العراق يخفف إجراءاته الوقائية رغم تصاعد إصابات «كوفيد ـ 19»

رغم التصاعد الكبير في أعداد المصابين بوباء «كوفيد19»، فإن السلطات العراقية بدأت خلال اليومين الماضيين التخفيف من إجراءاتها الوقائية، مبقية في الوقت ذاته على حظر ليلي يبدأ من الساعة العاشرة مساءً وينتهي في الخامسة صباحاً.
وقرر مجلس القضاء الأعلى التحاق موظفيه بدوام كامل في المؤسسات التابعة له، بعد أن كان يقتصر على وجود نحو 25 في المائة من الموظفين، كما قررت وزارة التربية التحاق الكوادر التدريسية بوظائفهم ومباشرة الدوام الرسمي الأحد المقبل. وسجل العراق، أمس، 4243 حالة إصابة جديدة، ليتجاوز إجمالي الإصابات المعلنة سقف 273 ألف إصابة مؤكدة بفيروس «كورونا».
وقررت «اللجنة العليا للصحة والسلامة»، أمس، الموافقة على طلبات نقل جثامين المتوفين جراء فيروس «كورونا» إلى «مقابر أسرهم العادية، بعد أن كانوا يدفنون في مقابر خاصة وبعيدة»، لكن اللجنة اشترطت أن تجري عمليات النقل بـ«إشراف لجان صحية، وبشرط مراعاة التعليمات الصحية والجوانب الشرعية».
وكانت «لجنة الصحة العليا» التي يرأسها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، قررت، الاثنين الماضي «انطلاق الأنشطة والفعاليات الشبابية والرياضية في مختلف المجالات (من دون جمهور)، مع الالتزام بالإجراءات الوقائية الصحية بدءاً من تاريخ 12 - 9 - 2020. كما وافقت على فتح المطاعم والقاعات والمرافق السياحية التابعة لفنادق الخمسة نجوم، إضافة إلى فتح المنافذ الحدودية البرية أمام الحركة التجارية حصراً طيلة أيام الأسبوع. كذلك قررت أن يكون الدوام الرسمي في المؤسسات الحكومية كافة 50 في المائة».
وتعليقاً على قرارات تخفيف القيود الحكومية، قال مدير عام دائرة الصحة العامة الدكتور رياض الحلفي إن «أغلب البلدان خففت الإجراءات للتعايش مع الوباء، خصوصاً في مجال فتح المرافق الاقتصادية، لأنها مرتبطة بمعيشة الناس. والتجمعات هي التي تسببت في تضاعف عدد الإصابات ووصولها للمستوى الحالي، ولحد الآن لا يوجد منفذ قانوني لفرض غرامات على المخالفين». وذكر في تصريحات صحافية أن «العراق ما زال في الموجة الأولى؛ لأن الإصابات في ارتفاع مستمر ولم تنخفض لندخل في موجة جديدة». وتوقع «زيادة عدد الإصابات اليومية بفيروس (كورونا) في الخريف والشتاء المقبلين، وهذا توقع عالمي بسبب طبيعة الأجواء؛ لأن الفيروسات تنشط بالأجواء المعتدلة والباردة».
بدوره؛ أكد مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في العراق ورئيس بعثتها أدهم إسماعيل، أول من أمس، أن منظمته ووزارة الصحة العراقية «تمكنتا من تقليل الوفيات إلى حدود 3 في المائة؛ وهو أقل من المعدل العالمي».
وقال إسماعيل في تصريح لوكالة الأنباء العراقية إن «الوضع في العراق مقلق، كما أن زيادة أعداد الإصابات جاءت نتيجة تأخر الفحوصات، فضلاً عن التجمعات». وأضاف أن «التجمعات وفتح المجال للأنشطة والتعايش من دون ضوابط، أدت إلى زيادة الإصابات، لذلك نحن بحاجة إلى التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية، ويمكن تجنب الإصابة بالوباء إلى 40 في المائة بمجرد ارتداء الكمامة، و60 في المائة بتجنب الاختلاط والتجمعات».