استبعاد طالبة أميركية من مباراة للكرة الطائرة بسبب الحجاب

ذكر تقرير صحافي أنه تم استبعاد طالبة رياضية في مدرسة ثانوية بولاية تينيسي الأميركية من مباراة في الكرة الطائرة، بسبب ارتدائها الحجاب، مما دفع إلى المطالبة بتغيير القاعدة على مستوى الولاية.
نجاح عقيل، طالبة في مدرسة «فالور كوليغيت» في ناشفيل، كانت تستعد لمباراة يوم 15 سبتمبر (أيلول) الحالي، عندما قال مدربها إن الحكم رفض السماح لها باللعب بسبب حجابها.
واستشهد الحكم بقاعدة في «دفتر القضايا» (كتاب للقواعد الرياضية الخاصة باللعبة في الولاية) تتطلب من الرياضيين الذين يرتدون الحجاب أن يحصلوا على تصريح من الرابطة الرياضية لطلاب مدارس ولاية تينيسي (تي إس إس إيه إيه).
وتقول عقيل (14 عاماً)، في تصريحات لشبكة «سي إن إن» الأميركية، إنها لا تملك هذا التصريح، لكنها لم تكن مشكلة في المباريات السابقة.
وفي مواجهة خيار خلع حجابها، أو البقاء خارج المباراة، قررت نجاح عدم اللعب، وعدم التخلي عن الحجاب.
وتابعت عقيل: «كنت أشعر بالغضب والحزن والصدمة أيضاً لمجرد أنني لم أسمع بهذه القاعدة من قبل. القاعدة ليس لها علاقة بأن تكون في (دفتر القضايا). إنها تخص الحجاب. لا أفهم لماذا أحتاج إلى الموافقة على ارتداء الحجاب عندما يكون جزءاً من ديني».
وقالت كاريسا نيهوف، المديرة التنفيذية للاتحاد الوطني لرابطات المدارس الثانوية الحكومية (إن إف إس أتش)، التي تضع قواعد المنافسة لمعظم رياضات المدارس الثانوية الأميركية، لشبكة «سي إن إن»، إن إرشادات الزي الموحد ليست قواعد صارمة، ويمكن للولايات أن تضع استثناءات. وتابعت: «نشعر بالحزن الشديد، ونأسف بشدة لاستبعاد الشابة من المباراة لارتدائها الحجاب. كان يجب على البالغين إظهار المزيد من الحس السليم. النهج الصحيح الذي كان يجب على الحكم اتباعه هو السماح للشابة باللعب والإشارة بعد المباراة إلى أنها بحاجة إلى إرسال تصريح في المرة المقبلة».
وذكرت الشبكة الأميركية أن الاتحاد الوطني لرابطات المدارس الثانوية الحكومية (إن إف إس إتش) يضع قواعد محددة بشأن الزي الرسمي، ووفقاً لكتاب القواعد أو «دفتر القضايا»، يجب أن «يحصل اللاعب على إذن من الاتحاد لارتداء الحجاب أو أنواع أخرى من العناصر لأسباب دينية، لأنه خلاف ذلك غير قانوني».
وتابعت نيهوف أن الاتحاد الوطني يستعد لإدخال طريقة جديدة في دفتر الملاحظات الخاص به فيما يتعلق بالحجاب حتى لا تكون مشكلة في المستقبل، ما لم يشكل خطراً على اللاعب أو الرياضيين الآخرين.
وقال كاميرون هيل، المدير الرياضي في أكاديمية «فالور كوليغيت» لشبكة «سي إن إن»، «إن المدرسة لم تكن على دراية بالقاعدة التي تمنع الطالبة عقيل من اللعب»، وانتقد التمسك بالقاعدة معتبراً أنها «قديمة وظالمة».
وقالت هيل: «نريد من دولتنا أن تفهم أنه لا حاجة للمرأة المسلمة للحصول على إذن لارتداء الحجاب. هذه القاعدة تمييزية وغير عادلة. إننا نتضامن مع جميع علمائنا وعائلاتنا وحرياتهم في التعبير عن دينهم بحرية وعلانية».
ومن جهتها، قالت سابينا محي الدين، المديرة التنفيذية للمجلس الاستشاري الإسلامي الأميركي، إنها تساعد عائلة عقيل في حل هذه المسألة. وتقول إنها قضية حقوق دستورية.
وأردفت محي الدين في بيان: «لماذا يجب أن يكون لدى الفتيات المسلمات، اللواتي يرغبن في اتباع حقهن المحمي دستورياً، حاجز إضافي للمشاركة الكاملة في الرياضة في ولاية تينيسي؟».
وأردفت: «تم استخدام هذه القاعدة لإهانة طالبة تبلغ من العمر 14 عاماً أمام أقرانها. كان أقل ما يقال عنها صدمة. لدينا فتيات مسلمات في جميع أنحاء الولاية يمارسن الرياضة. لا ينبغي أن توجد الحواجز الدينية لممارسة الرياضة في هذا العصر. هذه القاعدة شبيهة بإخبار الفتيات المسلمات أنهن بحاجة إلى إذن ليصبحن مسلمات».
وفي رسالة إلى محي الدين، قال محامي الرابطة الرياضية لطلاب مدارس ولاية تينيسي (تي إس إس إيه إيه) إن قواعدها «ليست مكتوبة بقصد التمييز ضد أي شخص»، وبدلاً من ذلك، تم كتابتها بشكل عام بحيث لا تثقل كاهل مسؤولي اللعبة «بعدد كبير من القرارات المخصصة حول ما هو مسموح به أو غير مسموح به، وهو وضع غير عملي تماماً من شأنه أن يؤدي إلى تمييز تعسفي».
وقال المحامي ريتشارد كولبير، إنه كان من الممكن السماح لنجاح باللعب لو لم يطبق الحكم القاعدة، أو طلب مدربها إذن الرابطة الرياضية لطلاب مدارس ولاية تينيسي (تي إس إس إيه إيه) أولاً.
وأرسل برنارد تشايلدريس، المدير التنفيذي للرابطة الرياضية لطلاب مدارس ولاية تينيسي (تي إس إس إيه إيه)، في وقت لاحق، بياناً لشبكة «سي إن إن» قال فيه إن الجمعية ستطلب من مجلسها التشريعي إصدار استثناء من قاعدة الحجاب.