روحاني يأمر بـ«مشاورات» لمنع تقارير إعلامية عن تفشي «كورونا» في المدارس

أمر الرئيس حسن روحاني، «اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا» بإجراء مشاورات مع وسائل الإعلام لمنع نشر أخبار عن تفشي الوباء في المراكز التعليمية، واصفاً التقارير بـ«المزيفة» و«التكهنات». وبالتزامن، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية، أمس، وفاة 176 شخصاً خلال 24 ساعة جراء فيروس «كوفيد - 19».
وقال الرئيس حسن روحاني، في تعليق على تقرير حول زيادة عدد الإصابات وارتفاع حالات الدخول إلى المستشفيات، إن «الإحصائيات تدل على صحة القرارات والبرتوكولات التي أقرّتها لجنة مكافحة (كورونا) حتى الآن وأبلغت للتنفيذ».
ونقل موقع الرئاسة الإيرانية عن روحاني قوله خلال الاجتماع الأسبوعي مع كبار المسؤولين في «اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا»، إنه «يجب ضمن الاستفادة من الخبرات المكتسبة للتنفيذ الصارم لقرارات لجنة مكافحة (كورونا)، خاصة فيما يخص تجنب السفر والتجمعات غير الضرورية، والتأكيد على الالتزام الصارم بالتعليمات الصحية، أن تأخذ هذه النقاط بعين الاعتبار في مراسم الأربعين (الحسيني)».
وجاءت تصريحات روحاني بعدما صرح وزير الصحة الإيراني، سعيد نمكي، أول من أمس عن قفزة جديدة في عدد الإصابات وحالات الدخول إلى المستشفيات، وهو ما اعتبرته جهات عدة دخولاً إلى موجة ثالثة، وذلك بعد أسبوعين من عطلة شهدتها إيران بمناسبة عاشوراء، وانتهت بافتتاح الموسم الدراسي الجديد في البلاد.
وتأكيد روحاني على إقامة مراسم الأربعين لمناسبة عاشوراء يأتي بعد يومين من إعلان وزارة الداخلية الإيرانية مسيرة سنوية تسيّرها السلطات الإيرانية إلى كربلاء والنجف لإحياء المراسم.
من جانب آخر، دافع روحاني عن قرار إعادة افتتاح المدارس والمراكز التعليمية، قائلاً إن «حفظ سلامة طلبة المدارس والجامعات أولويتنا؛ ومن أجل هذا تقام الحصص الدراسية وفق ظروف المناطق بصورة حضورية وغير حضورية».
ومع ذلك، قال روحاني إنه «لا توجد إحصائية دقيقة بعد عن نسبة الإصابات في المراكز التعليمية»، ووصف التقارير بأنها «غير صحيحة، وأغلبها تكهنات».
وكلف روحاني القسم الإعلامي والدعائي في اللجنة إجراء مشاورات مع وسائل الإعلام لـ«التذكير بآثار هكذا أخبار مزيفة على سلامة الأسر والتشويش على المجتمع.
وقبل الاجتماع، أعرب روحاني عن أمله بأن تتخطى بلاده «الأوضاع الصعبة التي تمر بها»، وقال «مع بداية فصل الخريف واحتمال تفشي فيروس الإنفلونزا إلى جانب (كورونا)، ومشكلات أخرى نواجهها، سنتخطى هذه الأشهر الخطيرة بفخر».
ومنذ تفشي جائحة كورونا يظهر الرئيس الإيراني عبر الفيديو أسبوعياً لافتتاح مشاريع حكومية، عادة تفتتح على يد مسؤولين محليين في أنحاء البلاد.
وافتتح روحاني أمس 1400 سرير طبي موزعة على مدن عدة، معلناً عزم حكومته على افتتاح أكثر من 10 آلاف سرير طبي وتجهيز وتحديث المستشفيات في البلاد.
من جانب آخر، أعلنت هيئة صلاة الجمعة إقامة الصلاة اليوم في كل المدن الإيرانية، خاصة مدن محافظة طهران. وقالت وزارة الصحة، إن 2815 حالة إضافية تم تشخيص إصابتها بالفيروس؛ ما رفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 413149 شخصاً.
وأظهرت بيانات وزارة الصحة استمرار ارتفاع عدد حالات الدخول إلى المستشفيات، وبلغت حسب الأرقام الرسمية 1628 حالة خلال 24 ساعة، في وقت وصلت الحالات الحرجة في غرف العناية المركزة إلى 3848 حالة، أما حالات الوفيات فارتفعت إلى 23808 أشخاص بعد 176 حالة إضافية.
وأبقت وزارة الصحة على 28 من أصل 31 محافظة في الوضع الأحمر وحالة الإنذار.
ولا تزال طهران ضمن 13 محافظة في الوضع الأحمر. في حين تستمر 15 محافظة في حالة الإنذار. وأعلن نائب الشؤون الاجتماعية في بلدية طهران، عن افتتاح 24 مركزاً لإجراء فحوص بين الأطفال العاملين في شوارع العاصمة الإيرانية، وفق ما ذكرت وكالة «إيسنا» الحكومية.
وقالت بلدية طهران، إنها بدأت العمل منذ أمس، وتواصل حتى نهاية تفشي جائحة كورونا.
ويدير المراكز التابعة لبلدية طهران قسماً خاصاً بتعليم الأطفال الذين يفترشون شوارع العاصمة لتوفير لقمة العيش.
ولا توجد إحصائيات دقيقة للأطفال المشردين أو من يعملون في شوارع طهران، لكن صحفاً إيرانية نقلت العام الماضي عن مسؤول في منظمة الرفاه، أن العدد يقدر بأربعة آلاف.
اقتصادياً، انتقد أمين هيئة شركات الطيران تسهيلات بنكية وعدت بها الحكومة لتعويض الخسائر الناجمة عن جائحة كورونا. ونقلت وكالات عن مسعود أسعد ساماني قوله، إنه «لا تزال التسهيلات تعاني من شروط عجيبة وغريبة للبنوك»، لافتاً إلى أن وثائق المطلوبة تكلف الشركات «مليارات التومان».
وقال المسؤول الإيراني، إن البنوك اشترطت تسجيل الطائرات في سجلات رسمية، في حين أن شركات الطيران الداخلية «مسجلة لدى منظمة الطيران الإيرانية».