البيئة في مجلات الشهر: الحرب والأعاصير تضع سقطرى مع «كورونا» والمناخ

عادت جائحة «كوفيد - 19» لتتصدر أغلفة الإصدارات الجديدة للمجلات العلمية في مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، في حين العالم يستقبل موجة جديدة للمرض. ولم تحُل أخبار هذه الكارثة وآثارها الممتدة دون التطرق لأزمة المناخ العالمي إلى جانب مناقشة التحديات التي يواجهها أرخبيل سقطرى اليمني تحت وطأة الحرب والأعاصير.
- «ناشيونال جيوغرافيك»
خصصت ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic) عددها الجديد لجائحة «كورونا» (كوفيد - 19)، وكان عنوان الغلاف «عالم معدٍ، كيف تُغيّر الجائحة حياتنا؟» وتساءلت المجلة في أحد مقالاتها عن الآثار الطويلة الأمد للجائحة وما تمثله بالنسبة للهواء في مدننا والبلاستيك في محيطاتنا، وكذلك للغابات المطيرة التي تتضاءل أكثر فأكثر والمناخ الذي يزداد احتراراً سنة بعد سنة. وتُظهر الجائحة أن العالم بحاجة إلى تغيير منهجي يمتد من الطريقة التي نتعامل بها مع البشر، مثلما تنادي المظاهرات في أكثر من مكان، إلى الطريقة التي نتعامل بها مع الموارد الطبيعية في كوكب الأرض.
- «نيو ساينتِست»
تناولت نيو ساينتِست (New Scientist) في مجمل أعدادها الأسبوعية الأخيرة الأزمة الصحية التي يشهدها العالم بسبب فيروس «كورونا»، كما نشرت تقريراً خاصاً تحت عنوان «الأزمة العالمية الأخرى، تغيُّر المناخ يتصاعد». ويشير التقرير إلى أن جائحة «كوفيد - 19» شتّتت الانتباه عن الأزمة العالمية الخطيرة المتمثلة بتغيُّر المناخ، حيث يتوجب خفض الانبعاثات بمقدار النصف حتى سنة 2030 وإيقافها تماماً بحلول 2050. ومن المظاهر القاسية ذات الصلة بتغيُّر المناخ هذه السنة حرائق الغابات الواسعة في أستراليا وكاليفورنيا وأماكن أخرى، وموجة الحر الطويلة التي شهدتها سيبيريا، حيث وصلت الحرارة في بعض المناطق إلى 38 درجة مئوية. ويتوقع بعض المحللين أن تتسبب سنة 2020 بأكبر خسارة مالية مرتبطة بالأحداث المتطرفة، لا سيما الأعاصير الموسمية وحرائق الغابات.
- «ساينتفك أميركان»
مقال غلاف ساينتفك أميركان (Scientific American) كان بعنوان «مواجهة المعلومات المضللة، كيف نحمي المجتمع من الخوف والأكاذيب والانقسام؟» فالريبة توفّر الظروف المناسبة لازدهار المعلومات المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ما يحصل بالفعل فيما العالم يواجه جائحة «كوفيد - 19» والولايات المتحدة تخوض انتخابات شديدة الاصطفاف في مجرياتها وحساب نتائجها. وتحاول المجلة تقديم إجابة عن السؤال الأهم: كيف نجعل المجتمع أقل عرضة للتلاعب الإعلامي السام الذي تقوده الحكومات أو الأفراد؟
- «ديسكفر»
الزراعة بمساعدة الصقور كان أحد المواضيع اللافتة في مجلة ديسكفر (Discover)، حيث يستخدم مزارعون في الولايات المتحدة أنواعاً من الطيور الجارحة لصيد القوارض والطيور والعوامل الناقلة للمرض أو المسببة لتلف المحصول، وذلك كبديل عن طرق الصيد التقليدية أو المبيدات السامة التي تسبب ضرراً بيئياً واسعاً. ومن الاستخدامات المبكرة لتوظيف الطيور الجارحة في إبعاد أنواع الطيور غير المرغوبة ما قامت به قاعدة جوية اسكوتلندية في أواخر أربعينات القرن الماضي عندما نجحت في طرد طيور النورس بعيداً عن مدارج الطائرات باستخدام عدد من طيور الشاهين.
- «بي بي سي وايلد لايف»
أعدّت بي بي سي وايلد لايف (BBC Wildlife) مقالاً مصوراً عن أرخبيل سقطرى الذي وصفته بأنه «كنز عربي» يشتهر بأنواعه النباتية والحيوانية التي لا توجد في مكان آخر على الأرض، مما يجعله يستحق لقب «غالاباغوس المحيط الهندي». وتواجه الأنواع الحية والنظم الطبيعية في الأرخبيل المدرج على قائمة التراث العالمي مجموعة من التحديات الناتجة عن المشكلات السياسية المعقدة في المنطقة والكوارث الطبيعية المتكررة، بما فيها الأعاصير الموسمية. وكانت حالة الحرب القائمة في اليمن دفعت الكثيرين للنزوح من البر الرئيسي إلى الأرخبيل الأكثر استقراراً مما تسبب في طفرة عشوائية.
- «بي بي سي ساينس فوكَس»
غلاف «بي بي سي ساينس فوكَس» (BBC Science Focus) جاء تحت عنوان «كشف حقائق خرافات الطعام». وناقش مقال الغلاف بعض الممارسات الغذائية غير الصحية أو المفيدة تماماً للكوكب مثلما هو شائع بين عامة الناس. وفي مقال آخر، عرضت المجلة نتائج دراسة عن السيارات الهجينة خلُصت إلى أن هذا النوع من السيارات، التي تعمل على الكهرباء وعلى الوقود الأحفوري، تطلق في الواقع كميات من غاز ثاني أكسيد الكربون تزيد مرة ونصف المرة عمّا هو محدد تصميمياً. وفي العديد من الطرازات، تتحول السيارات الهجينة تلقائياً إلى استخدام المحرك التقليدي عندما يكون الجو بارداً أو سرعة السيارة مرتفعة. ويستنتج المقال أن الأولوية الآن يجب أن تكون للسيارات الكهربائية بالكامل.
- «هاو إت ووركس»
تحت عنوان «النباتات الماصة للدماء» استعرضت مجلة هاو إت ووركس (How It Works) عالم النباتات التي تتطفل على نباتات أخرى وتمتص نسغ الحياة منها. وتضم عائلة هذه النباتات نحو 4500 نوع، وهي تمثل ما يقارب واحداً في المائة من مجمل النباتات الوعائية في العالم. وتقوم النباتات الطفيلية بمد جذورها ضمن لحاء النباتات المضيفة وصولاً إلى الأنسجة الناقلة، من أجل الحصول على الماء والسكريات والعناصر المغذية، وهي في بعض الحالات تكون ضارة إلى حد بعيد بالنباتات المضيفة، كما في حالة نبات الحامول الذي يتطفل على نباتات المحاصيل الغذائية ويدمرها تماماً.
- «كنديان جيوغرافيك»
ناقشت كنديان جيوغرافيك (Canadian Geographic) المخاطر التي تهدد الحيتان السوداء في شمال المحيط الأطلسي. وتعدّ هذه الحيتان أولى الحيتان الضخمة التي يجري صيدها تجارياً، وأولى الحيتان التي توضع تحت الحماية دولياً بموجب خطة أقرتها عصبة الأمم المتحدة في سنة 1935، وهي أيضاً أولى الحيتان التي قد تنقرض إذا فشلت إجراءات الحماية. وتعتبر هذه الحيتان، التي تعرف أيضاً باسم «الحيتان الصحيحة» ويصل طولها إلى 18 متراً، واحدة من الأنواع الحية المهددة بالانقراض على نحو خطير حيث لم يتبق منها سوى 200 حوت بالغ.