إسبانيا المتجددة تواجه البرتغال بقيادة رونالدو... وألمانيا تختبر تشكيلتها أمام تركيا

تتوقف المسابقات المحلية الأوروبية لتفسح المجال أمام المنتخبات لخوض جولة مباريات دولية ودية على مدار اليومين المقبلين، ضمن الاستعدادات لمنافسات دوري الأمم الأسبوع المقبل.
وتبرز من مباريات الجولة الودية اليوم، مواجهة المنتخب الإسباني مع نظيره البرتغالي حامل اللقب الأوروبي، وألمانيا مع تركيا، وفرنسا مع أوكرانيا، وإيطاليا ومولدوفا، وهولندا مع المكسيك وسويسرا مع كرواتيا، فيما تلعب غداً إنجلترا مع الجارة ويلز.
وبعد أكثر من عامين على تعادلهما المثير 3 - 3 في الدور الأول لنهائيات كأس العالم في روسيا، يجدد المنتخبان البرتغالي والإسباني الموعد اليوم في لشبونة لكن ودياً. وسيقود النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو فريق بلاده أمام منتخب إسبانيا المتجدد عن تلك المباراة التي تواجها بها في المونديال الروسي عام 2018 عندما سجل ثلاثية منتخب بلاده.
وحدهم المخضرمان القائد سيرجيو راموس، صاحب الرقم القياسي في عدد المباريات الدولية (170)، ولاعب الوسط سيرجيو بوسكيتس، وحارس المرمى دافيد دي خيا الذين يوجدون حالياً في صفوف إسبانيا ضمن التشكيلة التي خاضت مباراة المونديال في سوتشي.
وجددت إسبانيا دماءها بشكل جذري بعد خروجها من الدور ثمن النهائي لنهائيات كأس العالم التي شهدت إقالة مدربها جولن لوبيتيغي عشية انطلاقها، بسبب إعلانه تدريب ريال مدريد عقب العرس العالمي.
وكان التعاقد مع لويس إنريكي في يوليو (تموز) 2019 بمثابة نسمة منعشة للفريق الإسباني الذي لا يزال أسلوب لعبه يعتمد على التمريرات القصيرة المعروفة بـ«تيكي تاكا»، الذي قاده إلى القمة عبر التتويج بكأس العالم 2010 وكأس أوروبا 2008 و2012. ولا يتردد المدرب الجديد في استدعاء مزيد من اللاعبين الجدد في كل مباراة، وقال: «كل لاعب يتألق في صفوف فريقه سيتم استدعاؤه إلى صفوف المنتخب». ولم يتردد إنريكي في استدعاء نحو 50 لاعباً في 12 مباراة خاضها حتى الآن على رأس المنتخب الذي قدم عروضاً رائعة في الجولتين الأولى والثانية من النسخة الثانية لمسابقة دوري الأمم الأوروبية أمام ألمانيا (1 - 1) وأوكرانيا (4 - 0)، حيث تألق واعد برشلونة أنسو فاتي الذي يجسد الشباب والحيوية التي يسعى إليها المدرب.
وجدد إنريكي استدعاء الواعدين إريك غارسيا وميكل ميرينو وفيران توريس، فيما تغيب بعض العناصر الأساسية مثل جوردي ألبا وكوكي وساؤول نيغويز. في المقابل يتطلع رونالدو في سن الخامسة والثلاثين إلى ترصيع سجله الناصع الذي عزز غلته التهديفية معه الشهر الماضي، ببلوغه الهدف 101 بثنائيته في مرمى السويد (2 - صفر) في سبتمبر (أيلول).
وبات رونالدو على مشارف الرقم القياسي العالمي في عدد الأهداف الدولية والمسجل باسم الإيراني علي دائي (109 أهداف).
ولا يزال الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خمس مرات أحد أبرز العناصر الأساسية إن لم يكن النجم الأوحد في تشكيلة المنتخب البرتغالي الذي يقوده فرناندو سانتوس منذ 2014 الذي سيكون أمام إسبانيا على موعد من معادلة الرقم القياسي في عدد المباريات على رأس الإدارة الفنية لمنتخب بلاده، وهو 74 مباراة مسجلة حتى الآن باسم البرازيلي لويز فيليبي سكولاري.
وتضم تشكيلة المنتخب البرتغالي ستة لاعبين على الأقل بين المجموعة التي واجهت إسبانيا في المونديال الروسي، ما يدل على قوة المنتخب البرتغالي الذي يسيطر على القارة العجوز منذ عام 2016 عندما توج بلقب كأس أوروبا على حساب فرنسا المضيفة، أضاف إليه لقب بطل النسخة الأولى من دوري الأمم الأوربية العام الماضي على حساب هولندا.
وخسرت البرتغال أربع مرات فقط في مبارياتها الـ35 منذ التتويج القاري عام 2016، مع سبعة تعادلات ما يعد تحذيراً واضحاً لجيرانهم الإسبان.
ويلتقي المنتخبان الألماني والتركي اليوم في كولونيا في مباراة دولية ودية تقام وسط عودة أصداء «قضية أوزيل - غوندوغان» في 2018.
التقى اللاعبان الدوليان الألمانيان من أصول تركية مسعود أوزيل وإيلكاي غوندوغان بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان في لندن قبل نهائيات كأس العالم، وقاما بإهدائه قميصين موقَّعين لنادييهما آرسنال ومانشستر سيتي الإنجليزيين. وكتب غوندوغان على قميصه «إلى رئيسي» في مشهد أثار الرأي العام الألماني وانتقادات شديدة للاعبين، ليس فقط لإنكارهما لبلدهما، ولكن أيضاً وقبل كل شيء لإظهار دعمهما لرئيس دولة يُنتقد بسبب هجماته على الديمقراطية والقيم التي لا تتوافق مع قيم ألمانيا الحديثة.
وأكد أن غياب الجمهور عن مباراة اليوم سيقلل من حدة توتر الجماهير لطابعها العاطفي، حيث دائماً ما تكون تلك المباريات مقياس حرارة للعلاقات بين البلدين.
ومن المتوقع أن يجرب المدرب الألماني يواكيم لوف لاعبين جدد، مفضلاً إراحة أبرز نجومه لمباراتي دوري الأمم الأوروبية ضد مضيفته أوكرانيا السبت المقبل، وضيفته سويسرا الثلاثاء المقبل.
وسقطت ألمانيا في فخ التعادل في الجولتين الأولى والثانية من دوري الأمم وبنتيجة واحدة 1 - 1 أمام ضيفتها إسبانيا وسويسرا، حيث تحتل المركز الثالث في المجموعة الرابعة من المستوى الأول بفارق نقطتين خلف إسبانيا المتصدرة ونقطة واحدة خلف أوكرانيا، فيما تحتل سويسرا المركز الأخير بنقطة يتيمة.
ويلتقي المنتخب الإيطالي مع مولدوفا استعداداً لمباراتيه أمام المنتخبين البولندي والهولندي.
واستدعى روبرتو مانشيني المدير الفني للمنتخب الإيطالي ماركو سيلفستري حارس مرمى فيرونا لينضم إلى القائمة الدولية للمرة الأولى، فيما يعود المهاجمون أنجيلو أوغبونا ومانويل لازاري ودومينيكو بيراردي بعدما غابوا عن المنتخب منذ 2018، فيما يفتقد الفريق لجهود لورنزو إنسيني وأليكس ميريت وماتيو بوليتانو لاعبو نابولي بسبب خضوعهم للحجر الصحي، بعد اكتشاف حالتي إصابة بفيروس «كورونا» المستجد في صفوف النادي الجنوبي.
ويخوض المنتخب الهولندي اختباره الأول تحت قيادة مدربه الجديد فرانك دي بور اليوم، في المباراة الودية ضد المكسيك في أمستردام. وقال دي بور الذي حل مكان مواطنه رونالد كومان المنتقل إلى تدريب فريق برشلونة الإسباني: «المباراة ليست ذات أهمية كبيرة، لكنها ستكشف جوانب أريد تجربتها قبل المباراتين المقبلتين في دوري الأمم ضد البوسنة ثم إيطاليا». وأضاف: «هاتان المباراتان هما اللتان يجب أن نفوز بهما لتحسين مركزنا في تصنيفات الاتحاد الدولي (فيفا)، وهو الأمر الذي سيضعنا في موقع أفضل خلال قرعة تصفيات كأس العالم المقبلة».
وأوضح دي بور أن هدفه ليس التأهل فقط لنهائيات مونديال 2022، لكن أيضاً المنافسة على اللقب. ويتذكر دي بور جيداً أنه كان أحد مساعدي المدرب بيرت فان مارفيك من 2008 إلى 2010، عندما وصل منتخب هولندا إلى المباراة النهائية لكأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا وخسر بصعوبة أمام إسبانيا بهدف بعد وقت إضافي.
وتلعب فرنسا ضد أوكرانيا اليوم ودياً استعداداً لمواجهتي البرتغال وكرواتيا ضمن دوري الأمم الأوروبية الأسبوع المقبل.
واستدعى مدرب أبطال العالم ديدييه ديشامب لاعب وسط مانشستر يونايتد الإنجليزي بول بوغبا إلى منتخب فرنسا بعد غياب دام منذ العام الماضي، فيما أبقى على بديله الشاب الصاعد إدواردو كامافينغا بعدما بات أصغر لاعب يدافع عن ألوان المنتخب الفرنسي منذ 106 أعوام.
وكان من المقرر أن يعود بوغبا إلى منتخب «الديوك» مطلع الشهر الحالي، لخوض المباراتين الأوليين في المسابقة القارية، إلا أن موعد عودته تأجل بسبب إصابته بفيروس كورونا المستجد.
وارتدى لاعب وسط «الشياطين الحمر» الذي خاض 69 مباراة دولية قميص منتخب بلاده للمرة الأخيرة أمام أندورا منذ 16 شهراً ضمن تصفيات قارة أوروبا المؤهلة إلى كأس أوروبا 2020 التي تم تأجيلها إلى العام الحالي، إثر تداعيات جائحة «كوفيد - 19».
وفي ظل غياب بوغبا، دفع ديشامب ببديله الشاب كامافينغا أمام كرواتيا وصيفة بطلة العالم على ملعب «استاد دو فرنس» ضمن الجولة الثانية من منافسات دوري الأمم، ليصبح أصغر لاعب يشارك مع بلاده منذ 106 أعوام، وذلك عندما دخل في الشوط الثاني من المباراة التي انتهت بفوز فرنسا 4 - 2.
ودخل لاعب وسط رين البالغ من العمر 17 عاماً و303 أيام في الدقيقة 63 من مباراة شكلت إعادة لنهائي مونديال روسيا 2018، حين توجت فرنسا باللقب العالمي للمرة الثانية في تاريخها، بدلاً من نغولو كانتي، ما جعل لاعب الوسط المولود في أنغولا لأبوين من الكونغو أصغر من يرتدي قميص المنتخب منذ موريس غاستيجيه الذي كان يبلغ 17 عاماً و128 يوماً في 8 يناير (كانون الثاني) 1914 حين شارك ضد لوكسمبورغ.
وعلى غرار كامافينغا، يأمل لاعب وسط ليون حسام عوار (22 عاماً)، الذي استدعي مرة جديدة للفريق في أن يخوض مباراته الدولية الأولى في الاستحقاقات المقبلة، بعدما وقف فيروس كورونا حاجزاً أمام طموحاته في استدعائه الأول، حيث اضطر للتغيب مع بوغبا، فيما عانى ديشامب من إصابة حارس مرسيليا ستيف مانداندا ومهاجم باريس سان جيرمان كيليان مبابي بالفيروس لاحقاً.
ويستضيف المنتخب الإنجليزي نظيره الويلزي غداً، كما تلعب بلجيكا مع كوت ديفوار.