الهلال و«كورونا»

من حق الجميع أن يتحدثوا بشأن عام، وكرة القدم شأن عام، كما نادي الهلال بشخصيته وتاريخه وإنجازاته ومكانته هو شأن عام، ليس للسعوديين فقط، بل للملايين في الخليج والوطن العربي من عشاق هذا النادي، ولكن ليس من حق أحد توجيه اتهامات دون أدلة ولا حتى الإيحاء بأن هناك إهمالاً أو عدم حرص مما تسبب بإصابة سبعة من لاعبي الزعيم بفيروس كورونا آخر ياسر الشهراني ولست مع إثارة الأسئلة والتكهنات والاستنتاجات غير المرتكزة على أي وقائع، بل أنا مع التساؤلات الهادئة التي أجاب عن بعضها الهادئ الواثق سعود كريري (المصاب هو نفسه بـ«كورونا») وفند كل شيء باليوم والساعة ولكن البعض ينسون أنك يمكن أن تجري فحصاً وتخرج نتيجتك سلبية وبينما تتسلم النتيجة ممكن أن تفتح باباً ملوثاً أو تشتري من سوبر ماركت سلعة سبق ولمسها مصاب بـ«كورونا» أو أن تلمس نقوداً تحتوي على الفيروس أو تركب مصعداً مع شخص عطس أمامك وممكن مليون سبب حتى تصاب بفيروس لا يرى بالعين المجردة رغم كل الاحتياطات التي أخذتها، فما بالكم بفريق بتدرب ويحتك ويلعب ويختلط بلاعبين آخرين ويسافر ويركب الطائرات ويلمس أوراقاً ويجلس في أماكن قد تكون فيها بقعة صغيرة لم يتم تعقيمها، وبالتالي الله وحده يعلم من أي لقط اللاعبون الفيروس وليس لأنهم كانوا في حفل مثلاً وأتوقع أن الغالبية شاهدوا رد سعود ولكن المطلوب عندما يصاب إنسان بمرض مرعب لا يعرف العلم حتى الآن علاجاً له أن يجد السند والاحتواء قبل التساؤلات والعتاب فالإصابة بفيروس ليست (خطيئة ولا عيباً) وكل واحد منا معرض للإصابة حتى لو حجر نفسه بعيداً عن العالم، فربما تأتيه الإصابة من أحد أفراد عائلته المختلطين بشخص مصاب. وطالما الكل معرض للإصابة لذلك أخطأ الـ«فيفا» والاتحاد الآسيوي في وضع ضوابط وأرقام للعدد المسموح به بالتبديل أو الباقين حتى يجبر فريق على اللعب، فشخص واحد مصاب سجل هدفاً يمكن أن يعدي كل فريقه لو عانقوه ولا يمكن منع اللاعبين من الاحتفال، لأنه أمر عفوي وطبيعة إنسانية، والإنسان ليس آلة ولا جهاز كومبيوتر يمكن برمجته، ولهذا أتفق مع ما غرد به الكابتن سامي الجابر حين قال: «السؤال للاتحاد الآسيوي الذي وضع شرطاً يجبر الفريق معه استكمال التصفيات في حال وجود 13 لاعباً وحارس مرمى، أليس من الأفضل أيضاً لضمان الفرص المتساوية أن يتاح للفرق إدراج أسماء بديلة كون الغياب يأتي لظروف قاهرة؟؟»
أليس الأفضل فتح باب التبديلات والتعويضات بدلاً من الانسحابات كما حدث مع الوحدة الإماراتي مثلا؟؟؟
نعم لعب الهلال أمام باختاكور الأوزبكي ناقصاً عشرة لاعبين وبقائمة احتياط من دون حارس مرمى ومع هذا كان عملاقاً كما عهدناه وكاد أن يفوز ولم يخسر وتأهل ولكن ليس كل الأندية مثل الهلال لديها دكة مثل الأساسيين.