استاد القاهرة يجذب الأنظار قبل النهائي الأفريقي المرتقب

سيكون استاد القاهرة الدولي محط أنظار جميع محبي الساحرة المستديرة في القارة السمراء بصفة عامة والجماهير المصرية على وجه الخصوص، حينما يستضيف المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أفريقيا بين قطبي كرة القدم المصرية الأهلي والزمالك، بعد غد (الجمعة).
بعد قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) إقامة الدور النهائي لدوري الأبطال من لقاء واحد للمرة الأولى في تاريخ البطولة بنظامها الحديث، الذي بدأ عام 1997، كان مقرراً أن تُجرى المباراة النهائية على ملعب محايد.
وأعلن «كاف» في مارس (آذار) الماضي، اختيار ملعب «جابوما ستاديوم» بمدينة دوالا الكاميرونية، لاحتضان النهائي، الذي كان مقرراً إقامته في 29 مايو (أيار) الماضي، قبل أن يتم تأجيل اللقاء أكثر من مرة بسبب تعليق النشاط الكروي في جميع أنحاء العالم بسبب تداعيات فيروس «كورونا».
وفاجأ الاتحاد الكاميروني لكرة القدم الجميع باعتذار بلاده عن استضافة النهائي في يوليو (تموز) الماضي، بسبب المخاوف من تفشي جائحة «كورونا»، ليستقر الأمر في النهاية على إقامة النهائي في ملعب القاهرة العريق.
وبدأ العمل في استاد القاهرة عام 1958 في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، واستمر بناؤه لمدة ثلاثة أعوام بتكلفة إجمالية بلغت ثلاثة ملايين جنيه مصر، حيث كان أحد أكبر الملاعب في أفريقيا والشرق الأوسط آنذاك.
يقع استاد القاهرة بضاحية مدينة نصر، شمال شرقي العاصمة المصرية القاهرة، وقام بتصميمه المهندس المعماري الألماني فيرنر مارش، الذي قام أيضاً بتصميم الملعب الأولمبي بالعاصمة الألمانية برلين الذي استضاف دورة الألعاب الأولمبية عام 1936.
وتم تجديد الملعب، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 75 ألف مقعد، عام 2004 لكي يلائم المعايير الأولمبية القياسية الجديدة في القرن الحادي والعشرين، قبل أن يتم تطويره مرة أخرى في العام الماضي لاستضافة نهائيات كأس الأمم الأفريقية التي احتضنتها مصر عام 2019.
ويمثل استاد القاهرة علامة مهمة في البنية الرياضية المصرية، حيث كان شاهداً على العديد من الفعاليات الرياضية التاريخية التي ما زالت خالدة في الأذهان حتى الآن.
سبق لاستاد القاهرة أن احتضن أول تتويج لنادٍ عربي ومصري بلقب البطولة، عندما فاز الإسماعيلي المصري بلقب كأس الأندية الأفريقية أبطال الدوري (المسمّى القديم لدوري الأبطال)، في نسخة المسابقة عام 1969 عقب فوزه 3 - 1 على ضيفه الإنجلبير بطل زئير (تي بي مازيمبي الكونغولي الديمقراطي حالياً) في إياب الدور النهائي، تحت أنظار 130 ألف متفرج تكدسوا في مدرجات الملعب وعلى أعمدة الإنارة.
كما استضاف استاد القاهرة العديد من المباريات النهائية التي خاضتها الفرق المصرية في المسابقات القارية، وكان شاهداً على تتويجها بكؤوس تلك البطولات أكثر من مرة، من بينها فوز الأهلي بدوري الأبطال عامي 1987 و2001، وكذلك فوز الزمالك بالبطولة أعوام 1993 و1996 و2002، كما احتضن الملعب العريق مباريات كأس الأمم الأفريقية أعوام 1974 و1986 و2006 و2019، واستضاف حفلي افتتاح وختام دورة الألعاب الأفريقية الخامسة للألعاب عام 1991.
وينتظر استاد القاهرة أيضاً أن يشهد تتويجاً آخر للكرة المصرية بدوري الأبطال خلال النهائي الاستثنائي بين الأهلي والزمالك، اللذين لطالما تقابلا على هذا الملعب، الذي كان شاهداً على إنجازاتهما الكروية.