اختبار للتذوق يتنبأ بمدى شدة الإصابة بـ«كورونا»

توصلت دراسة جديدة إلى أن اختبار التذوق قد يكون قادراً على التنبؤ إذا أصيب الشخص بفيروس «كورونا» الجديد. ووجد الباحثون صلة بين مدى جودة تذوق الشخص بعض النكهات المُرّة، والقدرة على محاربة التهابات الجهاز التنفسي.
وكان الأشخاص غير القادرين على اكتشاف بعض النكهات المرة أكثر عرضة لخطر الإصابة بأعراض «كوفيد19» الشديدة والحاجة إلى دخول المستشفى.
ويقول الفريق، من مستشفى «باتون روج جنرال» في ولاية لويزيانا الأميركية، إن الاختبار يمكن أن يساعد في تحديد السكان المعرضين للخطر ومساعدتهم على «اتخاذ خيارات أكثر استنارة حول المكان الذي يذهبون إليه وكيف يتفاعلون مع الآخرين»، وفقاً لما نقلته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وقال الدكتور هنري برهام، اختصاصي الأنف في «باتون روج جنرال» في بيان: «كما نعلم الآن، فإن فقدان حاستي التذوق والشم من الأعراض المميزة لـ(كوفيد19)».
وتابع برهام: «دفعنا هذا الارتباط إلى إلقاء نظرة فاحصة على كيفية ارتباط مستقبلات التذوق لدى الشخص بالاستجابة المناعية لجسمه لـ(كوفيد19). هناك 5 مستقبلات تذوق تسهل الإحساس بالطعم: حلو، ومالح، وحامض، ومر، أومامي (لاذع خفيف)».
ووجد بحث سابق ارتباطاً بين هذه المستقبلات وكيفية استجابة الشخص لالتهابات الجيوب الأنفية والجهاز التنفسي.
ووجدت دراسة أجريت عام 2012 أن مركبات البكتيريا تنشط مستقبلات الطعم الحلو في الجيوب، مما يسمح للعدوى بالانتشار.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة أجريت عام 2015 أن وجود كمية متنوعة من مستقبلات الطعم المر يلعب دوراً في التعرض للعدوى.
ومع ذلك، يقول برهام إن دراسته هي الأولى التي توضح بالتفصيل كيف يمكن لمستقبلات طعم معينة أن تكشف عن نوع المناعة الذي يتمتع به الشخص ضد فيروس «كورونا».
وبالنسبة للدراسة الجديدة، المنشورة في «المنتدى الدولي للحساسية وأمراض الأنف»، قام الفريق بإجراء الاختبارات على المرضى الذين ثبتت إصابتهم بـ«كوفيد19» وتعافوا، وتم إعطاؤهم جميعاً 4 شرائط ورقية صغيرة واحدة تلو الأخرى وسُئلوا عما إذا كان طعمها مراً أم حلواً، وما إذا لم يكن طعمها مثل أي شيء، كما طُلب من المشاركين الإبلاغ عن مدى شدة الطعم، مثل المرارة الخفيفة.
واعتماداً على إجاباتهم، وُضع المرضى في واحدة من 3 مجموعات: غير المتذوقين، أو المتذوقون الفائقون، أو المتذوقون.
أما بالنسبة لـ«غير المتذوقين»، الذين يشكلون 25 في المائة من المجموع، فلم يتمكنوا من اكتشاف نكهة مرة معينة، مما يعرضهم لخطر الإصابة بأعراض أكثر شدة من «كورونا».
ويمكن لـ«المتذوقين الفائقين»، الذين يشكلون أيضاً 25 في المائة، التقاط كميات صغيرة جداً من النكهات المرة وغالباً ما تكون من دون أعراض.
وفي الوقت نفسه، من المحتمل أن يعاني الباقون، المصنفون على أنهم «متذوقون»، من أعراض خفيفة إلى متوسطة لا تتطلب دخول المستشفى.
ويقول الباحثون إن النتائج يمكن أن تساعد الأطباء في فهم أفضل لسبب تأثر الناس بشكل مختلف بالفيروس، وتسمح للأشخاص المعرضين لخطر كبير باتخاذ قرارات أكثر استنارة حول أفضل السبل لحماية أنفسهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد في تحديد الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض حتى يتمكنوا من عزل الفيروس وعدم نشره.