الشرطة الأميركية تستعد لاضطرابات وعنف محتملين أثناء الانتخابات

قبل ساعات من إجراء انتخابات الرئاسة الأميركية، أعلنت الشرطة استعدادها الكامل لأي اضطرابات أو أعمال عنف من المحتمل أن تقع في هذا الحدث المهم، مؤكدة أنها تحاول -رغم ذلك- بث الطمأنينة بين المواطنين، وعدم إخافتهم من الذهاب لمراكز الاقتراع.
وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فقد أجرت وكالات إنفاذ القانون تدريبات لأفراد الشرطة على عدد من السيناريوهات التي قد تقع في الانتخابات، من بينها احتمالية وقوع اشتباكات عنيفة بين أنصار جو بايدن ودونالد ترمب، وظهور مجموعات مسلحة، ووقوع هجوم إلكتروني أو هجوم بقنبلة.
إلا أن هذه الوكالات أكدت أنها تكافح قدر الإمكان لعدم تسبب نشر قوات الشرطة في إخافة الناخبين، وإبعادهم عن مراكز الاقتراع، وقد وجدوا أن الدوريات المتحركة المتكررة هي الخيار الأفضل.
وقال أندرو والش، نائب رئيس الأمن الداخلي في قسم شرطة مدينة لاس فيغاس: «إن جعل الناس يشعرون بالأمان وسط الانتخابات، دون خلق وجود شرطي علني يعد تحدياً كبيراً لجميع أقسام الشرطة».
ومن جهته، حذر المدعي العام في ولاية أوهايو، الجمهوري ديف يوست، من أنه لن يُسمح لأي شخص بخرق القانون، ومنع الناس من التصويت.
وفي الوقت نفسه، سعت كثير من السلطات القضائية إلى تحذير قوات الشرطة من الاعتداء على الناخبين بأي شكل من الأشكال.
فقد أصدر لاري كراسنر، المدعي العام في فيلادلفيا، مذكرة إلى قوات الشرطة، أكد فيها أنهم قد يواجهون السجن لمدة 5 سنوات في حال قيامهم بـ«ضرب أي ناخب بشكل غير قانوني، أو الاعتداء عليهم لفظياً في مراكز الاقتراع أو بالقرب منها».
وفي ولاية بنسلفانيا، المشهورة بكثرة عدد النشطاء اليساريين والجماعات اليمينية المتطرفة المسلحة بها، سيتم نشر قوات الشرطة بشكل مكثف، وكذلك الحال في ميشيغان وويسكونسن وفلوريدا وجورجيا وأوريغون.
وفي مدينة نيويورك، تنص القوانين المحلية القائمة منذ فترة طويلة على نشر ضابط واحد على الأقل في كل مركز من مراكز الاقتراع البالغ عددها 1.201، لكن المئات الآخرين سيكونون في وضع الاستعداد.
وقال قائد الشرطة بنيويورك تيرينس موناهان إن «الدرس المستفاد من المظاهرات الكبيرة التي وقعت بالولايات المتحدة هذا العام هو أنه ينبغي على الشرطة الوصول إلى أماكن الاضطرابات بشكل أسرع».
وأكد موناهان أنه تم تدريب الضباط بالولايات المختلفة على كيفية التصدي للفوضى العارمة، مشيراً إلى أن الانتخابات المقبلة تثير جدلاً ونزاعات حادة داخل البلاد.
ويرى بعض الخبراء أن أتباع اليمين المتطرف ينظرون إلى الانتخابات على أنها فرصة للتحريض على العنف، وتسريع هدفهم المتمثل في اندلاع حرب أهلية بالبلاد.
وقبل أيام، قال تقرير صحافي إن مكتب الحرس الوطني الأميركي أنشأ وحدة جديدة، تتكون في معظمها من رجال الشرطة العسكرية، للتعامل مع الاضطرابات المحتملة التي قد تقع يوم الانتخابات.
وأكد كين كوتشينيلي، القائم بأعمال نائب وزير الداخلية الأميركي، الأسبوع الماضي، لشبكة «سي إن إن» أن الشرطة «جاهزة للعمل حسب الحاجة»، لافتاً إلى أن وزارة الداخلية «ليس لديها أي معلومات استخباراتية حول وجود تهديد محدد باندلاع أعمال عنف».