سباعية للبرتغال ورباعية لإيطاليا استعداداً لآخر جولتين في «الأمم الأوروبية»

استعدت كل من البرتغال بطلة أوروبا، وإيطاليا بطلة العالم أربع مرات، بشكل مثالي، لآخر جولتين من دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم، بفوز الأولى ودياً على أندورا بسباعية نظيفة، والثانية بنتيجة 4- صفر على ضيفتها إستونيا، بينما انتهت قمة هولندا وإسبانيا بالتعادل 1-1.
في أمستردام، تميزت مباراة القمة بين هولندا وضيفتها إسبانيا، الأولى بينهما منذ خمس سنوات، بالسرعة والندية وكثرة الفرص المهدرة، لتنتهي بالتعادل 1- 1. وكانت المباراة أول مواجهة على الصعيد الدولي كمدربين بين الزميلين السابقين في برشلونة لويس إنريكي وفرانك دي بور، في إطار استعداداتهما لآخر جولتين من دوري الأمم الأوروبية. وسجل سيرخيو كاناليس هدف التقدم لإسبانيا في الدقيقة 19، قبل أن تتعادل هولندا عن طريق دوني فان دي بيك في الدقيقة 47.
وكانت هذه المباراة الرابعة لدي بور على رأس الجهاز الفني للمنتخب الهولندي، منذ أن خلف رونالد كومان أواخر سبتمبر (أيلول)، ولا يزال يبحث عن فوزه الأول باكتفائه بالتعادل الثالث مقابل هزيمة. وبات دي بور أول مدرب في تاريخ هولندا يفشل في تحقيق الفوز في أول أربع مباريات، ولم يخرج من اللقاء سعيداً؛ ليس بسبب النتيجة؛ بل للإصابات التي لحقت باثنين من لاعبيه الأساسيين. وخرج المدافع ناثان آكي في بداية المباراة بسبب إصابة عضلية، وسيغيب بالتالي عن مواجهتي البوسنة وبولندا في دوري الأمم الأوروبية، وسيعود إلى فريقه مانشستر سيتي على الفور. كما أصيب الظهير الأيمن هانز هاتبور في التحام مع الإسباني خوسيه غايا، وخرج بعد الشوط الأول. وقال دي بور: «لا أعتقد أنه كان يجب إقامة هذه المباراة... الأموال مهمة؛ لكننا بحاجة إلى الاعتناء باللاعبين. يجب على كل الأطراف الضالعة في الأمر الجلوس سوياً للحديث؛ لأن صحة اللاعبين مهمة. نحن متفقون على ذلك ويجب اتخاذ القرارات».
وسيطر فريق المدرب لويس إنريكي على الشوط الأول؛ لكن هولندا كانت الطرف الأفضل في الثاني، وأهدرت فرصتين لخطف الفوز. وقال لويس إنريكي مدرب إسبانيا: «قدمنا بعض الفترات الجيدة؛ لكننا لم نكن منظمين بالقدر الكافي في الشوط الثاني، وهاجمت (هولندا) بعدد كبير من اللاعبين وعانينا للتعامل مع ذلك، في المجمل خرجت بإيجابيات من المباراة».
وأشرك لويس إنريكي تشكيلة احتياطية قبل مواجهتي سويسرا وألمانيا في دوري الأمم الأوروبية، وأبعد القائد سيرجيو راموس وسيرجيو بوسكيتس لاعب برشلونة عن التشكيلة الأساسية، قبل أن يشرك الأول مدافع ريال مدريد قرب النهاية لزيادة عدد مشاركاته الدولية؛ حيث عادل الرقم القياسي لأكبر عدد من المباريات الدولية على الصعيد الأوروبي. وخاض راموس (35 عاماً) ضد هولندا مباراته رقم 176 على الصعيد الدولي؛ ليعادل الرقم القياسي الأوروبي المسجل باسم حارس مرمى منتخب إيطاليا السابق جانلويجي بوفون، وبات على بعد 8 مباريات من معادلة الرقم القياسي العالمي المسجل باسم المصري أحمد حسن، مع 184 مباراة دولية.
وخاض راموس باكورة مبارياته الدولية عام 2005؛ عندما كان في الثامنة عشرة من عمره ضد الصين، ثم ساهم بشكل كبير في إحراز منتخب بلاده كأس أوروبا عامي 2008 و2012، وكأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا.
وأشاد إنريكي براموس بعد المباراة بقوله: «سيرجيو لاعب فريد من نوعه. إنه على مستوى آخر. تحقيق الرقم القياسي لعدد المباريات الدولية هو للاعبين المميزين جداً».
وللمفارقة، فإن راموس يُعد ثامن أفضل هداف في تاريخ المنتخب الإسباني؛ رغم المركز الذي يشغله، وقد زار الشباك 23 مرة على الصعيد الدولي.
على ملعب «لا لوز» في لشبونة، دفع مدرب البرتغال فرناندو سانتوس بتشكيلة غالبيتها من الاحتياطيين نسبياً؛ حيث أبقى على نجم يوفنتوس الإيطالي كريستيانو رونالدو، والنجم الواعد جواو فيليكس وبرناردو سيلفا جناح مانشستر سيتي الإنجليزي على مقاعد البدلاء، قبل أن يشركهم في الشوط الثاني مع برونو فرنانديز لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي.
وتتصدر البرتغال حاملة اللقب مجموعتها في دوري الأمم الأوروبية، بفارق الأهداف عن فرنسا التي تلتقيها غداً في مباراة مصيرية في الجولة الخامسة، قبل أن تحل على كرواتيا الثلاثاء في الجولة الأخيرة.
وسجلت البرتغال الهدف الأول إثر لعبة جماعية مميزة وصلت على أثرها الكرة إلى بيدرو نيتو لاعب وولفرهامبتون الإنجليزي أمام المرمى، فتابعها بسهولة داخله في الدقيقة الثامنة، مسجلاً باكورة أهدافه في مباراته الأولى مع المنتخب. وضاعف منتخب «برازيل أوروبا» تقدمه في الدقيقة 29؛ عندما وصلت عرضية إلى باولينيو من نيلسون سيميدو تابعها بيسراه من مسافة داخل الشباك؛ مسجلاً أيضاً أول أهدافه في مباراته الأولى.
وسجل ريناتو سانشيز الهدف الثالث بتمريرة حاسمة من رونالدو الذي دخل بديلاً في الشوط الثاني في الدقيقة 56. ثم أحرز باولينيو هدفه الشخصي الثاني والرابع للبرتغال برأسية في الدقيقة 61. وجاء الخامس من نيران صديقة عبر إيميلي غارسيا الذي عكس كرة عرضية في مرمى فريقه في الدقيقة 76. ووضع رونالدو بصمته على اللقاء بتسجيل السادس برأسية في الدقيقة 85، قبل أن يختتم جواو فيليكس مهرجان الأهداف بتسديدة رائعة بيسراه قبل النهاية بدقيقتين. وهذا الهدف الثاني بعد المائة لرونالدو مع البرتغال، وبات على بعد سبعة أهداف من معادلة الرقم القياسي لعدد الأهداف الدولية المسجل باسم الإيراني علي دائي.
وفي فلورنسا، أحرز فينشنزو غريفو أول هدفين دوليين في مسيرته، وعمره 27 عاماً، ليساعد تشكيلة احتياطية لإيطاليا التي غاب عنها المدرب روبرتو مانشيني بسبب إصابته بـ«كوفيد- 19»، في الفوز 4- صفر على إستونيا ودياً.
وتولى المدرب المساعد ألبيريكو إيفاني مسؤولية منتخب بلاده، بينما كان يصدر مانشيني التعليمات من منزله في روما؛ حيث يخضع المدرب البالغ عمره 55 عاماً للعزل عقب إصابته بالفيروس. واستعدت إيطاليا التي مددت مسيرتها من دون خسارة إلى 20 مباراة، بتشكيلة ضمت 41 لاعباً لخوض مباراتين في دوري الأمم الأوروبية أمام بولندا والبوسنة، واستغلت مباراة إستونيا لمنح الفرصة للاعبين جدد. وحصل أليساندرو باستوني على فرصة المشاركة الدولية الأولى في قلب الدفاع، بينما خاض غريفو، المولود في ألمانيا لأبوين إيطاليين وقضى كل مسيرته في الدوري الألماني، مباراته الدولية الرابعة. وقال المدرب إيفاني: «كانت مباراة تجريبية؛ لكننا فعلنا ما نحتاج للقيام به. توجد قدرات استثنائية في هذه التشكيلة».
وسجل غريفو الهدف الأول بطريقة رائعة من تسديدة مباشرة من 25 متراً، بعد 14 دقيقة من البداية، وأحرز فيدريكو برنارديشي الذي يعاني لاستعادة مستواه مع يوفنتوس، الثاني في الدقيقة 27. وأضاف غريفو الثاني له والثالث لبلاده من ركلة جزاء في الدقيقة 75، قبل أن يختتم البديل ريكاردو أورسوليني الرباعية بهدف آخر من ركلة جزاء في الدقيقة 86.
وتحتل إيطاليا المركز الثاني في المجموعة الأولى من دوري الأمم برصيد 6 نقاط خلف بولندا (7 نقاط) التي تلتقيها الأحد، قبل أن تحل على البوسنة والهرسك الأربعاء في الجولة الأخيرة.
واكتفت ألمانيا في ثوبها الجديد بالفوز 1- صفر على التشيك ودياً؛ لكنها أهدرت عديداً من الفرص، وفشلت في إثارة الإعجاب قبل مواجهتي أوكرانيا وإسبانيا في دوري الأمم الأوروبية.
ولجأ يواخيم لوف مدرب ألمانيا الذي أراح تشكيلته الأساسية قبل المواجهتين في دوري الأمم، إلى خطة 3- 4- 3، وأشرك فيليب ماكس ورايدل باكو لأول مرة. وسُجل هدف ألمانيا الوحيد عندما حول لوكا فالدشميدت تمريرة ماكس العرضية المنخفضة في المرمى في الدقيقة 13.