زجاجات ذكية تحاكي «التلوث البلاستيكي» بالأنهار والمحيطات

تربط الأنهار معظم سطح الأرض بالبيئة البحرية، وبالتالي تلعب دوراً مهما في حركة النفايات البلاستيكية، والتي ابتكر فريق بحثي مشترك من جامعة إكستر البريطانية وجمعية علم الحيوان في لندن، طريقة جديدة لتتبعها لمعرفة مدى وفرتها وتوزيعها ومصادرها.
والطريقة الجديدة، التي تم الإعلان عنها أول من أمس في دورية «بلس وان»، تعتمد على استخدام زجاجات مزوده بأجهزة تعقب «جي بي إس» وتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية، بما يساعد في تتبع حركة كل زجاجة عبر الممرات المائية الحضرية حيث تتوفر شبكات الهاتف المحمول، والتحول إلى الاتصال بالأقمار الاصطناعية بمجرد وصول الزجاجات إلى المحيط المفتوح.
وخلال الدراسة تم وضع هذه الزجاجات الرقمية في نهر الغانج «أكبر أنهار شبه القارة الهندية» وخليج البنغال، الخليج الذي يشكل الجزء الشمالي الشرقي من المحيط الهندي، ثم تمت مراقبتها لمعرفة إلى أي مدى يمكن أن ينتقل التلوث البلاستيكي وسرعته.
واستخدمت 25 زجاجة بحجم 500 مل، وتم إعدادها بنفس الحجم والشكل بهدف محاكاة حركة أي زجاجة بلاستيكية، وكانت أقصى مسافة تم تعقبها 2845 كيلومترا (1768 ميلاً) في 94 يوما.
وبشكل عام، كشفت البيانات القادمة من أجهزة الرصد داخل الزجاجات، أن الحركة في نهر الغانج تتم على مراحل، وكانت تعلق أحيانا في طريقها إلى مجرى النهر.
وغطت الزجاجات في الخليج مسافات أكبر بكثير، متتبعة التيارات الساحلية في البداية ثم تشتتت على نطاق أوسع.
وتقول الدكتورة إميلي دنكان، من مركز البيئة والحفظ بجامعة إكستر في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «تظهر البيانات القادمة من الزجاجات إلى أي مدى يمكن أن ينتقل التلوث البلاستيكي وسرعته، وتوضح أن قضية التلوث البلاستيكي قضية عالمية، حيث يمكن أن تنجرف قطعة من البلاستيك في نهر أو محيط لتصل إلى الجانب الآخر من العالم».
ويشير الأسدير ديفيز، من جمعية علم الحيوان في لندن «البيانات من الزجاجات يمكن أن تغذي النماذج العالمية لتعطينا صورة أوضح عن رحلة التلوث البلاستيكي في الأنظمة المائية».
ويضيف: «تطوير التكنولوجيا الجديدة وتطبيقها على القضية العالمية للتلوث البلاستيكي لديه القدرة على المساعدة بشكل كبير في اكتساب المعرفة، وأن يكون أداة قوية لتحفيز تغيير السلوك الاجتماعي نحو الحفاظ على البيئة من التلوث».