الحكومة الإسرائيلية لجيشها: استعدوا لضربات أميركية لإيران

كشفت مصادر عسكرية عدة، عن أن الحكومة الإسرائيلية وجهت تعليمات إلى هيئة رئاسة أركان جيشها، في الأسابيع الأخيرة، تطلب فيها إجراء كل ما يلزم من استعداد لاحتمال هجوم أميركي في إيران، قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وقال موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي، نقلاً عن مسؤولين مطلعين عدة، أمس، إن «تعليمات الحكومة الإسرائيلية لم تأت بسبب معلومات أو تقديرات باحتمال شن هجوم أميركي في إيران، وإنما بسبب الفترة الحساسة في الأسابيع المتبقية لتغير الإدارة في واشنطن». وأكد الموقع، أن وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس تحدث مرتين، خلال الأسبوعين الأخيرين، مع القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي كريستوفر ميلر، بعد إقالة ترمب لوزير الدفاع مارك إسبر.
وحسب المصادر، فإن مضمون المحادثتين تناول الموضوع الإيراني، إضافة إلى الوضع في سوريا ومذكرة التفاهمات الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة. وأضاف أنه في حال شنّت القوات الأميركية هجوماً على إيران، فإنه يتوقع أن تحصل إسرائيل على إنذار مسبق. لكن بسبب انعدام اليقين البالغ، صدرت تعليمات للجيش الإسرائيلي بالتأكد في الوقت الراهن من أن المنظومات العسكرية في حالة جهوزية.
وأوضح الموقع، أن هناك تحسباً في تل أبيب من أنه في حال الهجوم الأميركي على إيران، يمكن أن يأتي الرد من طهران بمهاجمة أهداف إسرائيلية بشكل مباشر، بواسطة ميليشياتها المنتشرة على الأراضي السورية أو من قوات «حزب الله» المتواجدة في سوريا، وحتى من مواقع الحزب في الجنوب اللبناني.
يذكر أن أربعة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين تحدثوا عن اجتماع عقد قبل أسبوعين في البيت الأبيض، ناقش فيه الرئيس ترمب مع مستشاريه موضوع ضرب إيران. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، الثلاثاء، أن ترمب سأل مستشاريه عما إذا كانت لديه خيارات لاستهداف موقع نووي إيراني رئيسي في نطنز خلال الأسابيع المقبلة. لكنه تراجع عن ذلك، بعد أن أثنوه عن فكرة تنفيذ ضربة عسكرية.
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين قولهم، إن العديد من المستشارين، بينهم نائب الرئيس مايك بنس، ووزير الخارجية مايك بومبيو، ووزير الدفاع بالوكالة كريستوفر ميلر، ورئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي مارك ميلي، اعترضوا وحذروا ترمب من أن توجيه ضربة عسكرية للمنشآت الإيرانية قد يتصاعد بسهولة إلى صراع واسع النطاق في الأسابيع الأخيرة من رئاسته.
ومع أن هؤلاء المسؤولين غادروا الاجتماع وهم يعتقدون أن خيار الهجوم قد تم استبعاده، إلا أن ترمب لا يزال يدرس سبلاً لمهاجمة مصالح إيران وحلفائها، بما في ذلك الميليشيات العراقية. وكما هو معروف، قام بومبيو بجولة في أوروبا والشرق الأوسط، بعد ذلك، وقال مسؤولون رافقوه، إن «جميع الخيارات ما زالت على الطاولة فيما يتعلق بإيران» بالنسبة إلى إدارة ترمب.