الأخرس يتنفس الحرية بعد 103 أيام من الإضراب

تنفس الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس (49 عاماً) هواء الحرية أمس بعد اعتقال دام أشهراً عدة، تخلله إضراب عن الطعام استمر 103 أيام أجبر إسرائيل على إنهاء سياسة اعتقاله الإداري بحقه والإفراج عنه.
وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، عن الأخرس أمس (الخميس) عبر أحد الحواجز العسكرية الإسرائيلية شمال الضفة الغربية، قبل أن ينقله مستقبلوه فوراً إلى مستشفى النجاح في نابلس لتلقي العلاج بعد الإضراب الطويل الذي خاضه لأكثر من 3 شهور. وقال الأخرس فور وصوله للمشفى، إنه أراد عبر إضرابه الطويل إرسال رسالة أوضح للعالم حول الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون. وأضاف «الحمد لله، أنا الآن بين أهلي وشعبي».
وتمنى الأخرس أن يكون انتصاره جزءاً من نصر أكبر للفلسطينيين.
والإفراج عن الأخرس أمس جاء بعد اتفاق مع إسرائيل في السادس من الشهر الحالي علّق بموجبه الأسير إضراباً استمر 103 أيام تعهدت إسرائيل خلاله بإنهاء اعتقاله الإداري، على أن يقضي المدة المتبقية حتى الإفراج عنه في المستشفى. وتناول الأخرس خلال عشرين يوماً محاليل طبية وتلقى طعاماً بشكل تدريجي. والأسير الأخرس من بلدة سيلة الظهر في جنين، كان قد شرع في إضرابه منذ تاريخ اعتقاله في 27 يوليو (تموز) 2020؛ رفضاً لاعتقاله الإداري. ولاحقاً، جرى تحويله إلى الاعتقال الإداري (دون تهمة أو محاكمة) 4 أشهر، رفضت خلالها محاكم الاحتلال الإفراج عنه، رغم تدهور وضعه الصحي قبل أن يصل إلى اتفاق مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
والاعتقال الإداري هو اعتقال كان معمولاً به أيام الانتداب البريطاني، وتستخدمه إسرائيل اليوم ضد الكثير من الفلسطينيين، ويجيز لمخابراتها اعتقال أي شخص لأي فترة من دون محاكمة تحت بند «سري». ويتخوف الفلسطينيون الذين يصدر ضدهم قرار اعتقال إداري من تمديد اعتقالهم مع انتهاء مدة الاعتقال الأولى؛ ولذلك خاض الكثير منهم إضرابات عن الطعام احتجاجاً على الاعتقال وتفادياً لتمديد الاعتقال الإداري الذي لا توجه خلاله للمعتقل تهم واضحة.
وقالت إسرائيل، إن اعتقال الأخرس تم بشبهة ارتباطه بحركة «الجهاد الإسلامي» التي تعتبرها إسرائيل والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منظمة «إرهابية». وهنأ مسؤولون وفصائل الأخرس بالإفراج عنه.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، إنه خلال معركته، «واجه الأخرس تعنتاً ورفضاً من قبل السلطات الإسرائيلية، رغم ما وصل إليه من وضع صحي حرج، ورغم كل الدعوات التي وجهتها المؤسسات الحقوقية الدولية والفلسطينية للإفراج عنه». وأكد نادي الأسير على أن الأخرس «نال حريته بصموده، ومواجهته أخطر سياسات إسرائيل التي تمارسها بحق الفلسطينيين، والمتمثلة بسياسة الاعتقال الإداري الممنهج والذي طالت على مدار سنوات الآلاف من الفلسطينيين»، وأضاف النادي «لا تزال السلطات الإسرائيلية تعتقل في سجونها قرابة 350 معتقلاً إدارياً، بينهم 3 أسيرات». ويوجد في السجون الإسرائيلية نحو 5000 أسير، بينهم نحو 200 طفل و42 امرأة و360 معتقلاً إدارياً.