تصعيد جديد في غزة يعزز فرضية مواجهة مع إسرائيل

صعد خرق جديد في قطاع غزة لاتفاق التهدئة الأخير، من فرضية اندلاع مواجهة قريبة في القطاع، وهو ما كانت تتوقعه أجهزة الأمن الإسرائيلية. وأطلق مسلحون صاروخاً من القطاع سقط في مستوطنة «نتيف هعستراه» المجاورة للحدود الشمالية لغزة، وذلك على الرغم من التهدئة التي تم التوصل إليها قبل أكثر من شهر.
وقالت قناة «13» العبرية، إن الصاروخ سقط في منطقة مفتوحة محاذية للجدار الأمني للمستوطنة، بعد أن دوت صفارات الإنذار في المنطقة. وأعلن الجيش الإسرائيلي عثوره على القذيفة التي أطلقت من قطاع غزة، وسقطت دون التسبب بأي أضرار أو إصابات. ويوم الاثنين الماضي سقطت قذيفة أخرى كانت أطلقت من غزة في المجلس الإقليمي «أشكول»، ورداً على ذلك قامت طائرة مسيرة إسرائيلية باستهداف موقع مراقبة لحركة «حماس» جنوب القطاع.
وهذا رابع خرق للتهدئة منذ وقعت اتفاقية التهدئة في الشهر الماضي، وهي خروقات تعزز التحذيرات الأمنية الإسرائيلية حول احتمال اندلاع مواجهة قريبة. وقال ضابط إسرائيلي لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن قطاع غزة يمثل الآن المسألة الأكثر إلحاحاً في أولويات الجيش الإسرائيلي الذي يستعد لاحتمال اندلاع مواجهة قريبة في القطاع.
وأكدت مصادر أمنية إسرائيلية، أن الوضع المالي السيئ في القطاع، إلى جانب الإحباط من تطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية وانتشار فيروس كورونا، وأيضاً الجهود المبذولة لإيجاد حل لقضية الأسرى لا تحدث أي اختراق، فإن التصعيد الفلسطيني أصبح مسألة وقت فقط.
وعملياً أبلغت قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، الجنود، أن يستعدوا لجولة قتال جديدة على جبهة قطاع غزة نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وجاء هذا التقدير على الرغم من وجود مباحثات حول تعزيز اتفاق التهدئة، وأنهى جولة تصعيد سابقة. واتفقت «حماس» وإسرائيل على وقف التصعيد مقابل إدخال أموال وجملة من التسهيلات للقطاع.
وجاء الخرق الجديد على الرغم من تقارير إسرائيلية حول مناقشات ولقاءات عقدت في الأسابيع الأخيرة بين الأجهزة الأمنية ومسؤولين قطريين بشأن الأموال التي تقدمها قطر إلى القطاع في محاولة «لضمان هدوء طويل الأمد».
وقالت تقارير إسرائيلية، إن هناك محادثات إسرائيلية - قطرية تجري في الأسابيع الأخيرة على مستويات مختلفة من أجل محاولة التوصل لاتفاق تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة.
وتضغط المؤسسة الأمنية الإسرائيلية باتجاه محاولة التوصل لتسوية طويلة الأمد مع «حماس» في القطاع، وتوسيع المشاريع والمساعدات المقدمة للسكان لحل الأزمة الاقتصادية والإنسانية هناك، وتحاول إسرائيل هذه المرة الوصول إلى خطة تؤدي إلى استخدام أكثر فعالية للتبرعات الخاصة بالمشاريع الكبيرة، بحيث لا يكون التركيز على شراء الهدوء لفترة قصيرة، ولكن وضع خطط طويلة المدى تحقق الاستقرار الأمني على مدى طويل.
وترى المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية أن تدهور الوضع الاقتصادي في غزة يمكن أن يضر بالاستقرار الأمني، وإلى جانب استكمال الخطط العملياتية لاحتمال تصعيد أمني في المستقبل القريب، فإنه يوجد فرصة لتسوية طويلة الأمد أيضاً. كما يعتقد الجيش الإسرائيلي أنه من المهم تنفيذ الخطط العملياتية بسرعة، طالما استمر الهدوء النسبي لغزة، وقبل أن تستأنف «حماس» هجماتها من أجل زيادة شروط مفاوضاتها مع قطر، والضغط للحصول على مساعدات اقتصادية أكبر على إسرائيل، كما هو الوضع في كل جولة تصعيد.