ترمب يتهم «الديمقراطيين» بـ«التآمر» لسرقة الرئاسة

بعد شهر من إجراء الانتخابات الرئاسية، لا يزال الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرفض الاعتراف بالهزيمة ويؤكد وقوع تزوير واسع النطاق.
وفي خطاب مسجل استمر 45 دقيقة، ونشره ترمب على حسابيه في تويتر وفيسبوك مساء الأربعاء، رفض الرئيس مرة أخرى الاعتراف بالهزيمة وكرر سلسلة طويلة من الاتهامات حول تزوير الانتخابات، متهما الديمقراطيين بالتآمر لـ«سرقة الرئاسة». ووضعت شركة تويتر إخطارا على الفيديو المنشور يفيد بأن مضمونه حول تزوير الانتخابات «متنازع عليه».
وفي الخطاب الذي وصفه ترمب بأنه قد يكون «الأهم الذي يلقيه على الإطلاق»، قال الرئيس إن دافعه في توجيه الاتهامات بالتزوير هو حماية قوانين ودستور الولايات المتحدة وحماية النظام الانتخابي، مضيفا أنه يبذل كل هذه الجهود من أجل أصوات 74 مليون أميركي الذين صوتوا لصالحه.
وكرر ترمب مزاعمه حول تزوير بطاقات الاقتراع عبر البريد، ووجود ناخبين غير شرعيين، ومشاركة «موتى» في عملية التصويت، إضافة إلى حدوث خلل في آلات التصويت المستخدمة لفرز الأصوات والتابعة لشركة «دومنيون». وتساءل ترمب عن «كيف تحول فوز كبير لصالح ترمب إلى خسارة بفارق ضئيل»؟ وقال إن ذلك يرجع إلى تحويل أصوات لصالح بايدن، وشدّد: «إذا كنّا على حق بشأن الاحتيال، فإن جو بايدن لا يمكن أن يكون رئيسا».
ووجّه ترمب حديثه لمؤيديه قائلا: «إنهم يحاربونني لأنني أضع أميركا أولا، وهم لا يضعون أميركا في المقام الأول، ويريدون القوة لأنفسهم فقط. لهذا السبب لا يريدونني رئيسا لكم». وتابع: «لقد تم تزوير هذه الانتخابات والجميع يعرف ذلك. وأنا لا أمانع إذا خسرت الانتخابات، لكنني أريد أن أخسر انتخابات نزيهة، وما لا أريده هو أن تتم سرقة الشعب الأميركي. ولدينا الأدلة، وحتى القضاة رفضوا حتى الآن قبولها. وهم يعرفون من فاز في الانتخابات لكنهم يرفضون قول ذلك». وطالب ترمب في نهاية خطابه بتغيير نظام الانتخابات إلى نظام «موثوق وشفاف». وقال الرئيس إن أهم إنجاز لرئاسته سيكون حماية نزاهة نظام التصويت.
وقال مسؤول بالبيت الأبيض إنه تمّ تسجيل الخطاب الأسبوع الماضي في الغرفة الدبلوماسية بالبيت الأبيض. ولم يتّضح سبب انتظار ترمب لنشره الفيديو حتى مساء الأربعاء، وتشير تسريبات إلى أن الرئيس نشره بعد غضبه من تخلي بعض أعضاء حزبه عنه، وابتعادهم عن تصريحاته حول التزوير.
واستبعد المدعي العام وليام بار، الثلاثاء، وقوع تزوير واسع في الانتخابات، كما وجّه غابرييل سترلينغ مدير أنظمة التصويت في جورجيا، توبيخا قويا لترمب محذرا من تسبب خطابه واتهاماته في موجة من التهديدات بالقتل لموظفين انتخابيين.
من جهة أخرى، نشر مستشار الأمن القومي الأسبق الجنرال مايكل فلين إعلانا من صفحة كاملة في صحيفة «واشنطن تايمز»، حذّر فيها من حرب أهلية وشيكة إذا لم يقم الرئيس ترمب بإعلان «الأحكام العرفية». وقال فلين الذي حصل قبل أسبوع على عفو رئاسي من ترمب، إنه يطالب بتعليق مؤقت للدستور الأميركي وإعلان الاحكام العرفية وإعادة الانتخابات الفيدرالية. وشارك فلين مع رئيس منظمة «we the people convention» التابعة لحركة حزب الشاي، في السماح للجيش الأميركي بالإشراف على الانتخابات الفيدرالية لضمان أن تكون حرّة ونزيهة.
وقارن الإعلان المنشور بين الإجراءات التنفيذية التي قام بها الرئيس أبراهام لنكولن خلال الحرب الأهلية الأميركية، وما سماه التهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة من اليسار الاشتراكي الشيوعي. واستشهد البيان بالعنف من «أنتيفا» وحركة «حياة السود مهمّة»، معتبرا تلك التهديدات «أخطر بكثير من أي شيء واجهه لينكولن». وأضاف البيان أن حرب إطلاق النار بات وشيكا، ما لم يمنع ترمب الاشتراكيين من سرقة الانتخابات، وأن عدم القيام بذلك قد يؤدي إلى عنف ودمار واسع النطاق لم نشهده منذ الحرب الأهلية.