هل يخسر مارسيال مكانه في التشكيلة الأساسية ليونايتد هذا الموسم؟

لا يحتاج لاعب خط وسط مانشستر يونايتد السابق بول سكولز إلى دعوة ليدخل في مناقشة حول مستوى فريقه القديم، ودائماً ما تتسم آراؤه بالصراحة وتكون بعيدة عن أي مجاملات. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قال سكولز «مشكلة خط هجوم مانشستر يونايتد تتمثل في أنه لا يوجد أي قلب هجوم حقيقي. كان الفرنسي أنطوني مارسيال على وشك أن يخدعنا ويجعلنا نعتقد أنه مهاجم صريح في نهاية الموسم الماضي لأنه سجل العديد من الأهداف وكان جيداً».
ويعرف سكولز جيداً ما هي مقومات المهاجم الناجح في خط هجوم مانشستر يونايتد؛ نظراً لأنه لعب إلى جوار العديد من المهاجمين العظماء مثل آندي كول وأولي غونار سولسكاير ورود فان نيستلروي وواين روني وغيرهم، لكن تقييم سكولز لخط هجوم الشياطين الحمر في الوقت الحالي كان قاسياً. لقد كان سكولز محقاً تماماً فيما يتعلق بمستوى مارسيال في نهاية الموسم الماضي، حيث قدم اللاعب الفرنسي مستويات رائعة عندما تم استئناف الدوري الإنجليزي الممتاز في يونيو (حزيران).
وساهم مارسيال في تسعة أهداف بعد استئناف الموسم، حيث سجل ستة أهداف وصنع ثلاثة آخرين. ولم يتفوق عليه سوى لاعب واحد فقط فيما يتعلق بالمساهمة في أكبر عدد من الأهداف في تلك الفترة، وهو زميله في مانشستر يونايتد، البرتغالي برونو فرنانديز، الذي ساهم في إحراز عشرة أهداف. ولم يتحسن السجل التهديفي لمارسيال فقط، لكنه كان يتحرك بشكل رائع من دون كرة أيضاً ويقود مانشستر يونايتد للضغط على الفريق المنافس من الخط الأمامي، وبالتالي، بدا الأمر وكأن كل شيء يسير في الطريق الصحيحة بالنسبة للاعب الفرنسي البالغ من العمر 24 عاماً.
لكن كما هو الحال مع نادي مانشستر يونايتد ككل، فشل مارسيال في الحفاظ على مستواه وتراجع أداؤه بشكل ملحوظ هذا الموسم، ويكفي أن نعرف أن عدد البطاقات الحمراء التي حصل عليها اللاعب (بطاقة حمراء واحدة) أكبر من عدد الأهداف التي سجلها أو صنعها خلال الموسم الحالي (لم يسجل أو يصنع أي هدف). لقد نجح اللاعبان اللذان تعاقد معهما النادي حديثاً - إدينسون كافاني ودوني فان دي بيك – في التسجيل في الدوري الإنجليزي الممتاز، رغم أن أياً منهما لم يشارك في أي مباراة كاملة حتى الآن. وقد انتقل موسم مارسيال من سيئ إلى أسوأ في أكتوبر الماضي، عندما أعقب طرده أمام توتنهام هوتسبر بهدف من نيران صديقة في مرمى فريقه أمام باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا.
وحتى على المستوى الدولي، لم يجد مارسيال عزاءه مع المنتخب الفرنسي، مثل زميله بول بوغبا، حيث فشل مارسيال في إحراز أي هدف في خمس مباريات لعبها بقميص الديوك الفرنسية في دوري الأمم الأوروبية هذا الموسم، وأهدر سبع فرص محققة في تلك المباريات – أكثر بثلاث فرص على الأقل من أي لاعب آخر في البطولة.
وكان إخفاق مارسيال أكثر صعوبة بالنسبة للمدير الفني لمانشستر يونايتد، أولي غونار سولسكاير؛ نظراً لأن إرلينغ براوت هالاند، الذي كان المدير الفني النرويجي يسعى جاهداً للحصول على خدماته قبل عام، يقدم مستويات مذهلة مع بوروسيا دورتموند الألماني، حيث سجل اللاعب البالغ من العمر 20 عاماً عدداً من الأهداف في الدوري الألماني الممتاز (10 أهداف) أكثر من كل تسديدات مارسيال على المرمى في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم (سبع تسديدات). كما سجل هالاند ستة أهداف في أربع مباريات بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم، بالإضافة إلى ستة أهداف أخرى في أربع مباريات في دوري الأمم الأوروبية مع منتخب النرويج.
ويجب الإشارة إلى أن مارسيال لا يختفي عن التهديف في المباريات المهمة فقط، لكنه ليس فعالاً أيضاً. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن متوسط لمساته داخل منطقة جزاء الفريق المنافس في المباراة الواحدة في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم تصل إلى سبع لمسات. ولا يتفوق عليه في هذا الأمر سوى خمسة لاعبين فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن معدل تسديدات مارسيال انخفض من 2.2 تسديدة في المباراة الواحدة الموسم الماضي إلى 1.4 فقط هذا الموسم. إنه لا يسجل أو يصنع الأهداف، أو حتى يزعج الحراس بالتسديدات، ومن الواضح للجميع أن مستواه تراجع بشكل ملحوظ.
وبعدما كان سولسكاير يعتمد على مارسيال في مركز المهاجم الصريح في معظم المباريات منذ توليه قيادة الفريق، قرر إعادته إلى مركز الجناح الأيسر في المباراة التي فاز فيها مانشستر يونايتد على إسطنبول باشاك شهير التركي بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد في دوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي، بعدما أصبح كافاني لائقاً بالدرجة التي تمكنه من المشاركة في التشكيلة الأساسية للفريق. لقد أثبت المهاجم الأورغوياني المخضرم في ظهوره الأول أساسياً، أنه ما زال يملك الخطورة والموهبة؛ فساهم في ثلاثة أهداف من الأهداف الأربعة التي سجلها فريقه أمام باشاك، ثم سجل هدفين من ثلاثية الانتصار المثير على ساوثهامبتون بالدوري السبت الماضي (3 - 2) وأعطى سولسكاير انطباعاً بأنه سيكون قادراً على قيادة خط هجوم الشياطين الحمر خلال الفترة المقبلة.
لقد كان كافاني يتحرك بشكل رائع داخل المستطيل الأخضر، وكان يسحب المدافعين بعيداً عن مراكزهم ليفتح مساحة لزملائه في الفريق. وكانت مشاركة كافاني أمام باشاك هي المرة الأولى التي يشارك فيها لمدة 90 دقيقة كاملة منذ مارس (آذار) الماضي، لكنه أظهر خط هجوم مانشستر يونايتد بشكل مختلف تماماً. لقد كان يتراجع للخلف من أجل فتح مساحات لزملائه، قبل أن ينقض لمنطقة جزاء الفريق المنافس ويشكل خطورة هائلة على المرمى.
ولم يكن من الغريب أن يرحل كافاني عن باريس سان جيرمان وهو الهداف التاريخي للنادي الفرنسي بـ200 هدف. صحيح أن مارسيال بارع في الاحتفاظ بالكرة، لكنه لا يملك الفاعلية الهجومية نفسها لكافاني أمام المرمى. وخلال المواسم الخمسة الماضية، أحرز كافاني 23.3 في المائة من أهدافه في الدوري من داخل منطقة الست ياردات، مقارنة بـ12.5 في المائة فقط لمارسيال.
وقال سولسكاير في بداية هذا الأسبوع «لقد تطور مستوى أنطوني كثيراً خلال الموسم الماضي، والآن حان الوقت مرة أخرى لاتخاذ خطوات أكبر والتطور والتحسن بشكل أكبر. كل موسم يمثل تحدياً، ولا يمكنك أن تكتفي بما حققته وبأمجادك السابقة مع مانشستر يونايتد، فهناك متطلبات هائلة من كل لاعب في كل مركز داخل الملعب». وقد حان الوقت لكي يرد مارسيال على هذه التصريحات داخل المستطيل الأخضر. لقد طور مارسيال أداءه بشكل كبير للغاية عندما تعاقد مانشستر يونايتد مع أوديون إيغالو في يناير (كانون الثاني) الماضي، والآن يحتاج إلى فعل الشيء نفسه بعد وصول كافاني.
لقد بدت تعليقات سكولز مبالَغاً فيها في ذلك الوقت، لكن سيكون من الصعب للغاية تجاهلها إذا استمر مارسيال في تقديم هذه المستويات السيئة. ويبدو أن سولسكاير بدأ يفكر بالطريقة نفسها التي يفكر بها سكولز بعدما قرر تغيير مركز مارسيال لكي يلعب ناحية اليسار والدفع بكافاني في المقدمة!