محتجون يواصلون إغلاق ميناء رئيسي في السودان احتجاجاً على اتفاق السلام

واصل مئات الأشخاص، اليوم (الاثنين)، إغلاق ميناء البحر الأحمر السوداني (بورتسودان) احتجاجاً على اتفاق سلام تاريخي وُقّع في نهاية الأسبوع، منددين باستبعادهم منه.
والمحتجون من قبائل البجا، وقد أثار غضبهم توقيع ممثلين لقبيلة بني عامر الاتفاق مع الحكومة. وتَعتبر قبائل البجا أن قبيلة بني عامر لا تمثّل غالبية سكان المنطقة، حسب ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
ومنذ الأحد، يغلق المحتجون أرصفة الميناء والطريق السريع الذي يربط بورتسودان، نقطة عبور غالبية السلع المستوردة من الخارج إلى مختلف أنحاء البلاد.
والاثنين، قال سيدي موسى، أحد منظمي التحرك الاحتجاجي لوكالة الصحافة الفرنسية: «نقوم بهذا التحرك، لأن أولئك الذين وقّعوا (الاتفاق) لا يمثّلون شرق السودان، ولأن النص لا يأخذ وجهة نظرنا في الاعتبار».
وقال رئيس نقابة هيئة الموانئ البحرية، عبود شربيني: «لن نسمح بعبور أي شيء ما لم تلب الحكومة مطلبنا، وتجمّد الاتفاق».
وهتف محتجون يرتدون جلابيب بيضاء تقليدية، وحاملين العصي والسيوف: «البجا حديد»، للدلالة على قوتهم وصلابتهم.
ولم تتدخل قوات الأمن، كما لم تبدِ الحكومة على الفور أي رد فعل.
ورحّب المجتمع الدولي بالاتفاق التاريخي الموقّع «السبت» في جوبا، واعتبره خطوة أساسية لإنهاء حرب مستمرة منذ عقود. ووقّعت الحكومة الاتفاق مع 5 حركات مسلحة و5 حركات سياسية، بوساطة من جنوب السودان. وكانت هذه الحركات قد خاضت تمرداً ضد نظام الرئيس عمر البشير، الذي أُطيح في العام 2019. لكن أبناء قبائل البجا اعترضوا على استبعادهم من الاتفاق.
وفي أغسطس (آب) الماضي، شهدت مدينة كسلا اشتباكات بين البني عامر والبجا على خلفية اعتراض هؤلاء على تعيين حاكم لولاية كسلا ينتمي إلى البني عامر.
وشهد شرق السودان في الأشهر الأخيرة مواجهات عنيفة بين جماعات عرقية تتنافس على مناصب سياسية. وتقود السودان حكومةٌ انتقالية تولّت السلطة بعد أشهر من إطاحة البشير. وهي تواجه صعوبات كبيرة في إعادة بناء الاقتصاد المنهك جراء عقود من النزاعات والعقوبات الأميركية.