تركيا: القبض على «داعشية» فرنسية مدرجة على النشرة الحمراء

ألقت قوات الأمن التركية القبض على فرنسية من أصل تونسي تنتمي إلى تنظيم «داعش» الإرهابي مطلوبة من قبل السلطات الفرنسية في عملية أمنية في ولاية أضنة جنوب البلاد أمس (الجمعة). وذكرت مصادر أمنية أن مديرية الأمن في الولاية، تلقت معلومات بقدوم «سمية الريسي» (30 عاما)، العضو في تنظيم «داعش» والمدرجة على النشرة الحمراء للمطلوبين لدى السلطات الفرنسية إلى بلدة سيهان التابعة للولاية قبل 5 أشهر وأنها تحمل بطاقة هوية مزورة تشبه البطاقات التي تمنح للاجئين السوريين. وتم نقل الريسي، التي وصفتها السلطات الفرنسية بأنها «عضو خطير» في التنظيم الإرهابي، إلى مديرية الأمن للقيام بالإجراءات اللازمة. وقضت محكمة مناوبة في أضنة بحبسها، وهي أم لطفل واحد، على ذمة التحقيق. وسبق القبض على راشد الريسي، زوج سمية، في ولاية غازي عنتاب التركية عام 2016، وبعد أن أمضى في السجن نحو 5 أشهر تم ترحيله إلى خارج البلاد. وكانت السلطات التركية، بدأت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 ترحيل مقاتلي «داعش» الأجانب وأسرهم إلى بلادهم الأصلية، عقب مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في إدلب السورية في أكتوبر (تشرين الأول) في ضربة جوية أميركية. وتم ترحيل أكثر من 200 من هذه العناصر، وهناك نحو 900 آخرين ينتظرون في مراكز الترحيل.
في سياق متصل، انتقد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ازدواجية المعايير التي تتبعها بعض الدول في التعامل مع التنظيمات الإرهابية. وقال الوزير التركي، في اجتماع بعنوان «مكافحة الإرهاب في فترة وباء كورونا»، نُظم عبر الإنترنت بالتعاون بين منتدى أنطاليا للدبلوماسية، والمعهد الدولي للعدالة وسيادة القانون الذي يتخذ من مالطا مركزا له ليل الخميس - الجمعة، إنه «لا يمكن أن يُتخذ تنظيم إرهابي شريكا في مكافحة تنظيم إرهابي آخر، ولا يمكن لأي دولة تجاهل أي تنظيم إرهابي بسبب عدم تشكيله خطرا عليها. وحذر من احتمال استغلال التنظيمات الإرهابية ظروف تفشي وباء كورونا لتحقيق غاياتها، مشيرا إلى تعاظم هجمات تنظيمات مثل «داعش» و«القاعدة» في القارة الأفريقية. وأكد جاويش أوغلو وجوب تحقيق توازن بين الأمن والحريات والتمسك بالاستراتيجيات اللازمة لمكافحة الإرهاب، مضيفا أن الإرهاب يعتبر تهديدا مشتركا للعالم أجمع، وأن تمويل مكافحته تراجع بسبب تضرر الاقتصادات العالمية من كورونا. ولفت جاويش أوغلو إلى ضرورة عدم السماح للإرهابيين وأنصارهم باستغلال مبدأ حرية التعبير للترويج عن أفكارهم وتطلعاتهم، مؤكدا ضرورة التعاون والتضامن لمكافحة مصادر تمويل الإرهاب، وأن القضاء على الإرهاب لن يتحقق دون تضامن دولي صادق. وذكر أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي كافحت تنظيم «داعش» على الأرض في سوريا عبر قواتها المسلحة.