أنقرة تعلن جاهزية قواتها للذهاب إلى أذربيجان

أعلنت تركيا أنها سترسل جنودها إلى أذربيجان في أقرب وقت لمراقبة وقف إطلاق النار في ناغورني قره باغ بموجب الاتفاق بين باكو ويريفان الموقع برعاية روسيا، في الوقت الذي حذرت فيه فرنسا من أن المجلس الأوروبي سينظر في فرض عقوبات على أنقرة بسبب سلوكها في المنطقة. وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن قوات بلاده ستذهب إلى أذربيجان في أقرب وقت لمراقبة وقف إطلاق النار في قره باغ، لافتا إلى أن القوات البرية استكملت استعداداتها للذهاب إلى أذربيجان، لأداء مهامها إثر اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين باكو ويريفان. وأضاف أكار، خلال تفقده أحد مرافق الصناعات العسكرية رفقة قادة القوات التركية: أنه «بموجب مذكرة التفويض التي أقرها البرلمان التركي سيذهب جنودنا إلى أذربيجان لأداء مهامهم... قواتنا البرية بشكل خاص استكملت استعداداتها في هذا الصدد، كما أن قواتنا الجوية مستعدة لنقلها إلى أذربيجان». واستنكر أكار اتهام سياسيين غربيين للجيش الأذربيجاني بالحرق والتدمير خلال العمليات ضد الجيش الأرميني في قره باغ، مضيفا: «ما فعله الجيش الأذربيجاني في حقيقة الأمر هو تحرير أراضيه من الاحتلال الذي استمر نحو 30 عاما، وعلى الجميع أن يدرك ذلك، واتهامه بالحرق والتدمير هو في الحقيقة غفلة كبيرة وخطأ جسيم». وقال أكار إنه في المقابل تعمد الجيش الأرميني قصف الأماكن المأهولة بالمدنيين في أذربيجان، علنا على مرأى ومسمع من العالم... لقد شهد العالم كله هذا الأمر، لكن البعض لا يزال أعمى وأصم، ولا يمكن لهؤلاء أن يتحدثوا أبدا عن الحداثة وحقوق الإنسان والديمقراطية والحياد».
في الوقت ذاته، كشفت تقارير عن نقل تركيا عشرات العائلات العربية والتركمانية من مناطق سيطرتها في شمال شرقي سوريا إلى قره باغ، لتوطينهم في المناطق التي انسحبت منها القوات الأرمينية، من أجل إحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة.
وقال ممثل الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرقي سوريا، شفان الخابوري، إن لديه معلومات مؤكدة بشأن قيام الحكومة التركية بنقل أسر سورية إلى إقليم ناغورني قره باغ لإحداث تغيير في التركيبة الديموغرافية في الإقليم الذي تتواجد به أعداد كبيرة من الأكراد، مشيرًا إلى أن الأكراد يطلقون على الإقليم اسم «كردستان الحمراء». وأضاف أنه وإدارته يتواصلون مع الأكراد بشكل مستمر، وأنهم تأكدوا من وصول بعض الأسر السورية إلى هناك بواسطة تركيا، مشيرًا إلى أن التغيير الديموغرافي ليس نهجًا جديدا على الحكومة التركية، فقد سبق وطبقته في شمال سوريا، بمدينة عفرين، التي لا يوجد بها الآن سوى أقل من 7 في المائة فقط من سكانها الأصليين، وهم يريدون تكرار التجربة في قره باغ. في السياق، حذر وزير التجارة الفرنسي فرانك ريستر من أن المجلس الأوروبي سينظر في اجتماعه المقبل في فرض قيود على تركيا بسبب سلوكها غير المقبول في ناغورني قره باغ. وأضاف، خلال مقابلة مع إذاعة «فرانس إنتر» أمس السبت، أن «هذا هو الخطاب الذي تحمله أوروبا وليس فرنسا فقط، وهذا هو السبب في أنه مرة أخرى في المجلس الأوروبي المقبل، ستتم معالجة المسألة التركية لنرى كيف يمكن أن نزيد الضغط عليها أكثر بقليل أو حتى أكثر بكثير، لأن سلوك تركيا، خصوصا فيما يتعلق بأزمة ناغورني قره باغ، غير مقبول».
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في موجز صحافي عقده في ختام المحادثات التي خاضها الوفد الحكومي الروسي في يريفان، أمس، أن لقاءات الوفد ركزت على ضمان «التنفيذ الدقيق والكامل للبيان الصادر عن زعماء روسيا وأرمينيا وأذربيجان في 9 نوفمبر بشأن وقف الأعمال القتالية في محيط قره باغ وإجراء عملية حفظ السلام، والقيام بأنشطة إنسانية لدعم السكان المدنيين». وأضاف أن الجانبين الروسي والأرمني «شددا بالإجماع على أن محاولات التشكيك في هذا البيان، سواء أكان ذلك داخل البلاد أو خارجها غير مقبولة».
من جانبه، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، خلال لقاء مع نظيره الأرميني فاغارشاك هاروتيونيان، في يريفان أمس، أن قوات حفظ السلام الروسية، ضمنت عبور جميع قوافل اللاجئين... حتى اليوم، عاد نحو 7 آلاف مواطن، وهذا العمل مستمر، وأنا واثق من أن كل من يرغب في العودة إلى قره باغ، سيتمكن من القيام بذلك». وشكر وزير الدفاع الأرمني هاروتيونيان، جميع الضباط والجنرالات الروس الذين قاموا بتحضير مهمة حفظ السلام في قره باغ. وقال إنه يتم التقيد بوقف إطلاق النار» لافتا إلى أنه «تم نشر القوات، بسرعة وفاعلية كبيرة.