مصر: اكتشاف 14 تابوتاً فرعونياً في بئر دفن جديدة بسقارة

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، اليوم الأحد، اكتشاف 14 تابوتاً فرعونياً مغلقاً بمنطقة آثار سقارة في الجيزة (غرب القاهرة)، داخل بئر دفن عميقة، ليصل عدد التوابيت المكتشفة بالمنطقة خلال أسبوع واحد إلى 27 تابوتاً، إذ أعلنت الوزارة الأسبوع الماضي اكتشاف 13 تابوتاً آدمياً مغلقاً في بئر دفن عمقها 11 متراً، يبلغ عمرها نحو 2500 عام.
وتُظهر صور الكشف مجموعة من التوابيت الخشبية الملونة، موضوعة داخل نقشات بعضها فوق بعض. وأكدت وزارة الآثار، في بيان، أنها «لم تُفتح من قبل»، وأنه «يوجد المزيد منها لم يُكتشف بعد»، مرجحة «احتمال العثور على المزيد من التوابيت داخل النيشات الموجودة بجوانب الآبار، التي عُثر بها على عدد من اللقى الأثرية والتوابيت الخشبية».
وتواصل البعثة الأثرية عملها في الحفائر ودراسة التوابيت لتحديد هوية ومناصب أصحابها، وعلاقتهم بمنطقة سقارة التي كانت مسرحاً لعدة اكتشافات أثرية على مدار العامين الماضيين، أبرزها، جبانة الحيوانات المقدسة، وورشة التحنيط.

وترجع تسمية المنطقة إلى إله الجبانة «سوكر»، وهي إحدى المناطق الموجودة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو منذ عام 1979، ومن أشهر آثارها هرم زوسر المدرج أول بناء حجري في التاريخ.
وقال الدكتور صبري فرج، مدير منطقة آثار سقارة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «منطقة آثار سقارة هي منطقة غنية بالآثار، وما زالت تبوح بأسرارها، حيث لم يُكتشف من آثارها حتى الآن سوى الثلث»، موضحاً أن «منطقة حفائر البعثة المصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيري، شهدت اكتشافات متوالية على مدار الفترة الماضية، وما زالت الحفائر مستمرة لاكتشاف المزيد».
وبدأ العمل في المنطقة في أبريل (نيسان) 2018، وشهدت عدداً من الاكتشافات، كان آخرها في أبريل الماضي، حين اكتُشفت 5 توابيت حجرية مغلقة ودفنات آدمية ترجع للعصر المتأخر، في بئر عمقها 11 متراً.
وتعد منطقة سقارة الأثرية من المناطق المهمة جداً من حيث الاكتشافات الأثرية، حيث تم اكتشاف خبيئة للحيوانات والطيور المحنطة، وبعض الأشياء النادرة الأخرى التي لم يتم الكشف عنها في أي مكان في العالم، مثل الجعران المحنط وشبل الأسد وحيوان النمر، والنسناس.

وفي سياق منفصل استقبل المتحف المصري الكبير بميدان الرماية (غرب القاهرة) ألفي قطعة أثرية من المتحف المصري بالتحرير، والمخزن المتحفي بتل اليهودية، ومنطقة آثار الهرم، بينها قطع من آثار الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، من المقرر عرضها في المتحف الكبير المقرر افتتاحه العام المقبل.
وقال اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على المتحف الكبير والمنطقة المحيطة، في بيان صحافي اليوم، إن «المتحف الكبير استقبل حتى الآن 54 ألف قطعة أثرية»، مشيراً إلى أنه «من أهم القطع التي وصلت إلى المتحف مؤخراً عمودان من الجرانيت الوردي للملك رمسيس الثاني يبلغ ارتفاع كل منهما 6 أمتار، ويزن كل عمود 13 طناً، من المقرر وضعهما على الدرج العظيم، ليكونا آخر العناصر المعمارية الضخمة في هذا المكان».
ومن بين القطع الأثرية التي وصلت المتحف 54 قطعة أثرية من مجموعة الملك توت عنخ آمون، حسب الدكتور الطيب عباس، المدير العام للشؤون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، الذي أوضح أن «هذه القطع تضم مجموعة من الحلي والقلائد الذهبية، وتمثالاً من الخشب المذهب يصور الملك توت عنخ آمون واقفاً على ظهر فهد، وساقه اليسرى متقدمة على اليمنى، ممسكاً بعصا في يد، وبمذبة في اليد الأخرى، ومرتدياً التاج الأبيض لمصر العليا».
وتنتمي القطع التي تسلمها المتحف إلى عصور مختلفة، من عصر الدولة القديمة، وحتى الدولة الحديثة، من بينها تمثال مزدوج لكاتب معبد آتون في تل العمارنة المدعو «مري رع»، الذي تغير اسمه بعد ذلك إلى «مري آتون»، نقشت على ظهره مجموعة من الدعوات والألقاب.
وقال الدكتور عيسى زيدان، المدير العام اللشؤون التنفيذية للترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، إن «القطع الأثرية الخاصة بالملك توت عنخ أمون تم إدخالها إلى معمل ترميم الأخشاب، ومعمل ترميم الآثار غير العضوية، حيث ستخضع إلى أعمال الترميم والصيانة من قبل فريق عمل متخصص من مركز الترميم لتكون جاهزة للعرض عند افتتاح المتحف».