سيمونز: بعد أجيال من «الظلم»... مستقبل كرة القدم للسيدات سيكون مشرقاً

تغير الكثير في كرة القدم للسيدات منذ انضمام كيلي سيمونز للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم من جامعة وارويك في عام 1990. تقول سيمونز عن ذلك: «كانت مشاركة النساء في كرة القدم قليلة جداً في ذلك الوقت، وكان هناك العديد من الحواجز الثقافية داخلياً وخارجياً. كانت هذه الحواجز ضخمة جداً، ومن الرائع رؤيتها وهي تتحطم، وأن تصل كرة القدم للسيدات إلى المكانة التي أصبحت عليها الآن».
وتتحدث سيمونز، التي تشغل منصب رئيسة كرة القدم للسيدات المحترفات بالاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، بعد اختيارها في التشكيلة المثالية للنسخة الافتتاحية من كأس الأبطال الدولية للسيدات، والتي تهدف إلى تكريم اللاعبات والمديرات التنفيذيات والمدربات والصحافيات اللائي لعبن دوراً رائداً في تطوير كرة القدم للسيدات.
وتم اختيار سيمونز في القائمة إلى جانب نجمة كأس العالم 2019 ميغان رابينو، والنجمة البرازيلية مارتا، ومدافعة نادي ليون الفرنسي ويندي رينارد، والمديرة الفنية الفائزة بكأس العالم مرتين جيل إيليس، والحَكَمة السابقة بيبيانا شتاينهاوس، ومالك ورئيس نادي ليون جين ميشيل أولاس، والعضوة التنفيذية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مويا دود، ورئيسة كرة القدم النسائية في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ساراي بارمان، والصحافية ميغ لينهان، وقائدة أفغانستان السابقة خالدة بوبال –التي تعاونت مع صحيفة «الغارديان» لفضح إساءة معاملة لاعبات المنتخب الأفغاني للسيدات من رئيس الاتحاد الأفغاني لكرة القدم.
وأعربت سيمونز عن سعادتها بهذا التكريم، وأن توجد في نفس القائمة إلى جانب عدد من أفضل اللاعبات، قائلة: «يعكس ذلك العمل الهائل الذي قامت به الأندية لإبراز الدور الذي يلعبه الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات، ليس فقط هنا، ولكن في جميع أنحاء العالم».
هذا صحيح تماماً، لكن سيمونز لعبت هذا الدور المحوري بعد دخول عالم كرة القدم «عن طريق الصدفة»، عندما اختارها الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم لكي تشغل منصب المدير الإقليمي، نظراً لأنها متخصصة في مجال السياسة الاجتماعية وعلم الاجتماع.
تقول سيمونز: «لم يكن مسموحاً لي بلعب كرة القدم كفتاة. وحتى في سن مبكرة جداً، شعرت بالظلم الشديد وعدم المساواة. وبالتالي، كان هذا أحد الأشياء التي تدفعني للعمل في هذا المجال حقاً، وأنا محظوظة للغاية لأنني حصلت على فرصة العمل في الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، وأن أساعد هذا الجيل على الحصول على فرصة أفضل وأكثر عدلاً من الأجيال السابقة».
ومارست سيمونز كرة القدم لأول مرة بشكل حقيقي عندما كانت في الجامعة، وكانت تحمل شارة قيادة الفريق قبل أن تقوم بتأجيل حصولها على درجة الماجستير في العمل الاجتماعي لتتفرغ للعمل كمسؤولة رياضية في جامعة وارويك. ومنذ ذلك الحين، شغلت سيمونز مجموعة متنوعة من الأدوار والمناصب في الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، سواء في كرة القدم للسيدات أو حتى للرجال، وتولت مؤخراً مهمة توجيه الدوري الإنجليزي للسيدات ودوري الدرجة الأولى للسيدات نحو الاستدامة.
وجنباً إلى جنب مع المدير التقني آنذاك هوارد ويلكنسون، شاركت سيمونز في اختيار هوب باول كأول مديرة فنية بدوام كامل للمنتخب الإنجليزي لكرة القدم للسيدات، ووضعت الأسس اللازمة لتكوين منتخبات الشباب للسيدات في إنجلترا.
تقول سيمونز عن ذلك: «لقد كنت محظوظة للغاية للمساعدة في وضع جزء من البنية التحتية للعبة، ووضع بعض المسارات الصحيحة، لأنه لم يكن هناك سوى القليل جداً من تلك الأمور في ذلك الوقت. كان هناك بالفعل منتخب إنجلترا الأول للسيدات وكان هناك دوري وطني، لكن كان هناك عدد قليل للغاية من الفتيات اللاتي تمارسن كرة القدم، ولم يكن هناك نظام محدد لاكتشاف المواهب، ولا منتخبات للناشئين في إنجلترا».
وبعد هذا التقدم الملحوظ، تجد سيمونز صعوبة بالغة في التنبؤ بالمكانة التي ستكون عليها كرة القدم النسائية بعد 30 عاماً أخرى، بخلاف أنها ستكون «مختلفة جداً عما هي عليه الآن».
وتقول: «لقد كنا نحاول النظر إلى ثماني سنوات قادمة قبل أن نضع خطة لمدة أربع سنوات، لكن حتى ثماني سنوات تبدو بعيدة جداً لأن اللعبة تنمو وتتغير بسرعة كبيرة».
وتضيف: «لذلك، من الصعب للغاية تصور ما ستكون عليه الأمور بعد 30 عاماً. لكن لا يوجد أي سبب يجعل أعداد الفتيات اللائي يلعبن كرة القدم قريبة جداً أو حتى مساوية لأعداد الرجال والفتيان الذين يلعبون كرة القدم الآن. كرة القدم النسائية تتطور بشكل ملحوظ وفي كل الاتجاهات، والمجتمع يتغير كثيراً، وهناك توقع بأن الفتيات يمكنهن فعل أي شيء ولديهن خيارات لم تكن متاحة للأجيال السابقة. إنها رياضة ضخمة بالفعل، لكن الفجوة بين كرة القدم النسائية وكرة القدم للرجال ستُغلق بمرور الوقت».
وتأمل سيمونز أن يتذكرها الجميع بأنها هي مَن وضعت الأسس والقاعدة السليمة لكرة القدم النسائية، قائلة: «في الكثير من الرياضات النسائية تحظى الأحداث البارزة مثل كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية والأولمبياد بالكثير من التغطية الإعلامية، ثم تميل تلك الرياضات إلى الاختفاء بعد ذلك. لكن الدوري الإنجليزي للسيدات بدأ في كسر هذا الأمر، من حيث نسب مشاهدته ونشاطه التجاري أيضاً. وفي نهاية المطاف، أريد التأكد من أن كل الأسس اللازمة موجودة في مكانها الصحيح حتى تحظى كرة القدم للسيدات بالمتابعة والاستمرارية في هذا البلد».