منع عميل سري من الشهادة في قضية «زعيم داعش بألمانيا»

منذ 3 سنوات يمثُل «أبو ولاء العراقي» أو «زعيم داعش بألمانيا»، أمام محكمة في مدينة تسيله بولاية شمال الراين فستفاليا، حيث يواجه اتهامات بالانتماء إلى تنظيم إرهابي، وتجنيد شبان وإرسالهم إلى مناطق الحروب للقتال إلى جانب «داعش». ومنذ بدء محاكمته ومحامو الدفاع الذين يعملون معه ومع المتهمين الثلاثة الآخرين إلى جانبه، يعملون على كشف هوية «العميل السري» الذي كان يعمل مع الشرطة الألمانية وتمكن من التسلل إلى داخل الجماعات المتطرفة في ألمانيا، وبفضله نجحت الشرطة بالقبض على «أبو علاء» و3 متهمين آخرين معه. والشهر الماضي، أعلن محامو الدفاع أنهم نجحوا في تحديد هوية هذا العميل الذي كان حتى الآن يعرف فقط باسم «مراد جم». وكشفوا عن أنهم تقدموا بطلب لاستدعائه ليمثُل أمام المحكمة شاهداً في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي. ولكن مراد لم يحضر إلى المحكمة ولم يمثُل شاهداً؛ ما دفع القاضي للتعبير عن انزعاجه بالقول إن المحكمة، «حاولت مرات كثيرة الاستماع للشاهد من دون جدوى». وأضاف القاضي في اتهام غير مباشر لوزارة الداخلية في ولاية شمال الراين، إن المحكمة «أوضحت للوزارة أنها لا توافق بأي حال على منع الشهادة»
واتهم أحد محامي الدفاع عن المدعى عليهم إلى جانب «أبو ولاء» الشرطة في الولاية بمنع مثول الشاهد. وقال المحامي حسين أيدين، لـ«الشرق الأوسط» في تصريحات عبر البريد الإلكتروني، إنه «من حق الدفاع أن يستجوب هكذا شاهد بشكل شخصي، وهذا أساسي لفضح كذبهً».
ويخضع العميل السري «مراد جم» لبرنامج حماية الشهود بسبب الخوف من عمليات انتقامية قد يتعرض لها. وعند سؤال المحامي أيدين عما إذا ظهوره أمام المحكمة والكشف عن هويته يعرّض حياته للخطر، قال «لا يمكن استبعاد ذلك».
بالفعل فقد كتب العميل السري كتاباً عن عمله بين المجموعات المتطرفة، وضمّن فيه التحذيرات التي وجهها للشرطة من اللاجئ التونسي أنيس العامري الذي ارتكب عملية إرهابية في ديسمبر (كانون الأول) 2016 عندما دهس عدداً من المارة بشاحنة سرقها في إحدى أسواق الميلاد؛ ما أدى إلى مقتل 11 شخصاً وإصابة العشرات. وتضمن الكتاب معلومات تمكّن محامو أبو ولاء والمدعين من الاستناد إليها للكشف عن هويته.