قائد الجيش الباكستاني: سنواصل توجيه الضربات إلى الإرهابيين للقضاء عليهم

أكد قائد الجيش الباكستاني الجنرال رحيل شريف مواصلة الجيش توجيه ضرباته للإرهابيين حيثما كانوا حتى يتم القضاء عليهم. وبحسب موقع قناة «جيو» التلفزيونية، تفقد شريف منطقة خيبر أمس للوقوف على ما تم إحرازه من تقدم في العملية العسكرية الجارية ضد مسلحي طالبان، حيث أشاد بشجاعة الجنود وارتفاع الروح المعنوية لديهم.
وقدم المسؤولون بالمنطقة تقريرا موجزا للجنرال شريف تضمن قتل 62 إرهابيا خلال الأيام الثلاثة الماضية في عمليات برية و57 في هجمات جوية.
من جهة أخرى ذكر مسؤولون أن غارة جوية شنتها طائرات أميركية دون طيار وهجمات نفذتها قوات الأمن الباكستانية قتلت أمس 34 مسلحا ينتمون إلى طالبان، بمن فيهم مسلحون يعتقد أنهم حرضوا على المذبحة التي وقعت في مدرسة للأطفال هذا الأسبوع. كما قال بيان عسكري إن الطائرات الحربية والشرطة قتلت على الأقل 28 متمردا إضافيا في غارات جوية واشتباكات داخل مدينة بيشاور، الواقعة شمال غربي البلاد وحولها، وهي المدينة التي حدث بها الهجوم على المدرسة.
ويرفع ذلك حصيلة قتلى طالبان إلى 170 شخصا في 4 أيام، منذ أن اقتحم مسلحون مدرسة يديرها الجيش في مدينة بيشاور يوم الثلاثاء الماضي وقتلوا 135 طفلا في أكبر هجوم مميت على الإطلاق في باكستان. وقال البيان إنه قُتل اثنان من المتشددين، ممن يزعم مساعدتهم للمسلحين في اقتحام المدرسة، في اشتباكات مع قوات الشرطة الخاصة.
وفي سياق منفصل، صرح مسؤول استخباراتي بأن غارات لطائرات أميركية دون طيار (درون) قتلت 6 مسلحين عندما استهدفت مجمعا سكنيا يستخدمه متمردو المنطقة القبلية في وزيرستان الشمالية. ولم يتسنَّ تحديد هوية المسلحين على الفور، إلا أن مسؤولا عسكريا قال إن هدفا مهمّا واحدا على الأقل كان ضمن القتلى. وقال مسؤول بالجيش، أمس أيضا، إن الجيش خصص خطا هاتفيا ساخنا للمواطنين للإبلاغ المباشر عن أي تهديد محتمل.
وفي حديث لوكالة الأنباء الألمانية قال الميجور آصف علي إن الخط الساخن المكون من 4 أرقام سيمكن الناس من الإبلاغ عن أي تهديد مباشرة إلى الجيش، وسوف تقوم فرق الرد السريع باتخاذ ما يلزم فورا.
ويقول الخبراء إن ردا سريعا من قبل عناصر القوات الخاصة بالجيش على حصار مدرسة بيشاور الذي استمر 6 ساعات كان من الممكن أن ينقذ الكثير من الضحايا. وكان المسلحون ينتقلون من فصل إلى آخر داخل المدرسة ويقتلون الأطفال ومدرسيهم، قبل أن تواجههم إحدى فرق العمليات الخاصة بالجيش. ويلقى باللوم في التأخير على نظام الإبلاغ في الدولة، حيث يتم الإبلاغ عن الجرائم أولا إلى الشرطة ثم يتم استدعاء الجيش لاحقا. وقال الميجور علي عن الخط الساخن: «سيساعد التفاعل المباشر مع الناس في تجنب التأخير في الرد».
على صعيد آخر شددت إجراءات الأمن في بيشاور صباح أمس بينما أبدى السكان قلقهم إزاء تداعيات إعدام متشددين اثنين في رد فعل على مذبحة وقعت الأسبوع الماضي وقتل فيها أكثر من 130 طفلا في مدرسة. ولا توجد علاقة للمتشددين اللذين جرى شنقهما بالهجوم الذي شنته طالبان في مدينة بيشاور يوم الثلاثاء الماضي، لكنّ عمليتي الإعدام جاءتا في وقت يكثف فيه المجتمع الباكستاني الذي يشعر بالصدمة الضغط على الحكومة لبذل المزيد من الجهد لوقف العنف المتصاعد.
وألغت باكستان وقف العمل بعقوبة الإعدام بعد الهجوم، وكان محمد عقيل وأرشد محمود هما أول سجناء يجري شنقهما في إطار الترتيبات الجديدة. وجاء الإعلان عن موتهما بعد ساعات فقط من مناشدة مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان باكستان الامتناع عن استئناف العمل بعقوبة الإعدام، قائلا إن هذا لن يوقف الإرهاب، بل إنه قد يغذي دائرة من الانتقام.
ويشعر من يعيشون في بيشاور بالقلق بما في ذلك الأطفال. وقال نذير خان ردا على سؤال ما إذا كان الأطفال ينعمون بالأمان في المدرسة: «أطفالي يقولون لي الآن إن نفس الشيء.. نفس الحادث.. يمكن أن يحدث لهم. ينبغي أن يكون لدى حكومة حل دائم لهذا».
ويعتقد بعض السكان أنه سيكون هناك رد فعل قوي من جانب طالبان على إعدام اثنين من المتشددين في باكستان. وقال سارفاراز خان: «أعرف أن رد فعل سوف يأتي مرة أخرى من طالبان على إعدام اثنين من المتشددين، سينفذون هجوما آخر على باكستان، حيث إنهم سيرغبون في تنفيذ هجمات جبانة لأنهم ليس بإمكانهم خوض حرب مفتوحة».
وقتل 132 طالبا على الأقل و9 موظفين يوم الثلاثاء عندما اقتحم مسلحون من طالبان المدرسة وفتحوا النار حسبما قال شهود عيان في أعنف مجزرة تشهدها البلاد منذ سنوات. وكان المسلحون ينتقلون من فصل إلى آخر داخل المدرسة ويقتلون الأطفال ومدرسيهم، قبل أن تواجههم إحدى فرق العمليات الخاصة بالجيش.
ويلقى باللوم في التأخير على نظام الإبلاغ في الدولة، حيث يتم الإبلاغ عن الجرائم أولا إلى الشرطة ثم يتم استدعاء الجيش لاحقا. وقال الميجور علي عن الخط الساخن إنه «سيساعد التفاعل المباشر مع الناس في تجنب التأخير في الرد».
وسقط 27 مسلحا ما بين قتيل وجريح في هجمات شنتها الطائرات الحربية الباكستانية لمخابئهم شمال غربي البلاد أمس. ووفقا لمصادر أمنية، قتل 21 إرهابيا وأصيب 6 آخرون عندما قصفت طائرات سلاح الجو الباكستانية مجمعات تابعة لهم في مناطق مختلفة في وادي تيراه في منطقة خيبر شمال غربي باكستان، بحسب قناة «جيو» الباكستانية. وأضافت المصادر أنه تم تدمير 7 مخابئ بالكامل في الهجمات الجوية، وتابعت أن الإرهابيين الذي قتلوا يتبعون حركتي عسكر الإسلام وطالبان.