التهمة الهلالية

تعود البعض من الجماهير أن يتهموا (الإعلاميين) بالهلالية أو النصراوية أو الأهلاوية أو الاتحادية لمجرد أنهم يشيدون بأحد هذه الأندية وإن كانت (التهمة الهلالية أو النصراوية) هي الأكثر شيوعاً وأنا أقول هذا الكلام بعد ثلاثين سنة من العمل عن قرب مع كرة القدم السعودية والتي لم ولن يعرف أحد حتى الآن أي نادٍ أشجع هناك لأن مهنيتي تفرض علي التعامل مع الجميع من نفس المسافة ونفس البعد والسبب أن المتلقي أحياناً لا يفرق بين إشادة بسبب مستوى وميول...
هذه الأيام هي أيام الهلال بدون نقاش وهو أيضا بدون نقاش لاعب رئيسي في كرة بلاده وقاسم مشترك في أغلب البطولات وهذا على مدى سنوات طويلة توجها بفك العقدة الآسيوية والعالمية وهو معروف عنه أنه نادٍ مؤسساتي مشاكله تبقى داخله (في الغالب مع بعض الاستثناءات الأخيرة) وأعضاء شرفه على قلب رجل واحد لذلك لا يهم من يقوده أو يرأسه فالكل يعمل لصالح الكيان لذلك تربع على عروش البطولات وهو الآن قد يكون بطلا لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان قبل جولتين على النهاية لأنني أكتب هذه المقالة قبل يوم من لقاء التتويج أمام الحزم والذي سيمنحه اللقب رسميا قبل مواجهتي الوحدة والشباب إن فاز به.
مهما سيحدث تبقى مسألة التتويج أمراً اعتياديا لهذا النادي الذي لن أعدد ألقابه فهي موجودة في كل مكان بل سأتحدث عن أسرار بقائه رقما صعبا دون هزات كبيرة كما يحدث مع الآخرين وأقصد أنه في أسوأ حالاته إما وصيف أو ثالث والسبب أولا إداراته المتعاقبة والثاني جماهيره القوية وإعلامه الأقوى والثالث تعاقداته التي تعتبر من الأفضل في المملكة والرابع أن لاعبيه السعوديين بنفس سوية المحترفين لا بل بعضهم أهم وأفضل مثل سالم الدوسري وسلمان الفرج ونواف العابد والمعيوف والبليهي والجحفلي والشهراني وكنو وعطيف والبريك وباهبري والشهري وحتى الشلهوب في عمره هذا يبقى قائداً محنكاً حتى وإن كان على الدكة... أسماء يتمناها أي مدرب إضافة لجوميز وجيوفينكو وكاريلو وهيون سو وخربين (أفضل لاعب في آسيا على الخط) وإدواردو الذي غادر وهذا غيض من فيض من الأسماء المحلية الكبيرة التي تعاقبت عليه وصنعت أمجاده وفعلا تبدو كلمة السر هي اللاعب المحلي الذي أعتبره الورقة الرابحة في تاريخ الهلال كله وليس هلال هذا الموسم فقط.
مبروك للهلال إن توج اليوم وسأبارك له لاحقا إن توج الأسبوع المقبل لأن تتويجه مسألة وقت لا أكثر خاصة بعد تجاوز عقبة الفيصلي الصعبة. وأتمنى أن لا يتهمني البعض بالهلالية لأنه شرف لا أدعيه ولكن الكبار يفرضون علينا الإشادة.