتعايش مع هذه الأخطاء كسائر الدوريات الأوروبية، مضيفاً: «إن دورنا بعد المباريات هو تحليل اللقطات، والمساهمة في تطوير الحكام، والتعامل مع هذه اللقطات لضمان عدم تكرارها مستقبلاً».
وذكّر تريساكو بأحد بنود قوانين مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم «IFAB» الذي يقر بحقيقة أن الحكام قد يرتكبون أخطاء، والأهم من ذلك كيفية التعامل معها، حيث أشار البند إلى أن العديد من المواقف «تقديرية» والحكام بشر (وبالتالي يرتكبون أخطاء)، لذا فإن بعض القرارات ستسبب حتماً الجدل والنقاش، ولكن سواء كانت القرارات صحيحة أم خاطئة، فإن «روح» اللعبة تتطلب احترام قرارات الحكام».
واختتم بالقول: «إن مسؤوليتنا (كمشجعين ووسائل إعلام وأندية) أن نتذكر أن حكامنا لا يختلفون عن اللاعبين، فالحكام يعملون بجد ويحبون اللعبة، ويمضون ساعات طوالاً في التدريب والاستعداد، ثم يخرجون ليبذلوا قصارى جهدهم على أرض الملعب، لذا فالحكام يمثلون عنصراً حاسماً في استمتاعنا باللعبة الجميلة، لكنهم في النهاية بشر».