ليبيا: الفريق حفتر يعلن تحرير بنغازي خلال أيام

في أول انتقاد علني له لتأخر قرار البرلمان الليبي تعيينه في منصب القائد العام للجيش الليبي، حذر أمس الفريق أول خليفة حفتر من أن ما سماه «تضارب المصالح الدولية في ليبيا» من شأنه عرقلة مشروع بناء الجيش والدولة.
وأعلن عبد المجيد مليقطة، نائب رئيس تحالف القوى الوطنية، لقناة ليبيا التلفزيونية مساء أول من أمس، أن التحالف يدعم الفريق حفتر باعتباره قائدا عسكريا حصل علی شرعية مجلس النواب الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى شرق البلاد مقرا مؤقتا له.
ويعكس هذا التصريح، وفقا لمصادر ليبية مطلعة تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، تحولا إيجابيا في العلاقات التي فترت أخيرا بين التحالف ذي النزعة الليبرالية الذي يقوده الدكتور محمود جبريل وبين الفريق حفتر.
وكان الدكتور جبريل الذي ترأس أول حكومة للثوار خلال الحرب التي أدت إلى الإطاحة بنظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي، قد نفى معارضته لعملية الكرامة التي يقودها حفتر منذ شهر مارس (آذار) الماضي ضد المتطرفين في شرق ليبيا، ونفى ما تردد عن سعيه لإدراج اسم حفتر على قائمة العقوبات الدولية.
ويدور جدل داخل مجلس النواب بشأن القرار الذي يتضمن ترقية حفتر من رتبة لواء إلى فريق أول، فيما قالت مصادر ليبية إن القرار سيصدر لكن من دون تحديد أي مواعيد قاطعة في هذا الشأن، مشيرة إلى أنه سيحمل توقيع المستشار صالح عقيلة رئيس المجلس باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية.
من جهته، عد حفتر في تصريحات لقناة محلية أمس عمله مدعوما من الشعب الليبي، نافيا كونه يتبع أي أجندات خارجية. وقال إن القوات العسكرية التي تقاتل الجماعات الإرهابية في غرب ليبيا وشرقها هي قوات تابعة للجيش الوطني الليبي، مشددا على أنه ﻻ مكان للميليشيات بينها أو أي تسميات أخرى قبلية أو ثورية. وأعلن حفتر أنه أعطى تعليماته للقوات المسلحة الليبية بحسم معركة بنغازي في شرق ليبيا هذا الأسبوع وإعلان التحرير.
وكان العقيد محمد حجازي، الناطق الرسمي باسم عملية الكرامة التي يقودها حفتر، قد عد ما وصفها بالمعركة الأخيرة في منطقة حي الصابري في مدينة بنغازي ستنتهي خلال أيام، مشيرا إلى أن قوات الجيش باتت بالفعل تسيطر على المدينة بالكامل.
ويخوض الجيش قتالا عنيفا منذ الأسبوع الماضي ضد قوات تنظيم أنصار الشريعة وما يسمى «مجلس شورى ثوار بنغازي» في وسط المدينة، حيث اندلعت معارك أدت إلى مقتل نحو 25 من قوات الجيش.
إلى ذلك، قالت مصادر عسكرية إن طائرات تابعة للجيش الليبي قصفت أمس مخازن أسلحة لقوات فجر ليبيا في منطقة مشروع محطة كهرباء الخليج البخارية لإنتاج الطاقة الكهربائية بمنطقة القبيبة غرب مدينة سرت الساحلية.
ونقلت الوكالة الموالية للبرلمان السابق وحكومته الموازية برئاسة عمر الحاسي غير المعترف بها دوليا، والتي تسيطر على العاصمة طرابلس بقوة السلاح منذ شهر يوليو (تموز) الماضي، عن مدير المشروع المهندس الصديق بن إسماعيل، قوله إن القصف خلف أضرارا مادية كبيرة في الموقع الذي يحتوي على ورش ومخازن وتجهيزات خاصة بالمشروع.
من جهتها، دعت وزارة الخارجية في حكومة الحاسي كل البعثات الدبلوماسية المعتمدة وكل الرعايا والشركات الأجنبية للعودة إلى العاصمة طرابلس ومباشرة أعمالها في ظل الأوضاع الأمنية المستقرة.
وجددت الوزارة، في بيان لها، التأكيد على التزامها بكل المواثيق والاتفاقيات الدولية واحترامها للأعراف الدبلوماسية، وقالت، مخاطبة الدول الشقيقة والصديقة لليبيا، إن كل رعاياها المقيمين في ليبيا تحت رعاية الدولة وحمايتها أسوة بالمواطنين الليبيين.
من جهة أخرى، أعلن حرس السواحل الليبية عن توقيف جرافة مصرية داخل المياه الإقليمية بمحاذاة شاطئ خليج سرت، حيث قال العقيد رضا عيسى آمر القطاع الأوسط لحرس السواحل إن الجرافة التي تحمل على متنها 14 صيادا مصريا دخلت المياه الإقليمية من دون إذن من السلطات الليبية، مشيرا إلى أنها موجودة حاليا بميناء سرت البحري، فيما أحيل طاقمها إلى جهات التحقيق.