غرامات وفقدان وظائف وسجل جنائي ملطخ... متظاهرو «حياة السود مهمة» يعانون

أدت المظاهرات ضد العنصرية وعنف الشرطة التي اندلعت عقب مقتل المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد على يد ضابط أبيض، إلى اعتقال الآلاف من المتظاهرين التابعين لحركة «حياة السود مهمة».
وبحسب مجلة «التايم» الأميركية، فقد أكدت منظمة «كراود كاونتينغ كونسورسيوم» المستقلة التي تجمع البيانات من التقارير الإخبارية وقوع أكثر من 7600 عملية اعتقال في الولايات المتحدة خلال شهري مايو (أيار) ويونيو (حزيران)، في حين أشارت حصيلة نشرتها وكالة أنباء «أسوشييتد برس» إلى أن هناك أكثر من 10 آلاف متظاهر تم اعتقالهم في الأيام العشرة الأولى فقط بعد وفاة فلويد.
وشارك نحو 23 مليون شخص في جميع أنحاء الولايات المتحدة في مظاهرات فلويد، وفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة «سيفيس» في منتصف يونيو.
لكن فيما يتعلق بالاعتقالات، فقد كان للمواطنين السود النصيب الأكبر منها مقارنة بأقرانهم البيض.
وقد أظهر تحليل لسجلات أقسام الشرطة، أنه من بين 2172 شخصاً اعتقلتهم إدارة شرطة شيكاغو في الفترة من 29 مايو إلى 31 مايو، كانت نسبة السود أكثر من 70 في المائة.
وفي أتلانتا، كان 48 من أصل 82 شخصاً، تم اعتقالهم في الفترة نفسها في سجن مقاطعة فولتون، من السود.
وقال أنغيلو سانديغ، وهو أحد المواطنين السود الذين اعتقلوا بتهمه خرق حظر التجوال أثناء المشاركة في الاحتجاجات، إنه كان «جالساً على الرصيف مكبل اليدين»، حين سار عدد من المارة البيض أمامه دون أن توقفهم الشرطة، على الرغم من أنهم خرقوا حظر التجوال مثله.
وتابع سانديغ «عندما ذهبت إلى السجن، كان جميع السجناء الخمسة والعشرين في زنزانتي من السود. فأيقنت حينها أن الشرطة اعتقلتني فقط لأنني أسود اللون».
وأيدت كوريشيا كامبل، وهي مواطنة سوداء أيضاً، كلام سانديغ، مؤكده أن لون بشرتها لعب دوراً في اعتقالها.
وأضافت «في 30 مايو، أثناء مظاهرة في جاكسونفيل بفلوريدا، كنت جالسة على الأرض بجانب صديقة بيضاء كانت تشارك في الاحتجاجات أيضاً. وقد قام رجال الشرطة بدفع صديقتي جانباً في الوقت الذي سحبوني فيه وكبلوا يدي واعتقلوني».
وأكدت كامبل أن امرأة واحدة من أصل ثمانية في زنزانتها كانت بيضاء، مضيفة «من الصعب حقاً عدم التفكير في الأمر على أنه تصنيف عرقي».
وقال محامي الدفاع الجنائي في أورلاندو، جيمس سميث، إن «التفاوت العرقي في اعتقالات الاحتجاج ليس مفاجئاً. من المرجح أن يتم القبض على الأميركيين السود بشكل عام وإدانتهم والحكم عليهم بالسجن لفترات أطول بكثير من الأميركيين البيض».
ويواجه المعتقلون عواقب مروعة لمشاركتهم في الاحتجاجات، بما في ذلك فرض غرامات باهظة عليهم وفقدانهم لوظائفهم، بالإضافة إلى تلطخ سجلهم الجنائي، الأمر الذي قد يؤثر على قدرتهم على الحصول على السكن والوظائف والتراخيص المهنية.
وتقول بيث أفيري، وهي محامية كبيرة للموظفين في مشروع قانون العمل الوطني، إن الاعتقال يؤثر على حياة السود المهنية وفرص توظيفهم بشكل أكبر بكثير من تأثيره على البيض.
وتابعت «المتظاهرون السود والإسبان سيكونون الأكثر تضرراً على المدى الطويل إذا تم اعتقالهم في المظاهرات».
ومن جهته، قال جون فيليبس، محامي الحقوق المدنية في فلوريدا، إن الكثير من المتظاهرين الذين يسيرون في الاحتجاجات لديهم انطباع خاطئ بأن التهم التي تم إلصاقها بهم ستختفي من السجلات الجنائية بمجرد تبرئتهم منها، وهو أمر غير صحيح.
وأضاف «في الواقع، تظل الاعتقالات في السجلات الجنائية في معظم أنظمة المحاكم في الولايات؛ الأمر الذي يعرض المتظاهرين لسنوات من النكسات».
وقتل فلويد في 25 مايو على يد شرطي أبيض ضغط بركبته على عنقه حتى الموت؛ ما أشعل مظاهرات في أنحاء البلاد، ووصلت إلى دول عدة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.