تحذيرات تونسية من ارتفاع كبير في وفيات «كورونا»

كشفت حبيبة بن رمضان، الدكتورة المختصة في الطب الوقائي، عن أن تونس تعدّ اليوم البلد الثاني من حيث نسبة تطور فيروس «كورونا» وتسارع أعداد الإصابات يومياً على المستوى الدولي، وتوقعت أن تكون أعداد الوفيات «كبيرة وصادمة» في حال لم تتخذ السلطات إجراءات صارمة لإيقاف انتشار العدوى.
وتؤكد تصريحات كبار المسؤولين عن القطاع الصحي أن تونس دخلت مرحلة الخطر في حربها مع «كورونا» بسبب الانتشار المتسارع والكبير للفيروس بشكل غير مسبوق.
يذكر أن السلطات في تونس قررت اعتماد الحجر المُوجّه في بعض الأحياء وبعض المدن التي تعرف انتشاراً سريعاً للفيروس، علاوة على تشجيع العمل عن بعد، والتوجه نحو ردع المخالفين للإجراءات والبروتوكولات الصحية.
وفي هذا الشأن، كشفت نصاف بن علية، مديرة «المرصد التونسي للأمراض الجديدة والمستجدة»، عن أن السبب الرئيسي للوضع الذي وصل إليه الوباء هو غياب الالتزام الصارم بالإجراءات الوقائية ضد الفيروس، وعدم أخذ الموضوع بالجدية اللازمة. وعدّت أن التجمعات الليلية خلال حفلات الزواج والأعراس تقف وراء التفشي الكبير للفيروس، على حد تعبيرها.
في غضون ذلك، كشف سفيان مزغيش، المتحدث باسم الإدارة العامة للسجون والإصلاح (وزارة العدل)، عن إصابة 34 سجيناً و5 أعوان سجون بفيروس «كورونا»، وذلك بعد صدور نتائج 65 اختباراً من بين 132 اختباراً أُجريت الأحد. وأفاد بأن المصابين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة، وبأنهم لا يحملون أي أعراض مرضية، وبأن حالتهم الصحية عادية ووضعهم مستقر، وسط تشديد إجراءات البروتوكول الصحي الخاص بالسجون، وتكثيف التعقيم والتنظيف بالتنسيق مع وزارة الصحة التونسية.
وارتفع عدد الإصابات المؤكدة بالوباء في تونس إلى 17 ألفاً و405 حالات، وتماثل 5032 مصاباً للشفاء، وسجلت وفاة 246 مصاباً، وما زال الوضع الوبائي متسماً بارتفاع حصيلة المرضى المقيمين بالمستشفيات إلى أكثر من 200 مصاب، جلهم يتلقون العلاج ولا يرقدون بأسرة الإنعاش. وفي ظل استمرار الارتفاع القياسي للإصابات، تتجلى مخاوف حقيقية من احتمال عجز القطاع الصحي عن توفير خدمات الإنعاش، التي لا يتجاوز عددها 400؛ خصص منها 100 فقط لفائدة مرضى «كورونا».